لو فتشتم عن السبب الرئيس أو الأول الذي جعل الدول الأوربية تفكر ألف مرة، وليس مرتين، قبل ان تدخل في أي حرب لوجدتم انه عدد الضحايا الذي قتلوا في الحربين العالميتين. ولسألتم عن سبب إصرار الشعب الأمريكي على انسحاب جيشهم من العراق لوجدتموه انه عدد الخسائر البشرية التي كان يتكبدونها. الفكرة باختصار بسيط هي ان الشعوب الحية قد تتساهل مع حكامها في أي نوع من أنواع "الخسارات" الا البشرية التي عندها تقلب الدنيا على رأس حكامها ولا تقعدها الا بزوالهم.
الحاكم الذي يتولى او يقبض بأسنانه ويديه على ملفات الأمن والدفاع، كالمالكي مثلا، يصبح كما الحارس في أي بناية او شارع. يتسلم راتبا ومخصصات خطورة. معيار نجاحه يتوقف على قدرته في حماية المكان الذي تولى حراسته والبشر الذي يقطنون فيه. ليس متفضلا على أحد اذ انه يعمل مقابل أجر وامتيازات. فان قصر يعاقب وان قام بأدوار استثنائية يستحق المكافأة. أما اذا ضحى بحياته أثناء أداء واجبه فذلك مجد يستحق من أجله نصبا تذكاريا.
لا أريد هنا ان أبحوش في المبالغ والامتيازات التي درّتها وظيفة المالكي عليه وعلى آله ومقربيه ومحبيه. فقط سأتوقف عند الثمن الذي دفعه العراقيون من أرواحهم أثناء ولايته الثانية تاركا الأولى:
2010 = 2953 قتيلا
2011 = 2771 قتيلا
2012 = 3238 قتيلا
2013 = 9400 قتيلا
المجموع = 18362 قتيلا
أي حارس هذا الذي سيبقى في وظيفته لو فقد من أوكل اليه مهمة الحراسة على أرواح أبنائه اقل من واحد بالمئة من هذا العدد؟
انه ثمن مر لا أظن ان شعبا قد دفعه من قبل لحارس فشل في حماية أرواح الناس. والأمرّ من ذلك ان في الناس من يصر على ان يبقيه لولاية حراسة ثالثة وهو لا يجيد غير حراسة ولايته. حقا ان لله في خلقه شؤون.
كتب بتأريخ : السبت 04-01-2014
عدد القراء : 1643
عدد التعليقات : 0