اللهم احسبها عليّ شماتة
بقلم : هاشم العقابي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لو سألتم أي عراقي قادم من دولة الإمارات عن الوضع العام فيها، فعلى الأغلب ستجده يتغزل بنعمتي الأمن والاستقرار اللتين تعمّانها. واترك لكم تقدير جواب المسافر، او الهارب، بشكل أدق، من العراق الى الإمارات، لو سألتموه عن الحال في بلده الأم. اخترت الامارات مثالا، لا لزنكنتها، فنحن بمواردنا النفطية أزكن منها بكثير، بل لأنها من الناحية الجغرافية اقرب لنا من الدول الأخرى الغارقة بنعم الأمن والخير والاستقرار.مصطلح الدولة المستقرة، صار يعني في أيامنا هذه، انها التي يعيش فيها الانسان روحا وجسدا معززا ومكرما. عدا عن ذلك لا تستحق لقب دولة لا بل ولا تستحق احترام الشعب لها ولحكومتها. ومن يجد نفسه غير مرحب به في مطار من المطارات او عند نقاط الحدود الدولية فلا يلوم الدولة التي وصلها، بل ليراجع موقف حكومته منه. المثل يقول: من أهانه عياله أهانه جيرانه.من منصفات الدنيا ان مسؤولي الدول الفاسدة والمحتقِرة لإنسانها عندما يزورون أية دولة تحترم شعبها لا يحظون بالاحترام، وتجدهم كما المتسولين الذين حتى السلام يأتي عليهم، من الطرف الآخر، من باب الصدقة. ان لم تحترم شعبك لا أحد يحترمك حتى لو انتخبك مليار من الناس. انك لو فعلتها تظل مكروها يا ولدي حتى لو تجاوزت بكرمك حاتم طي.عندما يراك الآخر لا تهتم لو قتل على ارض بلدك الذي تحكمه مئات الألوف كل عام، وتكتفي بحماية نفسك وأهل بيتك وتصبغ شعرك بأفحم الألوان وتختار أغلى البدلات والأربطة، فانك بعين الآخر صغير. لا بل وذليل أيضا. حتما هو ذليل من يشتري لنفسه الحياة على حساب حياة الناس.لا أخفيكم، حتى وان حسبتموها عليّ شماتة، اني حين أرى هؤلاء، الذين يحتقرون شعوبهم لا يحظون بالاحترام خارج بلدانهم أرتاح، ومن كل قلبي اصيح: حيييييييييل!هذا الارتياح شاركتني، او ربما أوحت لي، به عراقية تداخلت ذات مرة على احدى القنوات الفضائية التي كنت ضيفا على احد برامجها قبل السقوط. كان خصمي يحتج بشدة على مقارنتي لصدام بهتلر لأن الأخ يرى في صدام "رمزا" للإنسان العربي "الشجاع".اتصلت تلك العراقية لتقول: وأنا أحتج أيضا لأن هتلر، على الأقل، لم يذلّ شعبه وان كان قد أجرم بحق شعوب أخرى.رباّط الكلام، يا سادة يا كرام، ان من يقصر في حماية الناس، او يعجز عن حمايتهم، لا يستحق الاحترام حتى لو انتُخب لألف عام. والسلام.

  كتب بتأريخ :  الأحد 02-03-2014     عدد القراء :  3383       عدد التعليقات : 1

 
   
 

سعد عزيز دحام

صدقت ياهاشم الجميل، من يقصر في حماية الناس، لايستحق الأحترام .


 


 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced