من عبد الكريم قاسم إلى \"عتريس\"
بقلم : هاشم العقابي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

أول انطباع تولّد بخاطري عن السيد المالكي، في أول أيام توليه منصبه ،انه من صنف الكادحين البسطاء وانه سيكون نصيرا للفقراء على طريقة الزعيم عبد الكريم قاسم. لماذا؟ ربما تولد عندي ذلك بسبب ملامحه وطريقة كلامه. لم أشذ ّفي ذلك عن طباع أهلي العراقيين لأننا من اكثر شعوب الأرض ميلا للحكم على الشخص من خلال ملامحه. هذه تسمى "نظرية السمات" في علم النفس. علي الوردي لم يغفل هذا الطبع فينا وتوقف عنده كثيرا. أغلب العراقيين حين يرون امرأة جميلة يظنونها طيبة وواعية وانها من أحن ّعباد الله وقد لا تكون فيها ذرة من كل ذلك. عندما التقيته، افصحت له عن انطباعي فأخبرني بأن امرأة جنوبية قالت له الإحساس ذاته. قلت له هل سألتها لماذا؟ ولأنه لم يسألها، لخصت السبب بأن الناس احبوا عبد الكريم حتى سمّوه "اكريّم" لبساطته وتبسطه وكرهه للفخفخة. انه صاحب "السفرطاس". وانني شاهدته، ذات عصرية، بأم عيني يشرب من ماء حنفية بالشارع عندما كنت طفلا صغيرا. في ليلتها اهداني المالكي فصا من "الخريّط"، انا وبعض الحاضرين، كان قد اهداه له وفد من أهالي شهداء الدعوة في العمارة. تلك الحركة احببتها واتخذتها دليلا على صدق حدسي ببساطة الرجل.

عندما اصبح الصباح وتبعه الظهر التقيت بأحدهم كان قد تعين توا في مكتب المالكي بمنصب "رفيع". شكا لي هذا "الأحدهم" أن المالكي يجب ان لا يتصرف ببساطة كهذه وعلى الآخرين ان يلغوا مخاطبته "حجي" او "أبو اسراء" ولا بد من استعمال لقب "دولته". بالمناسبة هذا الرجل لم التق في حياتي بأحد مثله يجيد استخدام "النعومة" وانخفاض الصوت لتحقيق "مآربه". لم يمر أكثر من شهر واذا بصاحبنا غير الذي حدسته بعد ان صار أبو "النعومة" يرافقه كظله ونجح نجاحا باهرا في مسح خيال صورة عبد الكريم قاسم لتحل محلها صورة "عتريس" بامتياز. كتبت عن "عتريسنا" ومن "عترسه" في أكثر من عمود.

أتذكرون صرخة الناشطة هناء أدور بوجهه؟ حسنا، لمن لا يتذكر، او ينكر عليّ قولي، فليره. ولير أيضا وقفة "ناعم الظل" الذي "دهور" صاحبنا كي يتعرف عليه من بين الناهضين "الغيارى". بالمناسبة ردت عليه بضاعته فدهوره "عتريس" شر دهورة. " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره".

قال لي صاحبي يوم شاهدنا معا وقفة هناء المسيحية انها ذكرته بوقفة زينب حفيدة الرسول بوجه يزيد. أما أنا، فحين اعدت المشهد اليوم تذكرت المطربة شادية و "ياعيني عالولد" وعبد الكريم قاسم. ليش؟ انه شيء حدث بمصر سأحدثكم عنه غدا.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 04-03-2014     عدد القراء :  3049       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced