مووووووووو..؟
بقلم : عدنان حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

إذاً، فكل ما سمعناه من قبل بان التظاهر في ساحة التحرير ببغداد غير مسموح به بأمر من قيادة عمليات بغداد، ومن خلفها القائد العام للقوات المسلحة، غير دقيق. وكل ما سمعناه بان عبور المتظاهرين جسر الجمهورية من ساحة التحرير إلى كرادة مريم ممنوع، غير صحيح. وكل ما سمعناه بان التظاهر أمام مقر مجلس النواب محرّم، هو كذب وافتراء.

يوم السبت (أمس الاول) تبيّن للقاصي والداني، وبالعكس أيضاً، ان التظاهر في ساحة التحرير ليس رجساً من عمل الشيطان في نظر قيادة عمليات بغداد ووزارة الداخلية والقائد العام للقوات المسلحة، وان قواتنا المسلحة بمختلف صنوفها لا ترى في عبور المتظاهرين من ساحة التحرير الى كرادة مريم ثم الى مقر البرلمان، عبر جسر الجمهورية، إثماً أو عملاً مما يثير الرعب والاستنفار في صفوفها.

بكل يسر وبمنتهى الحرية تظاهر المئات يوم السبت في ساحة التحرير، وبكل يسر وبمنتهى الحرية مشى المتظاهرون فوق جسر الجمهورية الى كرادة مريم، وبكل يسر وبمنتهى الحرية تجمع المتظاهرون أمام مبنى البرلمان. بل، ومن أجل المزيد من التيسير على المتظاهرين وتأمين حرية التصرف لهم أغلقت القوات الامنية الشوارع المؤدية الى الساحة والجسر وكرادة مريم ومدخل البرلمان.

لم تتصرف القوات الأمنية بعدائية حيال المتظاهرين، ولم تقتحم صفوفهم أو تحاصرهم وتضيّق الخناق عليهم لتحشرهم في زاوية حادة من الساحة قبل أن تفرّق صفوفهم. كانت القوات متفهمة الى أبعد الحدود لدوافع المتظاهرين ولشعاراتهم التي رفعوها صوتيا (الهتافات) وكتابياً (اللافتات)، وكانت متساهلة بل متعاونة الى أعلى المستويات.

وقبل انطلاق التظاهرة لم تتردد وزارة الداخلية ولو للحظة واحدة، في ما يبدو، في منح الترخيص للتظاهرة، فلم تتحجج بالوضع الأمني المتردي في العاصمة لعدم منح الترخيص.

وعلاوة على خدمة الخمس نجوم هذه، حظيت تظاهرة السبت بتغطية مفصلة في وسائل اعلام الحكومة وحزبها، تلفزيونياّ (العراقية) واذاعياً (العراقية أيضاً) وصحفياً (الصباح والبيان)، فضلاً عن القنوات والصحف المشتراة للتو في صفقة فاسدة لم تصمد روائحها الكريهة في الحبس أكثر من بضعة أيام.

لا، لا تقولوا انها تظاهرة مُسيّرة من كتلة الحكومة البرلمانية ومن حزبها وانها رفعت صور القائد العام وهتفت بحياته وغمزت من قناة معارضيه وخصومه ومنافسيه،.. لا تقولوا ان هذا هو السر في تمتع المشاركين فيها بكل هذا الدلال، فهي في النهاية تظاهرة .. المشاركون فيها لم يحطّوا في ساحة التحرير نازلين من السماء. ومادام الدستور النافذ يقول ان العراقيين متساوون في الحقوق، كما في الواجبات، فان أي عراقي يرغب في التظاهر في ساحة التحرير البغدادية، ومن ثم التحرك نحو أية وجهة يريد، حتى لو كانت كرادة مريم حيث حدود المنطقة الخضراء ومقر مجلس النواب، عبر جسر الجمهورية، يستطيع أن يفعل هذا.. لديه الان حجة قوية، هي تظاهرة السبت، الثامن من آذار 2014.

موووووو .. يا وزارة الداخلية ويا قيادة عمليات بغداد ويا سيادة القائد العام للقوات المسلحة؟ والا عندكم رأي آخر!.

  كتب بتأريخ :  الأحد 09-03-2014     عدد القراء :  2889       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced