لأني أحب الشيعة
بقلم : هاشم العقابي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

هكذا أجبت صديقي المثقف ردا على "اتهامه" لي بالدفاع عن السّنة والكرد. أكثر من علامة استفهام لاحت على وجهه وهو يستمع الى ردي. قلت له: شوف، يا طويل العمر، ان يتمنى الإنسان الراحة والخير لأبناء طائفته او قوميته او حتى عشيرته، فذلك امر سليم لا غبار عليه. أما اذا فكر بان راحة أبناء طائفته وسعادتهم لا تتم الا عن طريق سلب راحة أبناء الطوائف الأخرى، فتلك لا تجلب على أبناء طائفته غير الكوارث، ولو بعد حين.

أنا أنشد الراحة للسني والكردي، لا بل ولكل من هو ليس من طائفتي لا من اجله، حسب، بل بالدرجة الأولى، وبكل صراحة، من اجل ان يرتاح الشيعي. في العراق لدينا مثل واضح قد يندر مثيله في أي بلد آخر. ومن لا يضعه نصب عينيه فهو أما معطوب عقل أو ضمير. مَن منّا لا يتذكر تلك الأيام السود التي تسمى "حرب الشمال"؟ تلك الحرب التي كانت تشنها السلطة على الكرد واكثر من يدفع ثمنها دما هم أبناء الجنوب والشيعة على وجه التحديد. الذين هم من جيلي قطعا يستحضرون صور توابيت القتلى من فقراء أهلنا بتلك الحرب التي ما كان لها هدف سوى سلب راحة الكرد. اليوم وقد ارتاح الكرد في اقليمهم، فهل فيكم من يدلني على جثة قتيل جنوبي او غير جنوبي عادت بها قوافل الموتى من هناك؟ ما كان ابن الجنوب سيرتاح لو لم يرتح الكردي.

خصم الكلام وزبدته: ان الشيعي الحاكم حين يقرر سلب راحة السّنة تحت أي ذريعة سيسلب راحة الشيعة ويهجم بيوتهم أولا.

كانت تظاهرات الأنبار، او سموها تظاهرات السّنة، فرصة ذهبية للمالكي كي يريح الشيعة. وحين ضيعها بالغطرسة صار لدي يقين انه لا يحب الشيعة حبا واعيا، بعد ان كنت اشك بذلك. كانت شكوى المتظاهرين الأساسية ابعاد سوط المخبر السري عن ظهورهم والكف عن زج النساء والأبناء في السجون بتهمة القربى من الإرهابيين. لم يكذبوا في هذا. راجعوا خطب الشهرستاني وهو يعلن اعداد المسجونين منهم ظلما. هل يستحق الشيعة ان يموتوا كل يوم بالعشرات من أجل ان يعيش المخبر السري مثلا؟ وايهما أفضل ان انتقم ممن اظنه كان سبب تعاستي وابقى تعيسا، أم ان أريحه وانعم بالهناء والأمان والراحة؟ أعلم ان بعضا من "عتاة" الطائفيين الشيعة سيقولون انهم لو ارتاحوا سيدمروننا من جديد. ليعطني دليله ان كان صادقا او عارفا. أما أنا فأكرر دليلي بأن الخير الذي عم كردستان خلص اهل الجنوب من هم وكدر فقدان أولادهم على الفاضي. وقد يقولون أيضا: لكن صدام دمّر الشيعة اكثر من غيرهم. وهذا لا اعتراض لي عليه. لكن، هل سأتخلص انا الشيعي من الدمار ان دمر حاكم آخر السّنة؟

الحقيقة المرّة، التي اجد نفسي مرغما على قولها، ان الذي يريد الانتقام من السّنة اليوم ليس قادرا مثل صدام على احكام السيطرة والتدمير معا. لا لأنه أرحم، بل لأنه لا يحسن التدبير.

سؤال: هل تظنون ان إقامة مراسم العزاء الحسيني، مثلا، منجز للمالكي؟ كلا، لأنه لو أراد اليوم منعها فسيعجز. والعجز ذاته يمنعه من تحقيق أحلام الطائفيين بتدمير السّنة. فدنيا اليوم غير دنيا الأمس يا ناس.

  كتب بتأريخ :  الأحد 16-03-2014     عدد القراء :  2526       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced