المستشارة \" كوندوليزا \" نصيف
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يخيّرونك إذن بين مسؤول يتوهمون انه سيحافظ على وحدة البلاد واستقرارها، وبين الفوضى التي يعتقدون انها ستجتاح البلاد لو ان الناس صوتت لغير المالكي، هذه ليست نكتة ولكنها جزء من المحفوظات التي يرددها كل يوم عدد من السياسيين، ففي تصريح مثير للشفقة تخبرنا النائبة عالية نصيف بأن "بقاء المالكي لولاية ثالثة ورابعة امر مفيد للعراق والعراقيين" لماذا ايتها النائبة "الهمامة" لانه تعلم شؤون الحكم، وهو افضل من رئيس وزراء جديد لم يجلس على الكرسي لمدة ثماني سنوات، حسب قولها، ولم تنس السيد النائبة أن تذكرنا بـ"أننا محتاجون لمسؤولين مارسوا السلطة وعرفوا دهاليزها وأسرارها"، وتبدي نصيف استغرابها وعجبها من الذين لا يريدون استمرار نوري المالكي في موقعه "من سيحافظ على الإنجازات التي تحققت ما لم يوجد هناك مسؤول يملك كل أسرار اللعبة"؟

سأقول للسيدة عالية نصيف أنت صادقة، ولكن من يقنع المواطن الذي حاصرته المفخخات وكواتم الصوت وغياب الخدمات والعدالة الاجتماعية والقانون خلال السنوات الماضية بأن المالكي حقق إنجازا وراء إنجاز؟، من يقنع أهالي مدينة الصدر والكاظمية والفلوجة وبابل وميسان والاعظمية والتاجي والموصل وديالى، بأنكم لا تخدعونهم ولا تبنون لهم قصورا في الرمال، ولا تجعلون الخطأ صحيحا، والحق جريمة، من سيقنع أما فقدت ابنها وزوجة ترملت في عز شبابها من أن ساستها لا يتعاونون مع الإثم ولا يتحالفون ضد الصدق، من سيقول للعراقيين جميعاً أن ضمائر مسؤوليه وساسته لم تنم وتشبع نوما منذ عشر سنوات.

للاسف بهذه "الخردوات" السياسية تريد " كوندوليزا نصيف " أن تقنع البسطاء أن امنهم ومستقبلهم مرهون ببطاقة انتخاب يقولون فيها نعم للمالكي وائتلاف دولة القانون، وتنسى مستشارة الامن القومي العراقي ان الديمقراطية تعني تبادل سلمي للسلطة، وانه لا يمكن لشخص يحكم بسلطات مطلقة أن ينجو من الفساد الذي تولده هذه السلطة المطلقة نفسها .

في ظل هكذا مقربين وساسة تصبح السياسة في العراق كأنها أوراق متناثرة من كتاب "الامير" لميكافيللي كل واحد يريد ان يصبح جزءا من نظام تسلطي، نظام لا مكان للبسطاء فيه، إلا بالشعارات والخطب وراء الميكرفونات ، فلا واجبات ولا مسؤوليات تجاه هذا الشعب، بل "منّة" اذا تنازل المسؤول وتمشى وسط حماياته في احد الشوارع، ومنّة اذا تواضع وتحدث مع الناس عبر سياج من الحمايات المدججين بالسلاح، ومنّة اذا تكرم وحضر اجتماع للبرلمان ليناقش قانونا يهم الملايين، ومنّة اذا وافق ان يصافح المختلفين معه في الرأي.

وانا استمع لحديث عالية نصيف تمنيت عليها لو أنها بادرت وأصدرت لنا كتيبا صغيرا تكتب على غلافه: " دليل الحكم الرشيد للعراقيين " ، واتمنى أن يحتوي الكتيب على وصايا تؤكد لنا أن لا شيء تغير.. فما زال المسؤول يحيط نفسه بسور عال من التابعين والموالين مهمتهم ان يدافعوا عن اي شيء يقوله ، وحتما لن تنسى السيدة النائبة أن تعلمنا أن اول أصول الحكم الديمقراطي كما تفهمها هو تضخم الاحتياج إلى " زعيم اوحد " من دون سياسة، حيث يصبح الشعب هو الهدف، وترويض الشعب وتخويفه بديلا عن تحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية الاجتماعية وسيظل أصحاب كتب " الحكم الرشيد " للمبتدئين أسرى لإرادة سياسية لا تريد ان تدرك أن تغيرا حصل في العراق ولهذا نراهم يسعون إلى بناء دكتاتورية جديدة.. هدفها بناء دولة الجماعة الواحدة التي يكون لها سلطة الأمر والنهي، والمنح والعطايا، سلطة تصر على إلقاء الفتات إلى الآخرين باعتبارها مكارم ومنح تذكرهم بمكارم "القائد الضرورة".

لقد بات واضحاً أن حلم العراقيين بالديمقراطية والممارسة السلمية لانتقال السلطة الذي بدأ عام 2003 قد أجهض وإلى غير رجعة، والسبب قوى سياسية ضحكت ومازالت تضحك على الناس بشعارات مضللة، كان العراقيون يأملون من هذه القوى أن تنهض بحياتهم، وتشرّع قوانين تمنع سرقة المال العام، تمنع تحويل مؤسسات الدولة إلى إقطاعيات خاصة، والأهم قوانين تحترم عقول وإرادة العراقيين.

هل تغير شيء..؟

الصورة بعد عشر سنوات تقول إن لدينا رئيس وزراء لا يريد أن يغادر زمن "معارك المصير" ولدينا حاشية لاتزال تمارس وظيفة أحباب القائد.

  كتب بتأريخ :  الأحد 16-03-2014     عدد القراء :  3156       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced