"11"
لقد مرَّ أكثر من اسبوع وأنا مشتت البال، كلما أحاول أن اركز في قراءة المحاضرات المقررة في دراستنا، أرى نفسي فجأة بعيدة عنها، تأخذني هواجسي بعيدا، أبحث في احتمالات المستقبل الايجابية منها والسلبية، فأرى الثانية هي التي سوف تتحكم بمصير حياتي، أبدو أمام عذراء ووصال وكأنني متماسكة وليس هناك من شيء، مثلما أنا عليه في الكلية، ولكن أحيانا والأستاذ يلقي المحاضرة أروح في عالم متشابك وكأنني دخلت في شبكة عنكبوت لا استطيع الافلات منها مهما حاولت، ارسم دوائر وخطوطا متقاطعة على الورقة التي أمامي، أنتبه لحالتي وأردد مع نفسي مقطع اغنية كانت ترددها والدتي عندما تضيق بها الدنيا (حسبه اتجيبني وحسبه توديني...تيهت الدرب يا هو اليدليني) ربما لو كانت معي والدتي لساعدتني على تجاوز ما أعيشه من محنة، لا استطيع أن أناقش الأمر مع وصال والتي يفترض بها صديقتي، لأنني عرفت مستوى تطور علاقتها مع ابن عمي عبد الله، لأنها في الفترة الأخيرة على اتصال دائم معه يوميا، لا بل كنت اعرف اخبار مدينتنا كاملة من وصال، يبدو انهما يتصلان أكثر من مرة في اليوم، مرة جاءت وصال وأخبرتني عن مسألة أنا لا أعرف بها، وهي أن ابن خالتي جاء مع والديه لخطبتي، ضحكت وسألتها كيف عرفت، قالت أخبرتني العصفورة. وبالطبع أنا أعرف العصفورة هو أبن عمي، وحسنا فعلت لأنني اتصلت بوالدتي وطلبت منها أن تلغي فكرة زواجي من أبن خالتي أو اي شخص أخر لأنني اريد أن أكمل دراستي. أما زميلتي الآخرى عذراء فيجب أن اتوخى كل الحذر منها في مناقشة هكذا أمر، ستعود رأسا بي إلى كل التعاليم الإسلامية التي هي نفسها تجاوزت عليها، وسوف أكون بنظرها مرتكبة أكبر الكبائر، لا بل سوف استحق القتل إن أنا قمت بهذا العمل، رغم أن هذا العمل يتعلق بي شخصيا وليس هناك أي تأثير على أقرب شخص، ولكن المشكلة هي أن أتريث بشكل جدي ومن ثم أقرر، وعندما أتخذ قراري ليس هناك قوة في الكون تمنعني من تنفيذه، هكذا أبلغت بنيامين عندما صارحني بحبه لي يومها كان جالس قبالتي في نادي الكلية يتناول الغداء، وكان ينظر لي رغم أنني اغض الطرف عنه إلى أن قال
- حنان أنا بعد ما أكدر أصبر لازم أكون صريح وياچ من يوم حفلة التعارف إلى الآن بس افكر بيچ، كل تفكيري مشغول بيچ ..حنان أنا احبچ