العراق لن يينى بـ \" فديو\" محمود الحسن
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

الفيلم الفضيحة والذي قام ببطولته النائب محمود الحسن لا يعنى شيئاً أكثر من أن النظام السياسي، الذي يصر ان يحكمنا بتوزيع الهبات والمنح والعطايا، أصبح خارج الصلاحية.

أقول هذا ليس تعليقاً فقط على فديو مكارم محمود الحسن الذي نشرته مواقع إخبارية عديدة، شاهدنا فيه" سركال الشيخ نوري المالكي " يقف وسط مجموعة من المواطنين البسطاء والفقراء ليملي عليهم شروط الشيخ للعيش بأمان ورغد حيث يحمل احد مساعدي " السركال " رزمة أوراق يقال أنها سندات تمليك أراضٍ زراعية ، فيما السركال محمود الحسن يبلغ المحيطين به من ان "الحكومة تريد أن تختبركم، ويوم 30 نيسان سنكون في المراكز الانتخابية ونشوف اذا صدقتوا الوعد ويانا ام لا،، وانا كلفني رئيس الوزراء وقال لي تاخذ السندات وتوزعها بيدك وتكمل معاملاتها، ولكن انا ايضا عندي شرط معكم، راح يجي يوم 30/4 ونتحاسب ونشوف وفيتوا بالعهد لو ما وفيتوا"، ثم يبدأ بتوزيع سندات تمليك الأراضي المملوكة للدولة على الحاضرين في التجمع الذي قيل انه جرى في محافظة السماوة .

بعيداً عن ماراثون الابتذال الذى شاهدناه في شريط الفديو، وقبله شريط رئيس مجلس الوزراء الذي توعد وارعد.. بحكومة أغلبية سياسية لامكان فيها لمن يقول كلمة لا ، ثم تراجع ونفى أن يكون قد سعى بشكل شخصي للبقاء في السلطة، الا إذا طلب منه الناس ذلك، فانه سيضطر الى حكمهم اربع سنوات جديدة. فأن شرائط الفديو التي شاهدناها تثبت ان اصحابها لايملكون من ثقافة الحكم إلا شهوة الجلوس على الكراسي.

بالأمس سمعنا وشاهدنا ما قاله هؤلاء المرشحون الذين يدعون السهر على مصالح العباد، وفي الوقت نفسه لا يتورعون عن الرقص ليل نهار مع الفساد. عانينا منهم كثيرا، وتعددت صورهم وأشكالهم، يلبس بعضهم عباءة الفضيلة ليداري الرذيلة، ولكن روائح فسادهم الكريهة ملأت أروقة مؤسسات الدولة، وتسربت منها إلى الشوارع والأقضية والنواحي والمدن وتحول بعضهم إلى مصيبة وقعت على رؤوس العباد، من ذلك مثلا أن الناس البسطاء الذين يحاصرهم الإحباط والعوز والبطالة من كل اتجاه.. نجد من يريد ان يقايض سني معاناتهم بقطعة ارض هي ملك للشعب قبل ان تكون ملكا للمالكي وسراكيله الذين قرروا ان يغيروا قواعد اللعبة السياسية، وبدلا من يقدموا للناس مشروعهم الانتخابي، قرر ان يخبروهم بان الأراضي التي سيحصلون عليها،، ستصادر منهم لو انهم انتخبوا قائمة غير قائمة دولة القانون ... وكأننا لم نبرح عصر صدام الذي كان يعتبر العراق ملكا صرفا له يتصرف به كيفما يشاء .

وانا ابحث عن سجل إنجازات السيد محمود الحسن لأهالي محافظة السماوة لم اجد غير انه ساهم بإشاعة الخراب والفساد، وان المحافظة تعاني بفضل "انجازاته العملاقة" من سوء الخدمات والإهمال، وانها في اسفل سلم المحافظات من حيث الاستثمار والتنمية..

والان دعونا نتساءل ما علاقة توزيع الأراضي بالانتخابات؟ لكن في الدول التي ترفع شعار الرجل الواحد والحزب الواحد، فأن سقوط مفهوم الدولة الحديثة يبدأ من التعامل مع الدولة على أنها غنيمة.. توزع فيها المصالح والمغانم.

فديو محمود الحسن يكشف لنا كيف تدار الدولة في الغرف المغلقة، وكيف يريد البعض تحويل العراق الى شركة للمقاولات بما يوحي بحنين إلى فترة "القائد الضرورة"، أو صعود نجم حسين كامل وصدام كامل لننتهي بصعود نجم شخصيات جديدة تنتمي الى نفس المواصفات، كلها فترات من فترات الفشل المتعددة في تاريخ العراق.

لست ضليعا في شؤون منجزات السادة اعضاء ائتلاف دولة القانون، لكنني أعرف كما يعرف الكل أن وطنا يقوده فصيل من المتزلفين والمتملقين مثل وطننا لم يحتمل وجود صباح الساعدي وصفية السهيل وسنان الشبيبي وغيرهم المئات من الكفاءات الوطنية النزيهة، لكنه وضع سراكيل دولة القانون ودعاة مشروع "زواج القاصرات" من ان يكونوا في صدارة المشهد السياسي والحكومي.

والان دعونا نتساءل ماذا سيحدث عندما يتعامل البعض مع مؤسسات الدولة على أنها شركة خاصة، لا دولة مضى على تأسيسها قرن من الزمن.

  كتب بتأريخ :  الجمعة 02-05-2014     عدد القراء :  3294       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced