خطة أمنية؟ ... فااااااشلة!
بقلم : عدنان حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

هذه ليست خطة أمنية.. واذا كانت بخلاف ذلك فأنها ليست خطة أمنية ناجحة كما أعلنت قيادة عمليات بغداد سعياً لإرضاء نفسها ولتضليلنا.. الخطط الأمنية الناجحة تتجلى فيها براعة الخبراء والأخصائيين في ميدان الأمن والدفاع وحنكتهم، وهذا ما لم يتوفر في آخر الخطط الأمنية التي تفاخرت بها قيادة عمليات بغداد.

أي مفوض شرطة بإمكانه وضع خطة كالخطة الأمنية الخاصة بزيارة مرقد الامام موسى الكاظم الأخيرة .. ببساطة لأنها نسخة مكررة مرات عدة عن الخطط السابقة.. وهل أسهل من أن تُقطع الشوارع ويُمنع مرور السيارات عليها؟ .. شرطة المرور وحدها قادرة على القيام بهذه المهمة اليسيرة التي لا تتطلب أي جهد فكري أو جسدي من قيادة عسكرية من نوع قيادة عمليات بغداد.

ليست خطة أمنية ناجحة أن تُغلق الشوارع من دون أي إعلان مسبق ومن دون أي اعلان عن توقيت بدء الاغلاق وتوقيت انتهائه.. وهذا ما فعلته قيادة عمليات بغداد، إذ اغلقت شوارع رئيسة وحيوية في العاصمة منذ يوم الاربعاء، أي قبل اربعة ايام من يوم الزيارة، وأبقت على الاغلاق قائماً حتى صباح أمس الاثنين، أي بعد أكثر من 12 ساعة من انتهاء مراسم الزيارة.. من أبسط حقوق الناس أن يتبينوا على نحو واضح الإجراءات التي تؤثر في نظام حياتهم اليومية.

ليست خطة أمنية ناجحة تلك التي تتسبب في حبس آلاف العائلات في منازلها رغماً عنها خمسة أيام متتالية بلياليها، وتحول دون اداء واجبات اجتماعية لازمة تتعلق بالمتوفين والمرضى مثلاً... انها خطة أمنية ظالمة وجائرة في الواقع في حق الذين يُضارون منها.

ليست خطة أمنية ناجحة هذه التي تتسبب في قطع أرزاق الآلاف من الكسبة والعمال اليوميين وأصحاب الاعمال الذين تتوزع أعمالهم على امتداد نصف أو أكثر من الشوارع الاكثر حيوية في بغداد.

ليست خطة أمنية ناجحة تلك التي لا تأخذ فيها قيادة عمليات بغداد في الحسبان أن ليس كل سكان العاصمة مسلمين، وليس كل المسلمين شيعة، وليس كل الشيعة يشاركون في مراسم الزيارة، أي زيارة، وان قيادة عمليات بغداد ليست خاصة باتباع دين معين أو مذهب محدد، ما يفرض عليها مراعاة مصالح الجميع من دون أي استثناء أو تمييز.

قيادة عمليات بغداد وسائر القيادات العسكرية والأمنية تبرّر اتخاذ اجراءات أمنية مشددة في الايام العادية بمواجهة الارهاب والسعي لضمان أمن الناس، مثلما تتذرع وزارة الداخلية بالحجة نفسها في عدم منحها اجازات التظاهر، وهو حق دستوري، أو تحديد هذه الاجازات باوقات وأماكن ضيقة للغاية، فلماذا لا تسري هذه القاعدة على مناسبات الزيارة بأن يجري التوجيه، بالتعاون مع الهيئات والمؤسسات الدينية، بالحدّ من الزيارة وبتحديد مسافات المشي، بسبب الظروف الأمنية الاستثنائية التي يمر بها البلد؟

  كتب بتأريخ :  الإثنين 26-05-2014     عدد القراء :  3012       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced