لغز اسمه فاضل الدباس
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

ضحكت وأنا اقرأ بيان ائتلاف العراق والذي يخبرنا فيه أصحابه بأن رسائل التأييد والمؤازرة لمشروع رئيس الائتلاف فاضل الدباس الاقتصادي والوطني تتواصل لما أولاه من اهتمام وشعور بالمسؤولية والامانة الكبيرة التي أنيطت به وبائتلافه ، ولم ينس اصحاب البيان ان يبشرونا بأن التاريخ سيكتب وقفتهم الشجاعة بحروف من ذهب، ولانني اجهل فلسفة التاريخ التي يقوم عليها مشروع السيد الدباس ، فقد حاولت ان اعود الى فكرة البطل المنقذ التي حاول المرحوم ارنولد توينبي ان يشرحها لنا والتي تتلخص في ان اي قفزة الى الامام لا تتم الا عندما يسمح المجتمع لنفسه بتقبل فكرة "البطل" ويضيف توينبي ان هؤلاء هم اعظم من كونهم رجالا عاديين، ففي وسعهم انجاز ما يظنه غيرهم "معجزات".

ولأننا شعب يحب المعجزات، فاننا صدقنا ان السيد الدباس سيعيد العراق إلى أمجاد مضت، مثلما أعاد الينا الأمن من خلال جهاز كشف المتفجرات ، والذي اثبت انه احدث صيحة في الضحك على الشعوب.

قبل اكثر من أسبوعين اخبرنا السيد فاضل الدباس بأن " عمليات الفرز والعد لأصوات الانتخابات النيابية ليست نزيهة وشابتها خروقات كون موظفي الفرز والعد تابعين لأحزاب متنفذة لا تسمح بمنافسة قوى أو كتل سياسية جديدة وتعدها صغيرة مثل ائتلافنا الذي يضم رجال أعمال واقتصاديين عراقيين " .. وقبل اكثر من شهرين خرج علينا الدباس نفسه ليقول : "إن ائتلاف العراق ليس قائمة من قوائم المالكي، بل نحن نريد ان نصحح المسيرة لان العراق يعيش في ظل نظام عاجز على التوافق " ،مؤكدا : " ان العراق يعيش في المجهول الآن."

ولاننا شعب طيب فمطلوب منا ان نصدق دموع السيد فاضل الدباس التي ذرفها على حال العراق واحوال شعبه، ولماذا لا نصدق والرجل كان يريد ركوب الموجة والظهور بمظهر المدافع عن مصالح الجماهير فخرج علينا رافعا رايته، مطالبا رئيس الحكومة بعدم الترشح لولاية ثالثة حيث ثبت – حسب تصريح للدباس - انه غير قادر على إدارة حكومته بالشكل الذي يستجيب لمطالب العراقيين، لكن ما ان حطت الانتخابات أوزارها وحصل ائتلاف العراق على 6 مقاعد عدا ونقدا ، حتى أتحفنا أصحاب هذا الائتلاف وعلى راسهم الدباس بخطب جديدة وهتافات تهلل وتمجد للولاية الثالثة باعتبارها الحل الأمثل لازمات البلاد.

لعل المشكلة الحقيقية التي كشفت عنها تصريحات الدباس وأركان ائتلافه تثبت لنا أننا مازلنا نعيش عصر السياسي الموافق والمعارض في الوقت نفسه، الطيب والشرير، العالم والجاهل، سياسي لا يرغب في أي تغيير من أي نوع، وأن التغيير بالنسبة له كارثة يجب مواجهتها قبل أن تقع، وأزمة يجب العمل على وأدها وهي في المهد.

هذه الأيام نعيش عصر ساسة لا صبر لهم على مواقف الناس ومطالبهم، ولهذا ما أن تسنح الفرصة لهم حتى يرجمون الشعب بأقسى أنواع الحجارة كي يتراجع ويرحل عن فكرته في الإصلاح السياسي ولا يقترب من أسوار السلطة فهي حكر على من يشغلها ولا يجوز ملامستها أو حتى الدعوة لإعادة تنظيمها، أما التفكير في الإصلاح فهذا هو الكفر بعينه الذي لا يمكن السكوت عليه.

وبالنظر إلى حالة السيد الدباس الذي وعدنا بانهار من العسل ومصانع تفوق مصانع اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة، فإن ما يجري هو نوع من الألاعيب التي يحاول بها البعض ارتداء قناع الثورية والدفاع عن حقوق الفقراء والتغني بشعارات مشروخة، ناسين أن بضاعتهم غالبا ما تكون رديئة ومغشوشة مثلها مثل جهاز كشف الروائح الذي اطلق عليه "تحببا" اسم جهاز مقاومة التفجيرات ، والذي كان للسيد الدباس – مشكورا - الفضل الاول في تعرف العراقيين على هذه المعجزة العلمية.

هل هذا اذن هو مشروع الدولة العملاقة الذي روج له الدباس منذ اشهر؟ دولة يعتقد البعض ان مفاتيحها واسرارها يجب ان تبقى بيد " ائتلاف دولة القانون " تحديدا ، فهم وحدهم الذين يعرفون مصالحها واسرار تشغيل ماكنتها، متناسين ان مثل هذه الماكينات لن تنتج في النهاية الا دكتاتورا يمتص مشروع الدولة التي يراد لها ان تبقى دوما تحت الإنشاء وبرعاية مافيا الفساد.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 02-06-2014     عدد القراء :  4362       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced