تعرّف على من سرق نفطك بـ 5 دقائق
بقلم : هاشم العقابي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

كثر الحديث عن سرقة نفط الشعب العراقي. الواقع يقول نعم انه كذلك لان ما يصل منه لمنفعة عامة الشعب يصيح لأمه وابيه انه مسروق يا والدي. لكن السؤال الذي لا تحصل له على إجابة شافية: من هو الحرامي الحقيقي؟ لا تستغربوا ان وجدتم "الحرامي يحلف المبيوك" ويريده ان " يتعذّر من الباكه" كما قال شاعرنا الكبير كاظم إسماعيل الكاطع. سهلة فلنحسبها ونرى:

هناك بلد مجاور لنا اسمه الأردن. موازنته في افضل الأحوال لا تصل الى 11 مليار دولار. وللدقة انها كانت 10.5 مليار في عام 2013. نفوسه قرابة 6 مليون ونصف. لنقل 7. نقسّم الميزانية على عدد النفوس. الناتج حوالي 1.5 مليار دولار لكل مليون. نأتي للعراق. الميزانية اكثر من 150 مليار دولار. نقسّمها أيضا على عدد نفوسه البالغ حولي 30 مليون. النتيجة 5 مليار دولار لكل مليون عراقي.المنطق يقول ان حال العراقي يجب ان تكون افضل من حال الأردني بأربعة اضعاف في كل جوانب الحياة.

لكن، كم اردنية تفترش الرصيف لبيع السجائر او البيض المسلوق على المارة؟ وكم اردنية تغبش للمساطر علها تعود بلقمة شريفة لأطفالها او ولديها؟ كم طفلا اردنيا في سن الابتدائية ومنهم في الصف الأول يبيع لفات حب او كلينكس او علاليك؟ وكم من العوائل الاردنية تنبش في مكبات القمامة بحثا عن لقمة او شيء تبيعه من أجل اللقمة؟ قارنوا الاعداد الأردنية بما يمر بتصوركم من الاعداد العراقية لهؤلاء الناس.

هذا، طبعا، عدا مقارنة وضع مدارس الأردن ومستشفياته وطرقه وكهربائه ومائه مع ما هي عليه اليوم بالعراق. أما لو قارنا الأمن والأمان فلا جواب غير بهيي .. بهيي.

زرت الأردن اكثر من مرة ولم اجد عراقيا من عامةالناس الا ويجر الحسرات متمنيا ان تكون حاله ولوعشر معشار ما عليه الأردني.

ان كانت حصة المواطن الأردني من الميزانية ادنى من العراقي بأربعة درجات فماذا تعني تلك الفوارق الشنيعة؟ لا تعني الا ان حامي الخزينة حراميها. هل من جواب آخر؟

عندما زرت أربيل في مارس الفائت، وهي اول زيارة لي في حياتي لكردستان، طلبت من سائق التاكسي ان يلف بي في الساحات والشوارع. كان هدفي ان أرى عدد النساء اللواتي يبعن سجائر على الأرصفة او ان احسب عدد الشحاذين من الشباب والشيوخ والنساء والأطفال. لم اجد كردية او كرديا من هؤلاء.ماذا لو لفيت شوارع وساحات بغداد والحلة والبصرة والسماوة وكربلاء والنجف فكم سيكون عدد الذين اراهم في حال معيشية ادنى من حال اهل الأردن واربيل بما لا يقاس او يقارن؟ من سرق أموال هؤلاء اذن؟

اسألوا أي عينة من شحاذي العراق واطفاله المشردين ونسائه الحائرات بتدبير لقمة عيش كريمة او سكن كريم سؤلا واحدا: من منكم له قريب او قريبة في الخضراء او في السلطة؟ هل ستجدون أحدا؟ اقسم بالعباس أبو فاضل انكم لا تجدون.

أتظنون أن الله خلق اهل الخضراء وأبناء السلطةواقاربهم اغنياء من بطون امهاتهم وخلق باقي العراقيين من طينة الفقر والبؤس؟ أم ان هناك سارق ومسروق.

الذي يفقر شعبه حرامي من راسه حتى قدميه. ومن يغني شعبه ويرفهه كما يرفه نفسه ويغنيها فكاذب من يسميه سارقا.

وانتم أيها القراء هل عرفتم من هو الحرامي؟

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 04-06-2014     عدد القراء :  4020       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced