خطة اقتصادية يعتمدها مركز الخلافة الداعشية في مدينة الموصل
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

استحالت مدينة الموصل ( الحدباء ) الى بؤرة للممارسات ترسم صورة كالحة مستهجنة من العالم اجمع .. صورة مجللة بالسواد من مؤسساتها واسواقها واجوائها وكل جنباتها . هذا المنظر القبيح الذي جعل من ام الربيعين وكأنها لم تكن حاضرة من حواضر القرن الواحد والعشرين ، وانما من تلك التي كان يعبث بها غزاة من الصحارى قبل عشرات القرون .

العالم أجمع يسمع ويشاهد ماذا حل بهذه المدينة بين عشية وضحاها . وكيف يزحف التخريب والعبث في بنيتها المدنية والقيمية والعرفية والمؤسساتية والإقتصادية والأمنية . ولم يبق أمام معظم ساكنيها سوى خيارين ، اما القبول بركوب هذا المد الذي ينحدر بهم الى الظلمات او ترك البيوت والبحث عن ملاذات اخرى .

واليوم اعلن مركز الخلافة من مقره في مدينة الموصل عن خطة اقتصادية ( حكيمة ) لتقسيم الغنائم من الأسلاب والأنفال .. هذه هي الخطة التي ستعالج محنة الموصليين الذين يقاد ركبهم الى مستقبل مظلم ومخيف .!!

إنها مرحلة تاريخية سوداء ستضاف الى مآسي ونكبات العراقيين التي تذكرهم دائماً بغزوة هولاكو وتيمورلنك وغيرهم . إنها صورة شبيهة بتلك الأحداث  لكنها ليست من عودة التاريخ الى الوراء كما يتصور اولئك الذين يقولون بأن التاريخ ( يعيد نفسه )

التاريخ مساره لولبيا وكل مرحلة منه تتصارع الأضداد وتتزاحم فيها التطورات الكمية ، لتنتهي بنقلة جديدة كتحول نوعي او كيفي . وأن ما يعفي عليه الزمن ، لا يأخذ مكاناً طبيعياً في المراحل المتدمة وإذا بدت صورة له مشابهة في مرحلة من مراحل  التطور ، فالتاريخ كفيل بازالتها ومحوها لأن لا يصح فـي منطق التـاريخ الا الصحيح .

فالمجاهدون بنقل ما مر عهده من عشرات القرون وزرعــه فــي جسم الحضـارة الإنسانيــة الصاعــدة ، عملهم هذا اشبه بعمل ( الفايروس ) الذي تلاحقه اشكال والوان المضادات الحيوية للتخلص من اضراره .

لذلك نقول بأن كل ما تدعيه داعش وحلفاؤها ـ باستعاراته وكناياته ـ تلفظه سمة هذا العصر ، وتبقى هي والمنظمات السائرة في نفس الركاب ، عبارة عن عصابات منبوذة من معظم الدول واممها .

فالذين نصبوا لهم خليفة في مدينة الموصل ، ومن اول يوم شرعوا بالكشف عن فكرهم وممارساتهم وحتى تقليعاتهم التي تثير القرف والغرابه بين الناس ، سوف لن يمضي الا وقت  قصير وإذا بهم يقفون على ارض تهتز تحت اقدامهم  رغم مسلكهم المرعب  المخيف .

وإذا تهيأ لهذه القوى الضالة بأنها تستطيع كسب الناس بالقوة والترهيب ، لتأخذ دروساً من التاريخ عن مصير اولئك الذين مارسوا هذا الأسلوب من قبلهم ، ولهم مثل بحزب البعث الذي وقع بنفس الخطاً في مرحلتين من حكمه للعراق .

لا شك أن شعب الموصلي ، شعب عريق وغني بتاريخه وبمثقفيه وبجيش من حملة الشهادات والمتعلمين ، وليس من شعوب البوادي ، لكي تنطلي عليه هذه الغزوة اللعينة التي عكرت حياته المدنية وابدلتها بحياة ذات طابع متخلف ، وترمي لجعل من مدينته العتيدة ساحة قفراء ، تجوب فيها قيافات رثة ، مراسها القتل والسلب وبعث الرعب بالكبير والصغير

  كتب بتأريخ :  الجمعة 18-07-2014     عدد القراء :  2358       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced