لم أحتفل بعيد الفطر 63... و لن أحتفل بعيد الفطر 14
بقلم : علاء فائق
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

الخالق أراد للإنسان في الأعياد أن يجدد الانسان المحبة و السلام مع أخيه الانسان... الأعياد هي اي أيام توضع فيها الخصومات و البغضاء جانباً لتصبح أيام محبة و سلام و كرم... لكن اذا قوى الظلام و البغضاء تفرض نفسها يفقد العيد طعمه الحقيقي

لم أحتفل في عيد الفطر لأول مرة في حياتي عام 1963بسبب ما حدث من قتل ودمار في تلك السنة، و سوف لن أُعيد للمرة الثانية في حياتي في هذه السنة أيضاً حزنا لما يجري في العراق.

تم أعتقال والدي مع الاف العراقيين في منتصف رمضان / شباط 63... و لم نكن نعرف ان كان هو على قيد الحياة أو قتل ضمن الألاف الذين قتلوا في شباط 63 الأسود. كانت والدتي تصطحبني للبحث عن والدي. كنا نتنقل يومياً من سجن الى سجن و من موقف الى أخر. كنت أرى بحر أسوَد من النساء بعبائتهم السوداء التي يلتفون بها من البرد و المطر. كلهم كانوا ينتظرون قائمة الأسماء المعلنة في ذلك اليوم من المئات الموقوفين. كانوا يبحثون عن مصير رجالهم، أزواجهم، أبنائهم، إخوانهم من الذين تم إعتقالهم في ساعات الاولى بعد منع التجول من الانقلاب الاسود.

عيد الفطر 2014

كل شيئ هناك في طريقه للدمار من بنيته الاجتماعية الى المعالم الدينية الغنية و المتنوعة بأطيافها. معالم تاريخ مَجِيد ممتد في أعماق تاريخ الحضارة الانسانية تدمر. الموصل تم إكتساحها بساعات قليلة بعد هرب قيادات الجيش و الشرطة و محافظها. هذه المرة الموصل تم أستابحتها على يد رجال قدموا من كهوف ظلام التاريخ. نعم استباحوها في ساعة غفل بها حكام العراق وهم يتصارعون في ما بينهم على مناصبهم و غنائمهم السياسية، في لحظة تناسوا هؤلاء القادة أماناتهم بحفظ الأمن و الأمان لكل مواطن عراقي، فسقطت الموصل الحدباء بيد جرذان دنسوا معالمها، و أستباحوا حرماتها.

فأحالوا أديرتها و دمروا كنائسها وبيعها و جوامعها يذكر اسم الله بها كل يوم. الاخبار تتناقل كل يوم خبر جريمة يندى منها الجبين: تهجير المسيحين سكان العراق الأصليين من أرض أبائهم و أجدادهم، قتل الشبك و الايزيدين، الى تهديم الاثار، و تفجير قبور الأنبياء يونس و شيت و أولياء الله الصالحين.

كيف استطيع ان أحتفل بهذا العيد القادم إلينا و نحن نعيش محنة وطن و محنة شعب بأكمله. هذه هي المرة الثانية في حياتي التي أجبر بأن أضع عيد الفطر جانبا، و أنا اشعر اليوم بخوف اكثر و حزن أكبر مما شعرت به في عيد الفطر عام ثلاثة و ستين.

لن أحتفال بعيد الفطر . لأقف وأعلن بأني مسلم "ن" نصارى ... نعم نحن نصارى الحق ضد الباطل وقوى العنف المتطرف الظالمة. نحن نصارى الحب و السلام و الأخاء بين الناس مهما أختلفت دياناتهم او قومياتهم او معتقداتهم.

سأكتفي بتقبيل خدّي حفيدي و حفيدتي في ضحاكتهم أجد الامل لغدٍ سعيد.

سيكون لقائي بهم هي فرحتي الوحيدة بهذا العيد... عيد 2014

  كتب بتأريخ :  الأحد 27-07-2014     عدد القراء :  3414       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced