رئيس الوزراء القادم
بقلم : عدنان حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

أي رئيس وزراء نريد؟

بالتأكيد لا يهمّنا أن يكون أسود العينين أو أخضرهما أو أزرقهما أو عسليهما، بأسنان منتظمة كأسنان المشط وناصعة البياض أو متنافرة ومصفرّة من أثر الدخان، بأنف دقيق أو مكوّر أو طويل كمنقار، بشعر مسترسل على الكتفين والصدغين أو يقترب في طوله من "نمرة صفر"، بقامة سامقة كنخلة أو مكتنزة ومكرّشة كبرميل طرشي.

والمؤكد انه لا يعنينا أيضاً إن كان حليق اللحية والشاربين أو طليقهما، بوجه باسم أو كظيم، بسحنة بيضاء أو سمراء أو بين بين، متهندماً ببدلة وقميص أبيض بكمين طويلين وربطة عنق (هذه كانت من النجاسات لدى الإسلاميين، شيعتهم وسنتهم، وصارت الآن من اللوازم والفروض كالمحابس!!!) أو يرتدي الجاكيت السبورت على تي شيرت.

ولن يشغلنا كذلك إن كان رئيس الوزراء القادم صائماً ومصلياً وحاجاً البيت أو لم يكن له الى ذلك سبيل، فما عاد الصوم والصلاة والحج والعمرة عنواناً للتقوى والورع والصدق والنزاهة والشرف، بل إنها في الغالب، وبخاصة لمن يتولى السلطة في بلادنا وسائر بلاد المسلمين، صارت ستاراً للإقبال على الموبقات وممارسة المفاسد من كل نوع وجنس، وفي مقدمها سرقة المال العام والخاص وتزوير الوثائق وهضم حقوق الناس وانتهاك حرماتهم.

إذاً، أي رئيس وزراء نريد؟

نريده متعلماً تعليماً عالياً متخصصاً.. ذا خبرة وكفاءة في السياسة والإدارة.. مهذباً ومتواضعاً.. يحترم كلمته ويلتزم اليمين الدستورية التي يؤديها أمام الشعب ومجلس النواب.. يكون قدوة وأنموذجاً في تطبيق القانون على نفسه وأفراد عائلته.. يحرص على إبعاد أهله وأبناء عشيرته وحزبه عن مكاتبه التي يتعيّن أن يملأها بالمستشارين الخبراء الأكفاء غير الانتهازيين وغير الوصوليين.. مستشارون يشاورهم فيعطونه المشورة الصادقة والصائبة، غير منافقين أو مدلّسين، فيأخذ بمشورتهم ولا يضحك على أصحابها في سرّه.

نريد رئيس وزراء يتحلّى بالروح الرياضية، لا يضيق بالنقد، ولا يسعى لإرهاب معارضيه ونقّاده بالقوة الغاشمة التي بين يديه ولا بالدعاوى القضائية ولا يبتزهم بالملفات... رئيس وزراء ديمقراطياً يحضر هو ووزراؤه الى البرلمان دورياً للمساءلة والمحاسبة.. يبادر من تلقاء نفسه الى الاعتذار عن أخطائه وقصور وزرائه، ولا يتوانى عن الاستقالة إذا ما كرر الخطأ أو ارتكب خطيئة.

قبل هذا كله وبعده، نريده وطنياً غير طائفي وغير عنصري، على مثال رؤساء الوزارات في الهند.

من ذا الذي يتحلى بهذه الشروط والمواصفات والخصائص والمميزات؟

في العراق ثمت العشرات، بل المئات ممن اجتمع فيهم هذا كله.. المؤكد انهم كثيرون، والمؤكد أكثر ان السيد نوري المالكي ليس بينهم البتة، فلقد جرّبناه بدل الولاية الواحدة ولايتين وبدل الأربع سنوات ثماني سنوات، ومن يجرّب المُجرّب عقله مخرّب، كما تقول الحكمة الشعبيّة.

باختصار شديد.. رئيس الوزراء القادم الذي نريده هو نقيض السيد المالكي تماماً... نريده أن يراجع كل ما فعله المالكي لينقضه ويتفاداه، والا فإننا سنُعيد إنتاج كل المساوئ التي شهدناها في عهد السيد المالكي.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 04-08-2014     عدد القراء :  2106       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced