من قال إنها \"فيدرالية بايدن\"؟
بقلم : هاشم العقابي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

من حسن حظ العراق أنه كلما اشتبكت عليه الأعصر يلوح له حل في الأفق. لكن سوء حظه، من جانب آخر، ان امره ليس بيده، بل بيد من كأن الله خلقهم خصيصا لإضاعة الفرص. هؤلاء هم "كصة الفكر" الذين سلطتهم الاقدار على مصائرنا.

مع انتهاء العام 2012 وفي قمة الاحتقان السياسي والطائفي ظهرت في الأفق فرصة للحل والانفراج. ترك السنّة أسلحتهم وخرجوا في تظاهرات سلمية حاشدة. في الانبار. قلت عنها انها كانت "فرصة ذهبية للمالكي كي يريح الشيعة" لكنه ضيّعها بدم بارد. وكتبت حين قال دولته عن تظاهرات أهل الأنبار أنها فقاعة "لا والله ستكون طركاعة، لكنها ستطيح على رؤوس أولاد الخايبة وليس على رأسه، وها هي قد طاحت".

لو اغتنمت تلك الفرصة بوعي وعقل راجحين، لما سقط ثلث العراق بيد وحوش داعش. ولا تمكنت سياطهم من سبي الايزيديات وتهجير المسيحيين. ولا جزّت سكاكينهم رؤوس الشيعة والسنة والشبك والتركمان. ولما لبست بغداد ثوب الذعر. ولا حدثت مذابح سبايكر وتلعفر وآمرلي وسنجار.

ومع كل هذا اليأس فاني ما زلت أرى في الأفق فرصة أخيرة تلوح. فرصة لم تولد اليوم بل ولدت من رحم الدستور الذي اقره الشعب العراقي. الأقاليم حق دستوري صريح لا يلفه اللبس او الغموض. ورد ذكر كلمة "إقليم" و "اقاليم" في الدستور حوالي 74 مرة. مع هذا هناك من يتهم بالخيانة كل من ينادي بها!

أجزم، وليس كل الجزم إثم، ان الرافضين لفكرة الأقاليم يعرفون جيدا انها الفرصة الوحيدة والأخيرة أيضا لحل أبدي لمصائب العراق، لكنهم مدمنون على النكد. اول مادة في الدستور تقول ان "جمهورية العراق دولةٌ اتحادية". أي فيدرالية. فكيف صارت باسم بايدن وقد سماها العراقيون بتصويت شعبي؟

آخر قولي ان وطنا تشيده الفيدراليات أفضل ألف مرة من وطن تشيّده الجماجم والدم حتى وإن كان بحجم الكرة الارضية.

  كتب بتأريخ :  الأحد 24-08-2014     عدد القراء :  1959       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced