حان الوقت للعلمانية ان تؤدي دورها في العراق
بقلم : عماد علي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

ربما يتعجب من يعيش في العراق المليء بهذه العفونة الطافحة من فساد السلطة و نظام الاسلام السياسي و عقلية مجتمع اكثريته تعيش تحت طائل الخرافات و ما يمليه عليهم الالتزام بالميتافزيقيا و الخرافات الدينية المذهبية، مما سببت في انتشار الفقر و العوز و الخراب و لم ير احد غير الافكار المستهلكة كالبضاعة الفاسدة في عصر يعيش العالم في تقدم سريع و متواصل .

طفحت الى السطح بشكل واضح خياسة الافكار المثالية التي تدعي العدل و المساواة و اثبتت انها غير قادرة على تحقيق ادنى نسبة مما تدعيه، و عليه اصطدم الجميع بزيف تلك الافكار و عدم صلاحيتها حتى لمجتمع مؤمن بها حتى النخاع، الصراع احتدم من راسهم حتى قدمهم حول الملذات و السلطة و الكراسي مهمشين ما نادوا به من قبل من خدمة الشعب و ارضاء الله من خلال احزابهم و تجمعاتهم و حركاتهم الدينية ، لم يمر وقت طويل و استوضحت مدى زيف معادنهم الفكرية الفلسفية و السياسية لما يمكن ان يخدموا بها المجتمع المغلوب على امره بعدما عاش الامرين تحت كنف نظام دكتاتوري طاغي، و اليوم يحتاجون لاصالة المعدن الحقيقي المنبثق من رحم الواقع و العصر الجديد .

من تابع المجتمع الصيني و كيف كانت الكونفوشيوسية و تعاليمها طاغية من ابسط وحدة اجتماعية الى اعلاها اي من الفرد و العائلة والحياة الاجتماعية ككل الى دفة الحكم، و ما كانت عليه السياسة العامة قبل و بعد مجيء ماو تسي تونغ، و يمكن ان يقارن المتتبع الحال بما نحن عليه بعد اقل من عشر سنوات من حكم الاسلام السياسي و مجتمع مؤمن بما اورثه له التاريخ بمثالية عالية دون ذكر سلبيات ما كان عليه التاريخ و ما مرت من الاحداث و التفصيلات،و كأن التاريخ كان نزيها خاليا من المثالب و الافكار و المصالح او الجرائم او نقيض ما وصل الينا، كما هو حالنا كمجتمع نعبد الميت و الغائب و ننزه التاريخ و ما مضى من اية شائبة و كان الانسان عاش في الجنة الموعودة و في خيال وهو بعيد عن الواقع و متطلباته .

عند مجيء ماو و من بدا حياته بعد اعتراضه بداية لعادة كانت سائرة من عائلته كما كانت حال جميع العوائل الصينية، و من ثم اوصل الوضع الى ماوصلت اليه الصينو نراه لحد اليوم رغم الانتقادات التي لدينا عليها، و رغم تزويج و خلط الماركسية بالواقع الصيني الا انه نجح في تحرير المجتمع من عادات و ضغوطات و اطر مقيدة لحريته الفردية و كانت تعيش تحت طائلة تعاليم مثالية مسيطرة على حياة الناس بفعل المثاليات و الغيبيات و الخرافات ايضا، وكما هو حال العراق اليوم و بشكل و لون مغاير تقريبا .

هل من منقذ ماوي النية و القصد و الهدف و باسلوب مغاير للصين متوافق لحال و وضع و ظروف العراق العامة الحالية من كافة الجوانب الاجتماعية الثقافية السياسية بعدما اثبت الاسلام السياسي فشله و لم يرتبط به احد الا لمصلحة شخصية اقتصادية مجردة بعيدا عن الادعائات التي سار عليه طوال انبثاق مثل هذه التنظيمات في تاريخنا الحديث .

هل من ظرف ملائم و وسائل متوفرة و عقل متزن و طريقة و كيفية العمل من اجل الانقاذ، ام، يمكن ان يبدا العمل من البيت و الحي و المدينة و البلد بشكل متوازي، و من يمكنه التنظيم في ظرف ينتشر في العراق الكره و الضغينة و انكار الاخربين كافة الفئات و المكونات .

انها العلمانية بكل ما للكلمة من مضمون و بطريقة عراقية ذات الصفات المعلومة و من التركيبة غير المتجانسة من المكونات المتضادة وبعدما تعمقت الخلافات بين كيانه، بعد هذا الحكم القصير للاسلام السياسي . هل يمكن ذلك اي يُبرز منقذ و منفذ و يمكن ان ينجح بسلام و نقاشات و اقناع و نرى الواقع المغلي بالحقد و يُقتل الشعب لاقل سبب تافه . انه من واجب الجميع و ان ضغط و طغى الراي العام و مالَ الشعب لرفض هذا النوع من الفكر و الحكم ستكون البداية سهلة، اي وحتى بعد الفوضى يمكن ان ينبت الفكر الخير و تنتظم الحال باحسن لو كان دور الملمين مؤثرا و ناجحا و هادفا . فمن الممكن ان يفعل اي نير الفكر ما يمكن ان يؤثر على مساحة كبيرة، والسؤال، من يفعل، و بالاخص ان هناك من الاحزاب غير موثوقة ايضا و لها تاريخ اثبت فشلها و رغم انها محسوبة على العلمانية و الدنيوية و هي تحتسب نفسها ذلك، و على الرغم من انها هي المؤثرة سلبيا على العلمانية اكثر من الاسلام السياسي و الاحزاب الدينية، و بدلا من ان يكون تاثيرها ايجابيا يمكن ان تُستغل من قبل الاسلام السياسي و يُبتعد العالم اي الشعب و المواطن منها و من العلمانية ككل، و عليه يمكن ان تكون للاجيال الجديدة و بفكر و عقلية و سياسة و عمل و اسلوب جديد و باسلوب و الية حديثة ان يطغوا على الحياة السياسية الاجتماعية في العراق مزيحين التركيبات و الاحزاب اشائخة القديمة التي انتهت مدة صلاحيتها و مدة حيويتها ،في وقت قياسي بعدما ملت الناس من هذه التنظيمات الخائسة المصلحية البغيضة، فنحن نحتاج لماو عراقي ملائم لظروف العراق و ليس الصين و باسلوب و توجه و عمل مناسب للعراق و ليس للصين و من انبثاق الواقع و الظروف العراقية و ليس مقلد للغير و من ولادة رحم العراق و ظروفه و واقعه و تاريخه و تركيبته و من جينات مكوناته المختلفة الا انه يجب ان يزيح القديم غير الصالح و يطغي الحديث الملائم المفيد العصري . انه فرصة لنبذ الاسلام السياسي و سيطرة العلمانية كمولود و منبثق من واقع عراقي بعد الفساد و الفوضى العارمة، فهل من منقذ، و كيف، و من اين يبدا، و ما الاسلوب و الوسيلة، كل ذلك يحتاج لدراسة و تحليل من اجل اتقان و التقليل من الاخطاء المحتلمة .

  كتب بتأريخ :  الأحد 31-08-2014     عدد القراء :  1617       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced