هل تنوي امريكا استئصال داعش
بقلم : عماد علي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

من يسمع عن جهود حثيثة من قبل امريكا لتشكيل تحالف دولي على غرار ما جرى في وقته لاسقاط الدكتاتور العراقي بشكل ما، يعتقد ان امريكا جدية في انهاء داعش في هذه المرحلة بالذات، و لم تكن لها اليد الطولى بشكل غيرمباشر في انبثاقه و بروزه بهذا الشكل و هذه السرعة مع اطراف اخرى، و انها تعتقد بانه ضد مصالحه الاستراتيجية المهمة في المنطقة .

عند اجتياح داعش العراق بعد عبوره الحدود السورية العراقية و وصوله مشارف بغداد لم نلمس تحركا جديا من قبل امريكا و لم تعلن ان دخول داعش مسرح الصراع السياسي في العراق غير مرغوب به، و سمعنا بان الفراغ السياسي و الخطا و ما انتجه المالكي من وضع معقد و فوضى مسيطرة على العراق نتيجة سياسات الاقصاء و التهميش و الخلافات التي لا تحصى و لا تعد من قبله، وهو الذي سحب داعش من سوريا و تخطى المساحات الكبيرة التي لم يكن يتجرا بعد عبروها و نجح بوقت قياسي في تحقيق اهدافه، و هذا صحيح، و قالت امريكا ان الحل يكمن في الخطوات السياسية لدى المركز العراقي قبل العسكرية، الا انها حددت الخط الاحمر و منعته في دخول بغداد، و من جهة اخرى غضت الطرف في دخول ايران في الساحة بشكل مباشر في بداية الامر و بعلمها دخلت بشكل فعال و منعت تطور الامر نحو الاسوا، و كانت صحيحة في نظرتها و فعلتها و موقفها ايضا، و ما نتج من ذلك الموقف عدم استفادة المالكي من الحدث و استبعد به من كرسي السلطة و انتهى زمن التفرد، و ساهم في تداول السلطة و بشكل قسري الى حد كبير، كل تلك الخطوات كانت تقع ايجابيا على العملية السياسية في العراق بشكل عام، و لكن بد ان دخلت العملية مرحلة مغايرة و من بعد تاثيرات دول الاقليم فانها تدخلت بشكل مباشر عندما لاحظت ان داعش تريد تخطي الخط الاحمرلمصالحها المهمة .

المشكلة في الامر ان ابعاد المالكي كان مهما و حصل بشكل سلس دون اي معضلة كبيرة تُذكر، الا ان داعش ليس بجهة مؤثرة على السياسة العراقية فقط و انما مرتبط بما يجري في سوريا و ما هي عليه من نظام متعنت له يد في ظهور داعش بشكل مباشر لضرب المعارضين و الخصم القوي بداية و نفذ ما يهمها من تقوية موقفها داخليا وكان سبب بقاءها لحد ما و ساعدتها في ذلك ايران ايضا، بحيث لم تتدخل امريكا و ايران بشكل لافت في محاربة داعش في سوريا بينما اسهمت ايران في ضرب داعش بداية و منذ اول لحظة دخوله العراق و من ثم امريكا بعدما مد يده طويلا .

اليوم امريكا بين امرين، تريد نتف ريش داعش و تقليمه جيدا و ان لزم الامر طرده من العراق و اعادته الى مكانه الاصلي و موقع نموه بداية و جمعه في مساحة معينة، و من ثم تفكر في كيفية استغلاله في ازاحة بشار الاسد و الترتيب السياسي لما يمكن ان تعمل بالتوافق مع المحور الاخر و ما له العلاقة بامور اخرى و منها المفاوضات النووية الايرانية و الوضع لبنان الداخلي و ما يمس غزة وا لحماس و اعادة ترتيب الاوراق بشكل عام في المنطقة و ما يهم الصراع الاوكراني الروسي و كيفية المساومة عليه مع روسيا .

باعتقادي لم يحن الوقت بعد لانهاء و استئصال داعش من جذوره، و يمكن توظيفه لتحقيق اهداف اخرى في المنطقة، لذا لا يمكن ان نتصور ان تبذل امريكا جهدا في ذلك التحالف و لم تتسرع فيما تعمل عليه و هي في خضم تفاعل تلك المعادلات المذكورة سابقة، الا انها لا يمكن ان تدعه في العراق يسرح و يمرح كما هو عليه الان .

دخل داعش و يريد ان يسبح في حوض ليس له و وقعت ارجله بالفخ ما كان بالسهولة ان تقع فيه و بهذه السهولة الا ان غشامته و تشدده و غروره جعله يغمس في الوحل الذي صنعه بنفسه، و هو سوف يرتد على نفسه بما فعل. و كل ما تصر عليه امريكا في هذه الاونة هو اختزاله و تقويضه بشكل نسبي و دفعه للعودة الى ما جاء منه لحين التوصل الى اتفاق و توافق كما ذكرنا و ما يحصل من المساومات الكبيرة لتحين اللحظة التي تفرض استئصاله من اصله وبه تحصل على اكثر من ثمرة او تحقيق لهدف، كما حصل للقاعدة من قبل، و لكن الخوف في ان تطول المدة و يستعصي داعش نتيجة الظروف الموضوعية المتاحة لبقاءه و مقاومته عمليات انهاءه عسكريا و سياسيا، و في المقابل، ان كان بقاءه لمصلحة العالم و لجمع الارهاب في المنطقة لتقليل او خفض نسبتهم في الساحة العالمية و ان اطمانت امريكا و دول الغرب بان وجود داعش و القوى الارهابية يضر بهم اكثر مما يفيدهم، و عندئذ يمكن ان نقرا عليهم السلام، اي يمكن الاستئصال و حسب قراءة الواقع الموجود ممكن و لكن في وقت ملائم و ظروف مناسبة

  كتب بتأريخ :  الأحد 31-08-2014     عدد القراء :  1821       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced