ربابنة السفينة العراقية في جهودهم مسعى للمرسى القريب
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

في  زحمة  الأخبار  التي  تبثها وسائل الإعلام ، تتصدر جهود  حثيثة  تجلب  الإنتباه .. يتحرك على ضوئها  اصحاب الشأن من السياسيين العراقيين للوصول الى خلق مناخات ملائمة تتقارب فيها وجهات نظر ونقاط إلتقاء  كفيلة  بالوصول الى تشكيل حكومة وطنية كفوءة  اهلـة لتحمل مسئوليتها  في  انقاذ  العراق  من  الوضع  الكارثي الذي  يهـدد مستقبله .

ولمـاّ كانت  هذه العملية تقف  عند  منعطف  خطر  في  تاريخ  الوطن ، إذن لتكن تظاهرة وطنية تاريخية للعراقيين بكل تنوعاتهم ، تؤشر مدى اهمية اغتنام  فرصتهم  لإنقاذ وطنهم الدامي والمستهدف .

إنّ تصويت البرلمان على منح الثقة لرئيس الوزراء السيد العبادي ومنح حقائب وزارية لأربعة عشرين وزيراً من التشكيلة الوزارية  وكذلك بالنسبة لثلاثة نواب لرئيس الجمهورية ،  تعد خطوة  مهمة  تبشر باجتياز  المثبطات نزوعاًً لبلوغ المأرب الذي ينتظره العراقيون ، لتكون ارهاصة على طريق توحيد الشعب للتحرك بإرادة واحدة وصف واحد ، يعزُّ اختراقه في تلقين المعتدين وكنسهم  وتسقيط مشاريع  الأعداء  واجنداتهم  في  بلادنا .

ولا تثريب في حصول بعض المعوقات جراء  موقف القيادة الكردية وكذلك بالنسبة  لبعض الكتل الأخرى ،  إذا  كانت في الأجواء  العامة نوايا صادقة  ، ينظر الكل الى خطورة حضورها  في بناء عملية سياسية فريدة ، تعجل في دفعها الى امام ، دول كبرى آلت على نفسها اخراج العراق من  ربقة  المؤامرة  المخيفة .

لا ريب في أن انجاز عملية بناء لدولة  مخلصة في صون وحدة الشعب والوطن ، سوف تكون فاصلاًً تاريخياًً بين مرحلة التدهور المريع الذي اصبح  سمة  للعراق المخرَّب المتروك كساحة تترى عليها الصراعات الدموية بلا توقف وبين الإستئثار الراهن باهتمام دولي  من مختلف الأمم في الوقوف الى جانب العراق ومساعدته عسكرياًً ولوجستياًً لتجاوز  محنته .

أن الشأو  الذي بلغه العراقيون في بناء الحكومة الجديدة  ،لا يستهان بــه في  هـذه  الفترة العصيبة  لكن جهود  تذليل المصاعب لا زالت  مطلوبة ، وواجب على الأطراف المعنية في التباعد ، أن تعي خطورة هذه المرحلة  واهمية المرونة في التعامل مع كل فرصة سانحة لتجاوز المراوحة والتصلب في المواقف .

فالقتال الضاري الذي يخوضه العراقيون ، يشرف الوطن  واهلــه . وبمرور الوقت ، تتولد القناعة بأن فحوى هذا الصراع الدموي لا يًستدلُّ منه عللٌ طائفية او عشائرية ، بــل مقاومــة شريفة لمعتــدٍ غاصب لا هوادة في محق مشروعه المدمر  للعراق واهله دون اي استثناء .

إذن لامناص من التصدي بارادة عراقية  موحدة ، لكي يجعل الدول الساندة والضاغطة  تراهن على تحقيق النصر ، ليس بدعمها فقط ، وانما  بقدرات شعب يغالب التقهقر بوحدته وبالإستناد الى حقيقة  استثمار طاقاته . والى ذلك طالبت الإدارة الأمريكية من العراقيين وبإلحاح على تشكيل حكومة جديدة قائمة على المصالحة والتكاتف بين جميع الكتل والأحزاب السياسية ، ونبذ الصراعات على اشكالها ، واصلاح ذات البين بين جميع الفرقاء الذين كانوا وراء الوهن والعجف اللذين اصابا الحكومة العراقية على مدى ثمان سنوات .

العراقيون اليوم امام اختبار جديد جراء التقارب في الآراء اكثر مما سبق في تشكيل جكومة تتولى قيادة العراق في وضع صعب ، يهدد كيانه وتاريخه . ويجب  النظر الى التنازل والتسامح  كسمة مطلوبة ، لتجاوز  المحن التي ابتلى بها العراق ، جراء  التزمت  الذي صاحب بناة الحكومة  ولولايتين متتاليتين .  وكان هذا الى جانب التناحر الطائفي الذي استشرى في جنبات الوطن وخضبها بدماء آلاف الأبرياء  الأبرار ،  وأشاع عدم الثقة بين رجالات الدولة ، وبات كل فريق منهم يغني على ليلاه ، والشعب متروك  نهماًً للموت  والقهر والتخلف ولأنواع  العلل الإجتماعية الأخرى .

نرى اليوم في عملية تشكيل الحكومة  ما يميّزها عما سبق ، الأمر الذي يتعين على الكل استحضار التفاؤل بدل التشاؤم الذي تعودنا عليه ، كون التجربة هذه ،  انبنت على فتح صفحة جديدة بين الفرقاء والكتل والأطياف ، وخُصَّتْ بمراقبة ومساعي دبلوماسية  دولية ، لإستدراك التدهور  في صفوف العراقيين لكيلا يضيع من يدهم الخيط والعصفور .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 08-09-2014     عدد القراء :  2130       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced