إن كان غاندي قد صنع قرود ثلاث فقد تفوقنا عليه بقرود اربع
بقلم : المحامي يوسف علي خان
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لابد أن يعلم معظم الناس بأن غاندي زعيم الهند كان يحتفظ بثلاث قرود يستشهد بهم عما كان يريده الانكليز من الهنود... وهو أن لا يروا ولا يسمعوا ولا يتكلموا... فمثل ذلك بثلاث قرود احدها تضع يديها على فمها والاخرى على اذنيها والثالثة على عينيها فصنع منها ملايين التماثيل ووزعها على بني قومه من الهنود .. كي يتنبهوا لما يريده منهم المستعمر لكي يستمر بالهيمنة عليهم واستمرار استعماره لهم.. ووضع احد هذه التماثيل امامه في غرفة نومه كي لا يسهو او يغفل عن واجبه الوطني بمكافحة ذلك المستعمر... وقد ناضل نضالا مريرا فعلا حتى نال استقلال الهند... غير ان

الاستعمار جزأها الى اربعة اقسام اطلق على احدها سيلان وعلى الاخرى باكستان التي جزئت فيما بعد الى قسمين فاضحت بنكلاديش دولة وباكستان دولة .. ولكن مع ذلك فقد بقيت الهند جزء كبير يضم اليوم اكثر من مليارفرد متماسك الاطراف رغم كل محاولات الامبريالية التي لم تهدأ للبدء بالتجزأة من جديد .. فهذا حال الاستعمار والامبريالية العالمية في كل زمان .. فلا يهدأ له بال يحاول تقسيم البلدان وتجزأتها بمساعدة الاعوان المتواجدين في الداخل بالطبع وهم كثيرون والحمد لله كي يسهل عليهم ابتلاعها ... وهو نفس ما تفعله الامبريالية اليوم في منطقة الشرق

الاوسط .. فقد ندم الاستعمار في الماضي ندما شديدا على ما قرره في اتفاقية سايكس بيكو عندما قسم البلاد العربية الى تلك الاجزاء التي تقاسمها الاخوان (( اخوان الصفا )) المحتلون فترة ثم نالت الاستقلال .. فظهرت لهم الان بانها كانت اجزاء كبيرة وكونت دول اصابتها بصداع واثارت في وجهها القلاقل خاصة بعد تواجد اسرائيل في المنطقة.. فكان لابد من تغيير الوضع الان والبدء بسايكس بيكو جديد .. فلم تعد الامبريالية تكتفي بقرود غاندي الثلاث فلا بد لها من قرد اخر كي يصبحوا اربعة قرود باضافة قرد بلا دماغ ..لا يفهم ولا يعي ولا يدرك بما يدور حوله من افعال أي

فاقد الاحساس ... فمن ياترى سيتبرع بصنع مثل هذا القرد ؟؟؟؟؟؟؟ فانا واثق بأن هناك العديد من القرود فنحن لسنا بحاجة الى ان نصنع التماثيل فهم موجودون على ارض الواقع .. فهم مجندون دون أي اعتراض .. وانما نحن بحاجة الى غاندي جديد لا ليصنع تماثيل القرود بل كي يزيلهم من الوجود... وحتى لو اردنا أن نصنع لنا مثل تلك التماثيل فيكفي أن نصنع واحد ذو ستة ايدي فقط.. اثنتان موضوعتان على عينيه واثنتان على اذنيه وواحدة على فمه والاخرى على قفاه وهي اهم من الجميع.... ورأس بلا جمجمة فهو ابتكار جديد لم يفطن له غاندي وبذلك يثبت العراقييون بانهم اذكى خلق

الله.. فإن تأخروا وتخلفوا في تصنيع الطائرات والحاسبات... فقد تفوقوا على العالم بصنع التماثيل .. ومع ذلك اخشى ما اخشاه ان يصبح هذا التمثال رمزا وتعبده الجماهير فهي مستعدة على ما يبدو...لعبادة الاصنام....فقد سبق للبشرية ان صنعت التماثيل كما يذكر لنا التاريخ وعبدتها ثم اكلتها أما اليوم فقد تغير التصرف فنحن نصنع التماثيل ولا نأكلها بل نعلقها على حبال المشانق ... فهل ياترى كان اؤلائك القدامى قد اجادوا صنعها أم اننا نحن المجيدون إذ صنعنا تماثيل بلا أمخاخ لكي نرضي الاخرين....!!!

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 21-10-2014     عدد القراء :  2283       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced