ما كنا لنتوقع بأن تصل الحالة اللامبالية من قبل المسئولين عن ملفات النازحين إلى هذه الدرجة من عدم الاكتراث و النسيان ، بحيث يُتركون ليسكنوا في وسط مستنقعات و أطيان ، هم و أطفالهم وفي الحالة من العيش الصعب و المزري الفظيع والتي لا يرضاها المرء المنصف حتى للبهائم و باقي الحيوانات ، فكيف الأمر ببشر تعودوا على العيش في مساكن مريحة و نظيفة و إذا بهم يتحولون فجأة إلى مشردين و نازحين ليس بخطأهم ، إنما بسبب الأخطاء السياسية الكارثية التي ارتكبها الطاقم السياسي المحاصصتي الفاشل و المهزوم الفاسد ، و بسببها يدفع هؤلاء النازحون المغلوبون على امرهم ثمنا رهيبا و فظيعا إلى حد ها هم يقطنون مضطرين في وسط المستنقعات بسبب الأمطار دون أن يبالي بهم هؤلاء الساسة و القادة عديمي الضمير و الإنسانية ، و كأن هؤلاء الملايين من العراقيين ما هم سوى بهائم و حيوانات ، علما بأنه حتى الحيوانات و البهائم ستجري عملية إسكانها في حظائر نظيفة و دافئة و عصرية لو تعرضت لحالة مماثلة في دول أوروبية و في غيرها ..
إن المرء ليكاد أن يفقد صوابه غضبا و سخطا وهو يرى و يشاهد أطفالا و نساء و كهولا يقبعون في وسط خيم رثة تعوم فوق مياه و أطيان آسنة وهم يتضورون جوعا و عوزا وبردا و قهرا ، وهنا لا يتمنى المرء سوى أن يمسك بهؤلاء المسئولين المباشرين عن شؤون و هموم النازحين و على رأسهم صالح المطلك ليغطسهم داخل براميل القمامة قبل تسلميهم للعدالة ..