معلومة جديدة عن الإنحدار العائلي للشهيد الخالد ( فهد) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي دبجها بقلمه السيد سليمان ختي حينما جمعته صدفة في بغداد منتصف شهر ايار 2014 مع ابنة اخ الشهيد كوكب داود سلمان .
تعرف عليها في بيت احد اقاربه . وفي سياق الحديث بينهما ، فاجأته بانتمائها الى عائلة الفقيد يوسف سلمان ، الأمر الذي دفعه الى تجاذب معها اطراف الكلام وصولاً الى الطلب منها اتحافه بما في جعبتها عن تاريخ عائلتها . وفي ذلك السياق باشرت كوكب تسرد له ما يلي :
جذورهم من عائلة ارمنية تابعة للكنيسة الأرثودوكسية الأرمنية . جدهم الأول سلمان يوسف سلمان بوهبيان الصباغ من منطقة اوردهان جنوب تركيا . كان يوسف جد لفهد الحامل اسم جده .
وسلمان الثاني كان اولاده من البنين كل من داود ، يوسف ( فهد ) ، فرج ، طارق ، والبنات اثنتين . الكبيرة ، كانت زوجة الياس حداد .
يوسف الأول جد فهد
كان شريف الأرمن في منطقتهم ، انتمى الى صفوف المعارضة التركية الأرمنية وكان يقود مجموعة من ابناء قومه للمطالبة بحقوقهم القومية والدينية .
سلمان والد فهد
احتل سلمان موقع والده وتحمل نفس المسئولية بين اشراف المنطقة ايام كانت السلطات العثمانية تمارس الضغوطات وبعدها الحرب على الأرمن . بيــدَ أنه لم يتأخر في الإنضمام الى المعارضة الأرمنية لقيادته مجموعة من المقاتلين من ابناء جنسه وذلك دفاعاً عن حقهم وحياتهم . وبعد اشتداد التصادم مع السلطات العثمانية ، حلت النازلات الكبرى على الأرمن .
في سنة 1895 اعلنت السلطات العثمانية حرب الإبادة الأولى بحق الأرمن ، وكان سلمان والد ( فهــد ) من اولئك الذين صدر بحقهم حكم الإعدام ، لكنه تمكن من الإفلات مع عائلته من قبضة الأتراك .
هجــرة العائلــة
على اثر ملاحقة الأتراك لهم ، نزحوا الى سوريا عن طريق جزيرة ابن عمر التركية ( بوتان)
واستغرقت رحلة الهزيمة تلك خمسة عشر يوماً . ولم يمكثوا الاّ مدة قصيرة هناك ، إذ انهم غادروا بمساعدة احد الكهنة السريان الى شمال العراق . ومن ثم التوجه الى سهل نينوى مجتازين عدة قراه وصولاً الى بلدة قرقوش ( بغديدا ) الكائنة على بعد عديد من الكيلومترات شرق مدينة الموصل . وهناك نزلوا ضيوفاً في احدى كنائسها السريانية الأورثودوكسية . وبعد مكوث العائلة فترة قصيرة في تلك البلدة ، شدت الرحال الى بغداد ، وتسنى لها ايضاً التوجه الى احدى الكنائس ولاقت كل المساعدات من لدنها . ومن هناك اتخذت من مدينة البصرة وجهة للإقامة فيها . واستطاع رب العائلة سلمان ، انشاء مخبز للصمون . وراح يقيم اودَّ عائلته منه .
ومن خلال الحديث ، عمدت كوكب الى قطع في مسلسل مصير العائلة والدخول على شكل استدراك في روايتها لحادثة استشهاد عمة جدها سلمان اي عمة والد فهد ، على يد الأتراك في نفس حملة الإبادة ضد الأرمن ايام حكم السلطان عبد الحميد . وكانت هذه العمة الشجاعة تقود مجموعة مقاتلات من بنات الأرمن حيثما كنَّ محصنات في احدى القلاع في منطقتهن . وعند علم السلطات بهنَّ عن طريق الوشاية ، تم تطويقهن لعدة ايام والقتال سجال بين الطرفين وبعد نفوذ ذخيرتهن من العتاد ، استشهدن جميعاً على يد العساكر الترك ومرتزقتهم من الأكراد ، بعد أن كبدن العدو خسائر بالأرواح عُدتْ بخمسين قتيلاً حسب ما نقله سلمان والد فهد .
فهــــد
عن عمها يوسف الثاني ( فهد ) روت كوكب مستعرضة عما هو مخزون في ذاكرتها عن حياته .
كان عمي يوسف من مواليد 1901 م .. دخل مدرسة ( الرجاء الصالح ) الأمريكية ، تعلم فيها ثلاث لغات ( الأتجليزية ، الفرنسية ، والعربية ) واستطاع الى نهاية المرحلة المتوسطة إتقان هذه اللغات ، وتحديداً الإنجليزية حيث كان من بين المتفوقين دائماً في الدراسة . وبعد وفاة والده سلمان ، اضطر الى ترك المدرسة والعمل مترجماً في دائرة كهرباء لميناء البصرة . سافر عدة مرات الى دول خارج العراق ومنها الإتحاد السوفييتي في منتصف الثلاثينات ، من القرن الماضي ، وهناك انكب على الدراسة الحزبية لعد سنوات .
زواجـــــه
اثناء دراسته فــي الإتحاد السوفيتي في موسكو ، تمكن مـن الزواج بإمـرأة روسية اسمها ( ايرينا جيورجيفنا ) وذلك فـي صيف 1935 وانجبـت منـه طفلتهـا الوحيـدة اسمهـا ( سوزان ) وهي من مواليد 1937
اللقاء مع سوزان
عن لسان كوكب ، بعد توقيع الجبهة بين الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث في تموز 1973 وبعد سنتين او ثلاث تقريباً من ذلك التاريخ ، قامت سوزان بزيارة العراق ، ومن خلال تواجدها في بغداد ، تعرفنا عليها بواسطة الحزب وبصورة سرية للغاية خوفاً عليها وعلى انفسنا وعلى الحزب كذلك . ولم تذكر سوزان بأية طريقة تمت تلك الزيارة .
&&&&&&&&&&&&&&&
والراوية كوكب ، امرأة مسنة ومقعدة تطرقت الى ما عانته وعائلتها من الخوف والمشقة ولسنين طويلة بعد اعدام عمها . وأفادت بأنها لم تتاح لها فرصة لزيارة قبر عمها الا مرة واحدة تمت عن طريق الحزب .