من هو المقدس ..الأنسان أم أشياء أخر ..!
بقلم : نوفل كريم جهاد
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لنتحدث اليوم عن الأنسان .. عني وعنكم وعن جميع البشر ..فقد كثر الحديث عن الأوطان والوطنيه ..عن الأديان والأيمان والهوية..

لكن لم نعد نسمع أصواتا وخاصة في عالمنا العربي الفاقد للأنسانية تتحدث عن الأنسان ..عن الذات وعن النفوس..! تتحدث بكل بساطة عن تلك السعادة التي تنبع من قدس أقداس النفس البشرية ..لم نعد نسمع أصواتا تتحدث عن الفرد كأنسان وعن القيمة البشرية لهذا الأنسان ..!

واليوم وجدت نفسي مرغما أن أقول كلمتي و أصرخ صرختي هذه للجميع ..و أكتب ببساطه عن الأنسان ...نعم عن الأنسان ...!

الأنسان أي مخلوق عجيب و أي قوة ...الأنسان أي قيمة خلقية عليا تعالت على كل الخلائق وحتى الملائكة أمُرت بالسجود له ..فأي عظمة هذه و أي تبجيل هذا في الأرض والسماء ..!!

الأنسان هو كلمة نطقها الخالق ..هو نسمة من نسمات الروحي الكلي القدوس..

فأي عظمة هذه و أي تقديس ..!

وأتسأل هنا من هو المقدس أذن ..هل هو الأنسان ام أشياء أخر ...؟؟

الأنسان أذن هو وديعة السماء في الأرض ..هو مشىيئة الله في هذه المعمورة..حيث أقر به الخالق عز وجل ليكون خليفة له في الأرض ..

بل وأمر الملائكة حين قال أسجدوا لأدم ..الان وبكل خشوع و أنتهى..!!

فمن هو المقدس أذن ..هل هو الأنسان ام أشياء أخر ..؟؟

كيف لنا أن نقدس كل شيئ من حولنا أذن ونترك قدسية الأنسان التي أقرتها أرادة السماء ..؟

و حتى الأديان يا أخوة الانسانية أنما جاءت لتخدم الأنسان وليس العكس ..كما حدث ويحدث الأن من سطوة تلك الاديان ورجالاتها على هذا الأنسان ..!

لنتأمل الأن بهدوء ونتخيل معا لحظة السجود تلك في السماء .. لنتخيل مشهد سجود ملائكة السماء في السماء حين نراها وبكل ورع تسجد للأنسان .. نعم للأنسان.. فأي مشهد عظيم هذا في حضرة الله..!

فمن هو المقدس أذن ..هل هو الانسان أم أشياء أخر ..؟؟

هيا نتفكر قليلا لنفهم بوضوح وعمق مشيئة الله في البشر ..فالأنسان هو المقدس وليس غيره يا أخوة الانسانية ..

أن الانسان هو فكرة أوجدها الخالق في هذا الكون ..حيث عُرف الوجود بالوجود الألهي بوجود الأنسان فأي عظمة هذه و أي تجلي .!

الأنسان هو أمتداد لقدسية الله تعالى من السماء في هذه الأرض .. لذلك علينا أن نفهم أي قيمة هي للأنسان وأي تقدير .....!

فمن المقدس أذن ..هل هو الانسان أم أشياء أخر ..!!

والمفارقة هي أن الانسان قًدس كل شيئ من حوله وترك نفسة ..!!

حيث نجد أن التأريخ مقدس والنص مقدس ..والأسلاف أيضا مقدسون ..بل والحجر مقدس وكذلك الضريح ..و الخشب والصليب مقدس .. ولا ننسى الهيكل

والمذبح مقدس ..بل وحتى الماء والبقر أصبح مقدس ..!!!

و أين الأنسان ..؟ أين أنا وأنت و أنتم ياأخوة الأنسانية ..؟ أين نحن من كل هذه القيود والعبوديه التي تحاصر ولا تزال الأنسان المتعب..الأنسان المثقل بهذا الموروث الجاثم على كاهله مثل صخرة سيزيف ..!!

وهكذا بكل أسف نستمر ويستمر هذا التقديس عبر المسيرة البشرية حيث نجد أن الكاهن أصبح مقدس ..والمرجع هو المقدس ..والدالاي لاما مقدس ..وكرسي البابا مقدس ..!!

وماذا بعد .. ضاع الانسان وسط كل هذا الكم من التقديس ..فلا مكان للأنسان بين كل هؤلاء يا أخوة الأنسانية ... فهو تائه فيهم ..تائه وسطهم ..تائه بسببهم ..فلم تعد له أي قيمة ولا تقديس ..!

والسماء منذ الأزل شاءت غير ذلك أبدا حين أمر سبحانه القدوس الملائكة بالسجود للأنسان لانه بكل بساطة هو المقدس لا غير ..لأن الأنسان هو القيمة الخلقيه العليا في هذا الكون بأرادة السماء المقدسة ..

وأخيرا أقول أن الأنسان هو قيمة نسمو بها في أنسانيتنا بحيث نعتلي سلم الخلاص الألهي صعودا من جديد ولتسجد لنا ملائكة السماء مرة أخرى بكل خشوع وتبجيل ..

ونخلق جنة في الأرض هي ظلال لجنات الله في السماء يكون فيها الأنسان ..نعم الأنسان هو المقدس فقط لا غير ...!

والسؤال الأخير لكم يا أخوة الانسانية ..من هو المقدس أذن .. هل هو الأنسان أم أشياء أخر... ؟

الجواب هو : أنا هو المقدس .. أنا الأنسان وكفى ..!!!

  كتب بتأريخ :  الأحد 02-11-2014     عدد القراء :  6102       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced