احي الذكرى المئوية لولادة الشهيد عبد الكريم قاسم
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

في قراءتي لمقال مرور مئة سنة على ولادة عبد الكريم قاسم للكاتب والباحث عبد الخالق حسين ، استوقفتي الردود الرصينة لصاحب القلم الذي اعتمد  على كشوفات  وقائع  مستنبطة بل معاشة التي بها اخزى ضعاف النفوس ومرضى العقول ، من مروجي كنايات الحقد والأوصاف الرذيلة الدالة على انحطاط خلق اصحابها ، للنيل من قائد قيَّضه الزمن  ليقود العراق وشعبه الى فضاءات الحرية والتقدم والبناء والتمدن . اعتمد الكاتب لتفنيد ذلك القبح المفبرك ، تسلسلاً دقيقاً لمجريات ما حدث في فترة صعبة من تاريخ العراق ، واجاد تسليطه الأضواء على ما جاهدت به كتل الظلام وصنائعها ، لسلب تلك الفرصة العظيمة التي كانت امل العراقيين في النهوض والتحرر .

يخوض صاحب المقال في التصدي لمفــردات العداء البغيض الذي انطلقت منــه القــوى العنصرية المتشبثــة بالدعوى ، لإقامــة الوحــدة العربية الفورية ، والثورة فــي مطلــع فجــرها ، خلافاً لما كان مطروحاً على الصعيد الشعبي والرسمي بضرورة الإلتفاف حول قيادة الثورة التي اثبتت هويتها الوطنية المخلصة بانجازاتها  العظيمة ، منذ عامها الأول بقيادة الزعيم الأمين عبد الكريم قاسم ، ذلك القائد الطموح الذي وضع نصب عينيه خدمة الشعب وقيادته الى بناء مستقبل وطني زاخر بكل مظاهر التقدم .

لكــن سرعــــان ما جـــرى التكتــل المعــادي للثــورة ، المتكــون مـــــن البعــث والقومييــن ( العرب والناصريين ) الرافعين شعار الوحدة الفورية الذي اثبت التاريخ فشله مفهوماً وهدفاً وتطبيقاً . ولم يبق لذلك الشعار صدى في جميع الأقطار العربية ، لأنه كان مبنياً على مفهوم وتعلق رومنتيكي ، بعيد كل البعد عن الموضوعية وعن آليات تطبيقة . وتحالف ذلك التكتل مع القوى الرجعية المضروبة مصالحها من ذيول النظام الملكي والإقطاعيين وعملاء شركات النفــط والدول الإستعمارية . وتكونت جبهة داخليــة مـدت الجسور مــع الدول التي مست منجــزات ثورة تمــوز مصالحهــا ، وعلى رأسهم اميــركا والكونسرتيوم النفطي ( شركات النفط الإحتكارية )

واعتمدوا اساليب خيبثة من خلال حملة اعلامية شعواء ، مشبعة بالنعوت الجارحة على اشكالها وبتهم التسقيط والتخوين ، لتشويه صورة الزعيم الصابر الذي ظل مترفعاً بالرد  باية عبارة من لسانه على ذلك الزعيق . وكيثراً ما كان الرئيس عبد الناصر ، يقدح به على غرار اذاعة صوت العرب وحسنين هيكل ، لكنه كان يستهجن ذلك التصرف بصمته .!

دأبت القوى المتربصة دائماً على تشويه صورة عبد الكريم  وتشويه سهره المتواصل لخدمة البلاد والشعب ، بمنجزات ليس بمقدور احد نكرانها  سوى الخبثاء المتآمرين . الذين جمعهم هدف واحد هو التخلص من الثورة وقيادتها ومنجزاتها . وكان لهم ما ارادوا .

إن ثورة تموز كانت حصيلة نضال شاق وطويل للشعب العراقي ، وقد تم التخطيط لها من قبل قيادة عسكرية  ، كانت على مساس بقوى سياسية عراقية من مختلف الإتجاهات ، ولم تكن كما يحلو للبعض تعريفها بحركة شلة من العسكر طائشة انتقامية او طامعة بنيل المقام والشهرة .

وعليه ليس ثمة منصف ، وخاصة ممن عايش الثورة بأعوامها الأربعة ونيف ، ينكر منجزات تلك الثورة العظيمة واهتمامها البالغ بالتغيير العميق في واقع الشعب والوطن . وإذا كان الزعيم مأخوذا بالتقاعس في سن  الدستور الجديد للدولة  واقامــة البرلمــان ، وبالتشبث بالسلطة ، لا شك أن التآمر المبكر الذي قام به ساعده الأيمن عبد السلام عارف ، ومن بعده مؤامرة الشواف في الموصل ومؤامرة البعث في استهدافه  ، واشتعال الثورة الكردية ، كل هذه  كانت بمثابة عصي في عجلة الثورة . وشكلت اعاقة لعدم تحقيق الكثير من المنجزات .

لم يكن عبد الكريم قاسم دكتاتورا كما كان يصوره  اعداء ثورة تموز ، بل كان ابن الشعب البار المتواجد دائماً بين الجماهير ، وهو متلفع دائماً بملابس عسكرية  لا تميزه عن غيره من ابناء الجيش العراقي ، ولم يكن مسكنه سوى دار متواضعة . ووجباتـــه من الطعام كانت تأتيـــه الــى وزارة الدفاع مــن اقاربــه وهــي محمولــة بـ ( السفرطاس ) ذلك الإنــاء البسيــط مــن الألمنيوم ( الفافون ) الذي يستعمله العوام من العراقيين . وعديد من الفقراء كان لهم حصة في راتبه من كثرة ما كان يغدق على من يشاهده منهم معوَّزاً .

اين كان الزعيم يا ترى من السيارات الفارهة ومن القصور الرحبة ومن الصرف على الحفلات والبحث عن المتع . وفي اي بنك وُجدَ له حساب ..؟ اين هم اليوم اولئك الأخساء ليقارنوا بينه وبين دكتاتور العراق صدام حسين ..؟

ليس كل من حكم هو دكتاتور . الاّ إذا استهتر بحقوق الشعب ، ولعب بمقدراته وعبث بميزانية الدولة وسمح لأوليائه واقاربه بارتقاء المناصب ، وجعل من نفسه سلطاناً في قلعة ، تحيط به العساكر والخدم والحشم ، وينعم بكل اسباب التعظيم والأبهة .

نستطيع القول بأن العراق لم يحكمه دكتاتور سوى صدام حسين . وجميع الذين حكموا قبله من احمد حسن البكر وعبد الرحمن عارف  وعبد السلام عارف ، جميعهم لم تنطبق عليهم صفة الدكتاتور ، رغم انهم لم يتسلموا السلطة بالإنتخابات .

وقد يحلو للبعض هذه الأيام وبكل بساطة  ، اطلاق لقب دكتاتور جزافاً على كل رئيس عراقي لا ترضيه سياسته او يسيىء الظن بميوله ، او لم يكن من حزبه او من طائفته او من عنصره او من عشيرته .

وعلى هذا المنوال ، ينقب هذا البعض عما يتعكز عليه في الصاق هذا النعت الماسخ برئيس الوزراء السيد المالكي المنتهية ولايته ، والمطالبة بمحاكمته .! وكأن المالكي كان يحكم العراق من على عرشه في قصر منيف ، والصولجان بيده ، يأمر بما طاب له وبما يخدم الكرسي المتربع عليه . وكأنه لم يكن ذلك المسئول الواقف في مهب الدوامة التي ضربت العراق وتزيد من ضراوتها دول الجوار ، والداخل المسكون بعصابات الأرهاب من البعثيين وزمر المتشددين والتكفيريين ، وحتى من الأحزاب المحيطة به والتي ناصبته العداء من خلال توظيف عصابات من المليشيات لإرباك حكومته وبالتالي هز اركانها .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 05-11-2014     عدد القراء :  2388       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced