النبع الطاهر يروي الكائنات الطاهره ، والصالح يحيا بطقس نقي لايعلوه ولايدنوه فساد...والنقد الجيد يطرد الردئ الهدام...والكذب يطمس الحقيقه على طريقة اكذب ثم اكذب حتى تصدق ...ولكن الى حين. البشر يرهقون بمواجهة الاشرار بزمن شح الصلاح وطغى المفسدون ...فتراجع االعاملون المخلصون الخيرون الثقاة... وخلال المناخ المشحون بالسوء تتراجع الحقيقه خلف ادغال شائكه ،ويخنقها لقطا ءالحكام المجردين من كل صفات المواطن،فلكل مناخ من جنسه يحيا وسطه ولا يعيش الاخلاله كالمياه والبراري والادغال والغاب كائنها الذي يتألق فيها .وللقذارات والوسط الاسن والفساد من لايحبا الاوسطها يتمرغون في جيفها ويغتسلون بدمائها ويتمتعون بروائحها التي تزكم انوف الطاهرين ويصولون ويجولون ويتقلبون على كل السطوح ...فقدوا الحياء وامتهنوا الرياء تصلبت ضمائرهم وتخشبت ،ولم تعد تشعر بألم الجياع والمعوزين والمظلومين ،ومصلحة الوطن عندهم محظ هراء...يختنقون بعيدا عن القذاره لانهم يفقدون خصائصهم الدنيئه في الاجواء النقيه التي يستحيل عليهم التخلي عنها والا فقدوا الحياة ...
طبيعة هذه الكائنات ان ابتعدت عن وسطها تموت كالصراصيروالجرذان والعقارب والافاعي والوحوش الكاسره... كما هم البشر الشريروالصالح.من يخرج عن وسطه يموت ...هذا هو قانون حياتهم الطبيعي...وليس للبشرالصالحين يد في تشريعه،كما هي ايديهم في تشريع القانون الوضعي لينظم العلاقات في الحياة .فهل استطاع القانون الوضعي ضبطها ؟ وهل تمكنت الهيئات والمؤسسات المدنيه والعسكريه الامتثال للقوانين ؟ ام هي الاخرى تعمل بظل الغاب ؟واين هي المؤسسات الحكوميه وفي مقدمتهاالرقابه القضائيه ،مما يقع من تخريب وهدم ودماروقتل لكل شىء عراقي وفي مقدمتها الانسان والموظفين خاصة،فضلا عن تدهور المباني والشوارع والمزارع ودور العلم والعباده والنوادي الثقافيه والاجتماعيه والمجاري ومراكز الشرطه والمرور والرشوه، والعاطلين تعينهم (بالدفاتر) والمحسوبيه و سرقة اموال النازحين والمهجرين وقائمه التخريب تطول... وجميعها تشكل اخطر الجرائم .فأين هي رقابة الدوله من الكم الهائل من خراب وفساد يسري في جسد الامه كالنار في الهشيم،واين هي الاجهزه التي من واجبها حماية الهيئه الاجتماعيه وسلامة امن الدوله ومؤسساتها والحفاظ على اموال الدوله وحماية الاسره والطفوله وحماية كيان العائله ومراقبة المشروعيه واحترام تطبيق القانون ورصد ظاهرة الاجرام ,ووو...
الاجهزه الرقابيه القضائيه والنيابيه والقانونيه والاداريه في الدول المجاوره تتصدى لجرائم الرؤساء والوزراءوغيرهم ولاتخشى المنحرفون ،لانهم اختيروا ممن يحبون الوطن . ولبس هراء!!! ، ولانهم يقدسون واجباتهم في مراقبة المشروعيه وتطبيق القانون بدقه والتصدي للجريمه وتحريك الشكاوي ومتابعة الجريمه وسرعة حسمها ، وغيرها من الواجبات القانونيه الصريحه . الااننا لانجد دور لهذه الاجهزه لدينا الانادرا وهوما يساهم بالخراب المستمر .ونأمل ان لايطول ...