اردوغان يواصل التستر على ما هو بادي للعيان
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

الى الآن لم تتظافر جهود اميركا وغيرها من الشخصيات الدولية في اقناع الرئيس التركي بإلكشف عن موقفه الصحيح من التحالف الدولي في الوقوف بوجه الخطر الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط . ولم يستطع بمناوراته التغطية على مواقفه المشبوهة الداعمة لتنظيم رجال الدولة الإسلامية ( داعش ) المواقف المفضوحــة التي لـم تنطلـي

على اميركا والدول المتحالفة معها في التصدي لهذا التنظيم الذي بات يشكل خطورة كبيرة على منطقة الشرق الأوسط ، باستثناء تركيا الداعمة له بصورة لا تقبل الشك . وكل دعوات الإدارة الأمريكية والرئيس بوتن والبابا فرنسيس وغيرهم لأردوغان للإقلاع عن دعم هذه المنظومة الإرهابية ، تصطدم بمكره ومناروته ، حيث أن عملية الدعم التركي لهذه القوى الإرهابية متواصلة ومرصودة .

اردوغان يعتمد المراوغة والدبلوماسية المستبطنة لإدامة نزعته في دعم اي تيار اسلامي فاعل مهما كانت شدة ولوغه في الأرهاب والتدمير ، بغية تحقيق أمله في بعث العثمنة وإعــادة  مجد الترك وصتوتهم في ساحة الدول العربية التي يسكنها الخوف من مشروع ايران التوسعي ونشاطها في مجال التشيع .

وبقدر شعور الدول العربية بخطورة المشروع الإيراني في تصدير الثورة منذ انبثاقها ، بهذا القدر اضحت تتخوف من المشروع التركي في تصدير نموذج نظامه الديني .

اميركا تمارس الضغط على اردوغان للتعاون مع التحالف الدولي لمحاربة داعش ، وهي عليمة بمدى خطورة الموقف التركي واهمتيه في هذه الحرب التي تتكفل اميركا بقيادتها ، لكن اردوغان لا ينصاع كما تريد ، لا بل وصمها بالوقاحة لما الحت عليه في تغيير موقفه .!!

ولا نعلم مدى حقيقة هذا السجال . هل يكون هذا العناد للرئيس التركي من موقع القوة في تسفيه الطلب الأمريكي ، ام هو مجرد تمثيل لتغطية موقف يتطلب التستر عليه . العديد من دول منطقة الشرق الأوسط ، تملكها الرعب من شراسة داعش في قتاله وانتشاره واهدافه . الاّ تركيا التي وصلت نار الحرب الى حدودها ، وهي آمنة لا بل ( متفرجة ) وكل المؤشرات اضحت تكشف ضلوعها في تقديم المساعدة الى رجال الدولة الإسلامية .

ولا يخفى بأن السياسة التي ينتهجها اردوغان منذ استلامه السلطة ، تنال رضا اميركا وتصب في مشروعها السياسي في الشرق الأوسط وفي الدول العربية قاطبة . وتجلى هذا في مغالاة تحرك النظام التركي في اثبات وجوده  ، كقوة اسلامية بديلة ، مدافعة عن القضية الفلسطينية وعن الدول العربية ، وذلك لقطع الطريق امام النظام الإيراني الذي سبقه في هذا المضار .

وإزاء هذا التوجه ، ما فتئت الإدارة الأمريكية تروِّج لإعتدال الحزب الإسلامي ( العدالة والتنمية التركي ) الذي يقوده اردوغان ، وتتخذ منه نموذجاً ، ممكن الإقتداء به من قبل دول عربية اخرى .  ومن هنا أتت جولات اردوغان في دول ( الربيع العربي ) بعــد سقوط انظمتها الشمولية ، يحث قواها السياسية  لبناء انظمة اسلامية شبيهة بما هو في بلاده . ولما اخفق في ذلك حزب الأخوان  المسلمين الذي تسلم الحكم في مصر وتمت ازاحته بثورة شعبية ، كان للحدث وقعٌ ثقيلٌ مخيبٌ لآمال اميركا واردوغان على حد سواء ، لأن كلا الطرفين كانا يرتهنان اقامة انظمة عربية يحكمها احزاب من اخوان المسلمين ، تتمتع بنظام وفهم سياسي على غرار ما هو موجود في مصر عساها ان تكون اداة لدرء مخاطر النشاط السلفي المدمر كما هو الحال مع منظمات التشدد الإسلامي كالقاعدة وغيرها . ونجد كيف توحدت الإدارة الأمريكية مع النظام التركي في اتخاذ موقف معادي من الحكومة المصرية بقيادة الرئيس ( سيسي ) ولا زال العداء يتجسد في دعم حزب الإخوان المسلمين وتحريكه في مواصلة العمل الإرهابي في الشارع المصري وزعزعة الأمن والسلم الأهلي بشكل متواصل، لوضع عراقيل امام الحكومة المصرية الجديدة التي انبثقت من نضال الشعب .

والسؤال هنا هل لأمريكا طريقة اخرى لحرف اردوغان عن تعنته وتصلبه في موقفه ، في حال استنفاذ الضغوطات عليه بالطرق الدبلوماسية .؟ ام يترك في غيه والشبهات تلاحقه وتفضح حقيقة التعاون مع داعش..!!

  كتب بتأريخ :  الخميس 04-12-2014     عدد القراء :  2631       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced