العراق حقل من القمح اجهضتْ سنابله حشرات السونة
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

من على شاشة التلفاز اعلنها الرئيس العراقي السيد حيدر العبادي ، حرباً ثانية شعواء في داخل العراق على شبكات ، دأبت على امتصاص دماء العراقيين من خلال عملية نهب اموال الدولة على مدى عقدين من الزمن . وهي بذلك تمثل طيلة هذه الفترة ، جبهة ثانية في حملة الهجمة المدمرة التي تضرب العراق منذ سقوط نظامه السابق .

ازاح السيد رئيس الوزراء  في كلامه من على المنبر الكربلائي ، الستار عن طابور ممن اطلق عليهم شعب العراق اسم ( الفضائيين ) وهم مجرد اسماء وهمية ، تستخدم في القيود الرسمية ، او من اولئك العاملين في القطاع المدني او العسكري ، يتم انصرافهم الى اعمال خارج دوائرهم تاريكين رواتبهم لمسئوليهم باتفاق الطرفين . هؤلاء هم من العناصر المشاركة  في عملية  تخريب مدمرة يقودها مسئولون في المؤسسات الحكومية  الرسمية ، عسكرية منها ومدنية .  وكان أول رقم تم كشفه عن هذا الطابور ، هو خمسون الفاً ـ حسب الوارد في كلام الرئيس ـ من اولئك المدونة اسماؤهم في القيود كعاملين في مختلف قطاعات الدولــة ، وخاصة القطاع العسكري . وهذا العدد من النصابين لا حضور ولا وجود عملي له في مهامه الوظيفية . ويتقاضى رواتب هــؤلاء ، مسؤولــون فــي قطاعــات الدولــة الذين يمثلــون شُلل  لشبكــة (ماﭭـيَـويـّـة) خطرة . وأفاد الرئيس في كلمته بأن الرقم الذي كشفه عن الفضائيين يُعــدّ غيضٌ من فيض .

وإزاء ذلك آل على نفسه التصدى لهذه الظاهرة بكل ما تتيسر من الوسائل ، لكشفها ووضع القبضة على مستورها ومكوناتها ، ومن ثم الضرب على أيادي عناصرها بقوة ، مهما كانت مواقعهم ومقاماتهم .

ومثل هذه الخطوة الجريئة لا شك انها تتطلب الكثير من الجهد ، ليس من رئيس الدولة فحسب بل من جميع الفرقاء في العملية السياسية  ومن الأحزاب والكتل ، وأن يصار في ذلك الى طرح شامل لهذه الوقفة في جميع القطاعات الحكومية ، من الدوائر والمؤسسات والجامعات والمدارس  وكذلك من منظمات المجتمع المدني وغيرها .

ليت لهذا الموقف أن يكون بمثابة وثبة لشعب العراق ، بالوقوف صفاً واحداً في دعم هذا التصدي ومؤازرة هــذه الخطوة الجريئـــة ، في البحث عــن مئات المليارات من امواله المنهوبة مــن قبــل حيتان ( الفرهدة )  لابــل مافيــا خطــرة تعشش فــي المؤسسات العسكريــة والمدنيــة للدولــة ، وتأخذ امتداداً الى ابسط الدوائر ، ثم تمتد جذورها الى خارج العراق تواصلاً مع وكلاء تبيض الأموال في البنوك ، وهكذا تتكامل العملية لتسهم بمشروع تدمير البلد .  

لقد فرضت المكاشفة نفسها ، لتأهيل الدولة في مقاومة هذا الوضع الخطر الذي يهدد البلاد . ونتمنى على المسئولين ومعهم كل مكونات الشعب العراقي ، أن يوحدوا الكلمة والصفوف لجرف هذه الخيسة من وسط المجتمع وقطع دابرها ، لتنظيف العراق من رجس اولئك الأشرار واذنابهم الذين ينخرون بالبلد بهذه الطريقة الخبيثة ، ويلحقون افدح الأضرار بميزانية الدولة ، وبالتالي بالدخل القومي للفرد العراقي ، وخاصة ابناء الطبقة الفقيرة الذين يعيشون في لجة المعاناة وقساوة الظروف الأمنية .

وحول هــذه الوقفة الجريئة من لدن السيد رئيس الوزراء ، تدور اخبـار محاولات خبيثـة لإستهدافه . ومهما كانت صحة ذلك ، فهذا الأمر فلابد منه . لأن هذه العصابات الضالعة لسنين بتدمير اقتصاد البلد دون اي قصاص يردعها ودون اي وازع يوقفها ، ستكون بالمرصاد لمن يمسها ، وهي تعمل طيلة هذه السنين دون وجل او خوف . ويوماً بعد يوم تزداد خبراتها وزبائنها وعملاؤها وكأنها  تعمل في العلن وليس في الخفاء .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 10-12-2014     عدد القراء :  2034       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced