الحشد الشعبي قوة دعم لعملية طرد المحتلين
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

في حالة تعرض أي وطن الى تهديد حياضه من قبل قوة خارجية ، سوى كان ذلك من قبل دولة او حتى من عصابات تبغي النيل من سيادته واستقلاله ، من الطبيعي أن يقابل ذلك الإعتداء ليس بالقوة العسكرية فحسب ، وإنما بإستنفار كل القوى المتاحة كوسيلة لرد كيد المعتدي في نحره . وعنـــد اشتداد وطيس الحرب وبأس العدو ، لابد وأن يقف ابناء الشعب كظهير مدافع عن ذمار البلاد وحمايتها . ولنا من الأمس القريب ، مثال على ذلك ، في طوابير من الشباب الذين عبأهم البعث ــ قسراً  ــ واطلق عليهم اسم الجيش الشعبي . وزجهم مع الجيش العراقي في سوح المعارك ، كقوة اسناد للقوات العراقية في الوقوف بوجه ايران في ساحات القتال ، وبنفس الوقت للوقوف بوجه المقاتلين الأكراد في شمال العراق . ولنا في ذلك مثال آخر من وقائع الحرب العالمية الثانية ، يومَ استقبال الحكومة السوفيتية الألوف من الشباب ، للقتال بحرب عصابات في خلفيات الجيش الألماني المحتل والحاق به افدح الأضرار .

إذن ، ظاهرة تعيئة الجماهير، ليست مقصورة على العراق بقدر ماهي حالة مشهودة في وقائع حربية عديدة  ، كما أنها من متطلبات ، تفرض نفسها إذا تعرض الوطن للخطر .

وفي الهجمة التي تعرض لها العراق عبر مؤامرة خبيثة ادت الى اجتياح اراضيه ، اليس من الضرورة القصوى في دعوة الشباب العراقي للتحشد واسناد القوات المسلحة في دفع هذا الخطر عن الوطن .!؟ علماً  بأن هذا الحشد الكبير الذي اندفع لتأدية الواجب المقدس ، لبى نداء الجهاد الذي طالبت به المرجعية الدينية العليا ، بمعزل عن تدخل الدولة وبعيـد عن اي ضغط او اكراه أو إغراء . وتكوّنَ من شباب تركوا الدراسة وكهول تركوا العمل . واندفعت جموعهم ، يؤدون الواجب ، مسترخصين دماءهم في مهمة مقدسة . ليس من النزاهة بمكان اطلاق عليهم اسم مليشيات ، والحاق بهم الكثير من القبائح المفتعلة  لتشويه  سمعتهم وهم يفدون الوطن بدمائهم .

الم يكن في هذا مكيدة للتأليب ضدهم وتهميش اهميــة وجودهــم لغرض ابعادهــم عــن سوح القتال .!!؟

وفي هذا الصدد ، نقرؤ عن شروط السيد محافظ نينوى أثيل النجيفي ، بإبعاد الحشد الشعبي عن عملية تحرير الموصل التي يعـدُّ نفسه محورها في التنظيم  والتعبئة  . لا بل يشرط بذلك على أن يكون الجيش الذي ستسند له هذه المهمة ، من السنة فقط . طيّب ، إذا كانت هذه اطراف المعادلة التي وضعها السيد النجيفي ، فكيف يحق لهذه القطعات العسكرية مقاتلة العدو في محافظة الأنبار ومحافظة ديالي وتكريت ، واكثرها من ابناء الشيعة ومعها الحشد الشعبي .!؟

وأما إذا كانت هناك مآخذ على افراد هذا الجيش أيام وجوده لحماية مدينة الموصل من الأعمال التخريبية التي شيعتها عصابات ارهابية عشية دخول الغزاة الداعشية ، نقول بهذا الخصوص كيف يتمكن اي جيش كان من التعامل مع  ذلك الوضع المزري المستشري في جنبات المدينة الحاضنة لأشرس عصابات الإرهاب التي كانت تمتهن القتل والخطف وكل اشكال الإعتداء على كل من لا يتعامل معها من المواطنين ، بالإضافة الى استهداف افراد القوات المتواجدة هناك المتكفلة بإعادة الأمن الى المدينة ، واستخدام كل الوسائل المتاحة في خطة منظمة لتشويه صورتهم واهمية مهامهم ، وذلك  للوصول الى تأليب اكبر قطاع ممكن من السكان ، للوقوف الى جانب الحواضن والمشجعين للعمل الإرهابي ، تمهيداً لتنفيذ مؤامرة احتلال داعش لمدينة الموصل ومن ثم وجعلها راس حربة لإجتياح المحافظات الأخرى ، وتعريض امن العراق الى هذا الخطر.

وإذا ضاق الموصليون يومئذٍ ذرعاً بإجراءات الجيش في حفض الأمن بوضعه حواجز في الشوارع  والإنتشار المكثف في في ارجاء المدينة ، فكان كل ذلك  لشل حركة العناصر الإرهابية التي كانت تعبث بسلامة الناس وأمنهم ، وكانت هناك عمليات عنيفة لمواجهة تلك القوة العسكرية بالتصدي لها وصرع ما امكن من افرادها ، علماً بأن منذ تواجدها في المدينة ، لــم تكن مرحب بها ، وأخيراً تم اختراق قياداتها ، بعد تطعيمها بضباط من الجيش السابق ، وجرى هذا بقرار رسمي تم اصداره  كنتيجة لمفاوضات  بين رئاسة الحكومة ومسؤولي محافظة نينوى ، الأمر الذي سهل لإرهابيي الدولة الإسلامية المتمركزين في مدينة الموصل ، لإغتنام فرصتهم التاريخية في تفجير مؤامرتهم التي يجب أن تجابه باستنفاز كل الوسائل المتاحة وحتى النفير العام ، لقمعها وحماية الوطن من شرورها .

  كتب بتأريخ :  السبت 13-12-2014     عدد القراء :  3477       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced