بين الحيـن والآخـر تـرد اخبـار عن وصـول المساعدات الى داعش باختراق حدود العراق او اجوائه . وقد تم الإعلان مؤخراً عن كشف طائرة وتصوير لما القته من السلاح لمساعدة داعش . وثمــة عملية مشابهة قبل شهر تقريباً او اكثــر ، تــم عرض منظــر لطائــرة محملة بعُــدد عسكريــة ، وجرى التعليق على ذلك بعد التفتيش والتمحيص والتحقيق ، تبين بأن تلك الحمولة كانت مخصصة لداعش . إذن ، أي تعجب في تكرر هذه الظاهرة أن تقوم طائرات غير معلومة الهوية باختــراق العــراق وتفريغ حمولــة مــن اكداس السلاح بمختلــف العيــار لمقاتلــي الدولة الإسلاميــة ( داعش ) الذين ينفــذون مشروع تنتهي مصباته فــي مصالــح دول حاضنــة لــه ويتــوج ( نصرا ) لقوى داخلية ، تمثل حضناً دافئاً لهذا التنظيم الإرهابي مهما تظاهرت او جاهرت بالعداء لـه .
إن الدعم الذي يتلقاه تنظيم داعش ، تقف وراءه تقاطع المصالح الدولية على ارض العراق . وهذا الواقع مرصود ومفضوح . وهذه الحقيقة لا تقتصر على بلد مثل العراق او سوريا في المنطقة العربية فحسب ، بل أنها تنسحب علي بقية الدول التي جرت على ارضها ثورات دموية استهدفت خلع انظمتها السياسية الحاكمة ، لتمسي رهينة الصدامات الداخلية المهلكة ، تديمها الأجندات على اختلافها ، لدول خارجية واقليمية ، لها مصالح متباينة ومتضاربة في هذه الأقطار .
وتنشط في اوساط هذا الواقع المرتبك ، منظومات تهريب الأسلحة التي تتمتع بقوة الإنتشار ومد الجذور في جميع البلدان العربية المبتلية بحروب أهلية متواصلة ، ابتداءاً من ليبيا ومروراً بمصر واليمن وانتهاءاً بالعراق وسوريا .
ان الحرب الضروس الدائرة على ارض العراق ، مفتوحة على كل احتمالات التدخل الخارجي الماثل اصلاً في مجمل المساعدات اللوجستية لتنظيم الدولة الإسلامية الذي يتمتع بامكانات مادية ومقاتلين ، يتقاطرون من اقطار عربية وغربية ، لإدامة القتال ومسك الأرض . والعملية هذه متواصلة وقائمة على مبدأ الإنتفاع المتبادل بين التنظيم والعديد من الدول ، وبينه وبين الوكلاء من مختلف الجنسيات الضالعين في جني الأرباح وديمومة الكسب . ويجدون في هذا العمل من يسهل لهم الأمر من داخل العراق . وهم اولائك الذين يشكلون حلقة وصل لإدامة هذا المشروع .
لذلك لابد أن يكون من الصعوبة بمكان قتال داعش وهو على ارض ، يلقى من ساكنيها مختلف انواع الدعم والمؤازرة ، وخاصة الشباب منهم المتأثرين بعملية غسل الأدمغة ، او المستسلمين لفعل التهديد والوعيد .. ذلك الأسلوب القسري الذي يستخدمه داعش ، لتعويض الخسائر في صفوف مقاتليه وادامة العنصر القتالي المطلوب .
نعم المساعادات تصل الى داعش من خارج الحدود وتستلمها شبكات تهريب الناشطة داخل العراق براً وجواً . وهذه الظاهرة مصدرها دول وشركات ومؤسسات عالمية واقلمية التي تحسب حساب الربح وبسط النفوذ في اقصى حدوده ، وتمتد الى عصابات لها مراس كاف فــي انجاز مهمة التهريب ، وتحتمي بالأعداء المتربصين في الداخل مــن ارباب الحواضن الذين اكتسبوا مراس فــي هــذه المهنـة ، منذ بداية الموجة الإرهابية المسخرة لتدمير العراق الجديد .
إن التصدي لهذه الإختراقات ، يتطلب فتح جبهة اخرى ، تتبنى اساليب حماية الأمن ، وتتوجه بصب الإهتمام الدقيق على مراقبة الطرق وتفتيش وسائل النقل من الشاحنات وغيرها بالإضافة الى مراقبة ما يدخل الى المطارات وما يخرج منها . وهذا هو اضعف الإيمان ، إزاء الوضع الأمني المعرض للإختراق بهذه السهولة التي تتيح حتى لإختراق اجوائه طائرات محملة بالأسحة ، لمد الأعــــداء ..!!