حذاري من أستهداف القنصليات العراقية في الخارج
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

كشفت أحداث باريس المشهد الأول من الجولة الجديدة لأنشطة الأرهاب العالمي الذي تتزعمه ( القاعدة وداعش ) وتفرعاتهما في المنطقة العربية والعالم ، وهو على جسامة خسائره البشرية ، كانت نتائجه وخيمه على الادارة الأمريكية والحكومات الغربية السائرة على سياستها المرتبكة والمتناقضة حيال ملف الأرهاب المتنامي منذ مايسمى بـ ( الربيع العربي ) ، وعلى الحكومة الفرنسية تحديداً ، التي كانت ولازالت أكثر الحكومات الغربية حماسةً وتنفيذاً للسياسات الأمريكية في المنطقة والعالم ، خاصة في سوريا التي تحولت الى ساحة مفتوحة لاستقبال القتلة والمجرمين من كل حدب وصوب ،وتحت أنظار أجهزة مخابرات تلك الدول بالتنسيق مع ( وكلائها المعتمدين ) في المنطقة ، وبتمويل معلومة مصادره وطرق تحويلاته ، لسداد تكاليف التدريب والتجهيز والخدمات اللوجستية الاخرى ، قبل أن يتمدد الارهاب الى العراق لتحتل عصاباته مايقرب من ثلث مساحة البلاد ، لتشكل مع مايسيطر عليه من أراضي سورية ، أكبر رقعة جغرافية للارهاب في العالم ، لايمكن أن تدار من قبل عصابات اجرامية دون تخطيط وتوجيه ومساندة من دوائر متنفذه عالمياً .

لقد أجمعت الاطراف السياسية والأمنية الدولية على توفر الامكانات والرغبة لدى منظمات الارهاب لاستهدافات قادمة في مدن غربية أخرى ، ليس بالضرورة العواصم فقط ، اضافة الى عدم تحديد نوعية الاهداف المختارة ، وهذا يعني أن الجميع معرض للارهاب طالما هو خارج منزله ، وهو مستوى مرعب من التهديد لايمكن تلافيه بسهولة ، رغم كل التحضيرات الاستباقية على مستوى الجهد الانساني والتكنولوجي ، بسبب أختراق هذه التنظيمات للمجتمعات الاوربية من خلال الاعداد الكبيرة للجاليات الاسلامية فيها ، هناك شريحة منها متعاطفة بقوة مع ( تنظيرات شيوخ الارهاب ) ، كما أثبتت ذلك مجزرة باريس ، اضافة الى اعداد اُخرى تقدم خدماتها الساندة ( سلعة ) مدفوعة الثمن .

أن تواجد أعداد كبيرة من الجاليات العراقية في بلدان المهجر لها أرتباطاتها الدائمة مع الوطن في أمور كثيرة ، فرض على العراقيين مراجعة القنصليات العراقية في تلك البلدان ، ونتيجة للاسلوب الاداري لمؤسسات الدولة العراقية فان كل وثيقة يحتاجها المواطن تستدعي حضوره الشخصي ، مهما كانت المسافة بين مدينته وموقع القنصلية ، ومهما كانت تكاليف السفر باهضة ، لكن الاهم من كل ذلك هو أمكانية أستهداف القنصليات العراقية من قبل الأرهاب ، خاصة وان أعداد المراجعين تتجاوز المئات في بعض الايام ، واجراءات الدخول الى القنصليات ربما لاتكون كافية لايقاف أرهابي مغسول الدماغ لايقاع أكبر الخسائر في صفوفهم ، ولا نعتقد بأن وجود شرطيين أو ثلاثة من البلد المستضيف كافياً لحماية القنصلية من الارهاب ، لأنهم يتواجدون في ( كشك الحماية ) على بعد أمتارمن الباب ، ولايتدخلون في أمر دخول المراجعين .

على ذلك يكون المطلوب من وزارة الخارجية العراقية دراسة هذا الامر على وجه السرعة ، لاتخاذ أجراءات عاجلة وفاعلة وعملية ، بالتنسيق مع الوزارات الاخرى التي تحتاج دوائرها وثائق من العراقيين في الخارج ، لاختيار الاسلوب الامثل لتوفيرها ، اضافة الى الاهتمام بتطوير اسلوب حماية القنصليات والسفارات والمؤسسات العراقية الاخرى في كافة بلدان المهجر .

  كتب بتأريخ :  الأحد 11-01-2015     عدد القراء :  2013       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced