الغضب على الإرهـاب وابعــاده
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

إن الحشود المقدرة بالملايين التي طافت معظم المدن الفرنسية يوم الأحد 11/7/2015  في مظاهرات كبيرة ، وفي طليعتهم المسيرة التاريخية في شوارع باريس  ، التي تكفلت الحكومة الفرنسية بتنظيمها  ليتقدمها ملوك ورؤساء سبع واربعون دولة من دول العالم  ، تمتد وراءهم حشود من جماهير الشعب الفرنسي بمخلتف تنوعاته  ، ليس للتعبير عن وقوفهم الى جانب فرنسا في محنتها فحسب ، وإنما بدافع التعبير عن سخطهم واحتجاجهم على اختراق الإرهابيين لأمن فرنسا وأمن دول اوربية اخرى التي تقيم اذنابهم فيها وينفذون ما تيسر لهم من عمليات انتقامية في التخريب والتفجير والقتل تحت ذرائع مفضوحة ، بالأضافة الــى عمليات خرق قوانين هذه البلدان بشكل سافر ، وممارسة الضغوط على حكوماتها بمختلف الخروقات  للقوانين والأعراف ، لفرض شريعتهم  واعرافهم الباليــة .  ومــن اعمالهــم الإستفزازيــة ، المطالبة في تطبيق الشريعة الإسلامية على المسلمين المهاجرين الى البلدان الأوربية والقارتين الأسترالية والأمريكية ، والمطالبة بتعميم ذبح الحلال ومنع لحم الخنزير في مدارس هذه البلدان التي يدرس فيها المسلمون ، وكذلك المطالبة بالسماح للمسلمات باستعمال النقاب والحجاب وحتى في المدارس  ودوائر الدولة ، بجانب المطالبة ببناء المآذن في الجوامع والأذان من خلالها . ولا يكتفون بهذا ، بل يؤدون فريضة الصلاة  في أماكن وساحات عامة وحتى يصادف مراراً قطع الطريق امام الناس  كعملية استفزازية واضحة .

ولما منعت الحكومة الفرنسية تغطية كاملة للوجه بالنسبة للمراة ، قوبل ذلك بأعمال شغب في ضواحي باريس ، ثم امتدت الأعمال التخريبية على اشكالها الى العاصمة الفرنسية التي شاهدت احداثاً مشابهة قبل ذلك التاريخ . وعليه سنت الحكومة قانون حظر النقاب وتدافع عنه ولا تسمح بخرقه .

وهناك شكاوى كثيرة لا تحصى  ، على ابناء الجاليات الإسلامية  ، وخاصة فــي المانيا والنمسا والسويد .

ويوماً ظهر وزير خارجية السويد في مقابلة معه على شاشة التلفاز ، جاوب على اسئلة تخص قيام حكومته بعمليات اعادة كل من لا يحمل  اوراق الإقامة ، تثبت وجوده في ذلك البلد بشكل رسمي .

أفاد بأن الدولة طفقت بملاحقة الوافدين من الدول الإسلامية وتسفيرهم من حيث اتوا ، وحصراً من الذين يخرقون قوانين بلده ، ويمارسون اعمال تخل بالأمن العام من السرقات في المتاجر العامة والتصدي للبوليس ، والتكتل في حارات يتخذونها مركز قوة لهم ، يمارسون فيها التسكع  ، ومنهم كثرٌ عاطلون عن العمل ، لا شأن لهم بتعلم  حتى  لغة  البلد . والدولة تمدهم باسباب الحياة والعيش .

وثمة مراجع مثل القرضاوي الذي يصرح بأن الغرب خصه الله أن يخدم المسلمين بمبتكراته ومصنعاته  واكد على ضرورة رفع مستوى المهاجرين من البلدان الإسلامية الى اوربا ليأتي يوم يتسنى للمسلمين فتحها سلمياً .

وبالأمس القريب اكد على هذه الدعوة الرئيس الليبي السابق ( القذافي ) ثم الرئيس التركي اوردوغان الذي صرح  بهذا الخصوص ، بأن الحكومة التركية لم تسمح لأبناء بلدها بالإقامة في المانيا الأ  لغاية نشر الإسلام هناك . ولانعلم من هم هؤلاء الرسل الذين وضع اردوغان  رسالة الإسلام  بيدهم للتبشير بها في المانيا .

اما جوقة المتدينين واصحاب  الفتاوى في السعودية ، فحدث ولا حرج . حيث لا يبطل نشاطهم في نشر الضبابية في اوساط المسلمين  ، وتسميم افكارهم تجاه الغرب حتى تحول العديد من الجوامع المشيدة على ارض اوربا  ، الى مدارس تخريج المتشددين الإسلاميين .

فمسيرة باريس السلمية احتوت مضمونأً لا يقف عند حدود تحريك الشارع الفرنسي والأوربي والأمريكي  التي عمت فيها المظاهرات تضامناً مع الشعب الفرنسي . وانما تعدت ذلك لتؤذن للعالم اجمع بأن عمومية الإرهاب ، تدق ناقوس الخطر على مستقبل الأمم ودولها  ، وباتت تهدد القيم الحضاريــة التي تعــد ارثـاً للإنسانية جمعــاء .  ومن خلال ذلك  التظاهر ، طالب وزير الداخلية الفرنسي ، بالإسراع في تبديل القوانين في فرنسا ، كما ورد نبأ من مصدر سياسي امريكي ، بضروة عقد اجتماع يضم الدول الأوربية وأمريكا ، للتباحث في التصدي للنشاط الإرهابي الذي بات يتسرب الى العالم الغربي ويستهدف بنيانه الحضاري .

ان عقيدة الإرهاب ومنظماته ، لا تستطيع أن تحتل شبراً واحداً في اية دولة غربية . بَيـدَ أنَّها يبقى ميدانها العسكري والتخريبي محصوراً في مسقط رأسها ..الدول التي تنجبها وترضعها من حليب الخرافة لتستحوذ على عقولها ، وتروضها على الإنتقام وسفك الدماء ، تمنيها وتعدها بثواب في الدنيا وفي الآخرة .

هذه الدول التي تنجب وتحتضن هؤلاء المفرغة جماجمهم من العقل السوي ، هي نفسها تتلاعب وتلعب  بالنار . وهي االمسؤول الأول عن انزال هذه الطامة الكبرى بالشعوب المسلمة في الشرق الأوسط . واليوم ، هي نفسها ليست بمنأى عن خطورة منظمات الإرهاب من القاعدة وداعش المنتشرة في ارجاء الدول العربية من العراق وسوريا واليمن  ، وتهدد السعودية التي تُعــــدُّ رحمها ، وبنفس الوقت ، تخيف دول الخليج الأخرى . والأخوان المسلمون يتولون تهديد امن مصر واهلها  ، وفصيل آخر منهم ( حماس ) مسؤول عن تدمير الفسطينيين في غزة ، تحت شعار القضاء على دولة اسرائيل وتحرير الأرض الفسطينية .

المنظمــات الإرهابيــة  ــ ونموذجهــا داعش ـــ الذي يبسط نفــوذه فــي مناطق مــن سوريــا والعــراق   لايقتصر تدميره للبنى التحتية بالتخريب وسفك الدماء ، لكنه يتعدى ذلك ليطال بتدميره ، القيم االإجتماعية  والمدنية ، وكل ما يمت بالحداثة والتحضر ، بالإضافة الى تدميره القيم الأخلاقية في عملية تصيًد البنات والنساء باساليب الغصب اوغسل الدماغ ، ودعوتهم لتقبل الختان واعلان جهوزيتهم  لجهاد النكاح . ومنهن من يتم استباحة شرفها من عدد من الرجال . وهذه خيرة الحسنات في ثقافة الإرهاب .

هل فعلاً يستطيع الإرهاب أن يمس الشعوب العريقة بالحضارة والتقدم والتكنلوجيا ويخترق قوتها العلمية والعسكرية الجبارة  ، لكي يقيم فيها مثل هذه الأنظمة ، ويفرض عليها هذه الممارسات الحيوانية .!!!؟

إن الأنظمة المعادية للديموقراطية التي تراهن على ديمومتها بنشر فكر وتعاليم الإرهاب ، سيرتد كيدها على نحرها ، وسوف تكون هي الخاسر الأول في تزايد النشاط الإرهابي  الذي تتمنى عليه الإنتشار في عالم الغرب ، وإمعان التخريب فيه .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 14-01-2015     عدد القراء :  1842       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced