في العادة كثيرا ما يقال ان الاديب المغترب يصبح على الاغلب منسياً ،أو على الاقل، لا يجد بعد موته ورحيله عن الساحة الادبية من يمنح وقتا لدراسة آثار عطائه في اثناء حياته، سواء كان قد عاش حياة الرفاهية او المعاناة او الكوارث المالية او فظاعة العيش اليومي ، خاصة اذا كان مضطراً الى مغادرة بلده والعيش في غربة صعبة . في هذه الحالات يعاني الاديب أعراض اضطراب في صحته او في ابداعه او في كليهما . يشير تاريخ الأدب في كل مكان الى وجود هذا النمط من الأدباء .
دائما نجد (القلق) يحيط بالأدباء سواء من الذين يغتربون عن بلدهم أو الذين يعيشون بين احضان طبيعته رغم القهر والصعوبة. أكثر أسباب نشوء القلق حساسية هو (الموقف) خاصة (الموقف السياسي). احيانا يفلت (الموقف) من يد الأديب - بدراية او من دون دراية - واحيانا اخرى لا يفلت. في الحالين تحدث اضطرابات خطيرة في حياة الأديب وفي ابداعه ، لكن الشيء الوحيد الذي يظل الأديب جاهلاً له هو المستقبل وموقف الراي العام. هل يكون المستقبل غريباً أم يكون الرأي العام غريباً..؟ هل يختمان على الأديب موقفاً خطيراً كل الخطورة سواء في حياته او بعد موته..؟.
ثمة جمع واسع من الامثلة، العربية والعالمية، يمكن أن تتماوج في عيون الباحثين والنقاد والمطلعين، لكن إدارة المفتاح في هذه المقالة لفتح باب الحديث عن نموذج مسيطر في الوقت الحاضر داخل ميادين الأدب الروسي أقدمه متمثلا في سيرجي دوفلاتوف ، الذي كاد الزمان ان يفتك به بوضعه في لائحة النسيان لولا لغته السردية، الشعبية، البسيطة. .