لا سلام للمسيحيين العراقيين في عيد الفصح
بقلم : نبيل رومايا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يصلي أكثر من ملياري مسيحي هذه الأيام في كل أنحاء العالم متذكرين صلب وقيام المسيح.

ففي ضوء المذبحة المأساوية التي لحقت بطلاب الجامعة المسيحيين في كينيا الخميس الماضي، والتهديد المستمر ضد المسيحيين في الدول الأخرى، نحن نطلب من مسيحيي العالم الصلاة وتذكر ليس آلام صلب المسيح فقط، ولكن ما يعانيه المسيحيين في العالم من معاناة مثل قطع الرأس، والرجم بالحجارة، والاستعباد القسري، والاعتداء الجنسي، والاتجار بالبشر، والتحرش، والقصف، ونزوح مئات الآلاف من المسيحيين من ديارهم، وغيرها من المآسي، ليس لأي سبب سوى دينهم وإيمانهم والذي جعلهم هدفا للمتطرفين الإسلاميين.

هذه المعاناة التي أدت إلى تدمير حياة الآلاف في دول مثل العراق وسوريا وليبيا وباكستان والهند ومصر وكينيا ونيجيريا.

في حزيران 2012، قال المطران العراقي شليمون وردوني في مؤتمر للأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة الأمريكية: "نرجو منكم المساعدة. نحن لا نريد غير السلام، والأمن، والحرية. أتضرع إليكم، نحن لا نريد مزيدا من الموت، ولا مزيدا من الانفجارات، ولا مزيدا من الظلم."

ففي هذه الأيام معظم كنائس العراق محاطة بجدران كونكريتية لإيقاف الهجمات المترقبة.

وتصاعدت وتيرة هذه الأزمة بشكل كبير في الصيف الماضي عندما اجتاحت داعش بسرعة البرق محافظة نينوى في العراق، واستولت على مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة في البلاد. تلك المدينة التي كانت حتى عام 2014 وطنا مزدهرا للمسيحيين من الذين سكنوا فيها منذ عدة قرون قبل الإسلام.

وبالرغم من هذه الماسي المتكررة بحق المسيحيين، إلا أن العالم لم يستجيب ولم يرفع صوته ضدها والآن، الذي كان لا يمكن تصوره قد حدث، فقد تم تفريغ سهل نينوى العراقي من سكانه المسيحيين الإصلاء والذي عاشوا فيه منذ ألاف السنوات.

في 27 أذار الماضي،  قال البطريرك الكلداني الكاثوليكي لويس رافائيل ساكو أمام مجلس الأمن الدولي التابع لمنظمة الأمم المتحدة، في إشارة إلى وضع المسيحيين في العراق:" انه وضع كارثي."

والبطريرك ساكو له كل الحق في الإشارة إلى وضع المسيحيين العراقيين بانه وضع كارثي. فمنذ القرن الأول الميلادي لم تواجه كنيسة الشرق مثل هذا الاضطهاد.  فالمسيحية في الشرق والتي بنيت على ايدي الرسل الأوائل نفسهم  منذ 2000 عام، في بلاد الرافدين بين دجلة والفرات، أصبحت اليوم أثارا ورمادا. فاللاجئون يعيشون في وضع مزري وفي ظروف يرثى لها بدون سكن أو كنائس، ولا أمل في العودة إلى المنطقة حتى بعد أن تستقر.

وهؤلاء المسيحيين، سواء كانوا من الكاثوليك أو الأرثودوكس أو البروتستانت، هم متحدون بشراكتهم بإيمانهم المسيحي، وكما عبر عنه البابا فرانسيس "بشراكة الدم"، مع الاعتراف بأن المسيحية تشهد المزيد من الاستشهاد والمعاناة اليوم مما كانت عليه في القرن الأول.

وهذه ليست أزمة مبالغ فيها أو مفتعلة. فقد صرحت مديرة مركز هدسون للحرية الدينية نينا شيا: "إن المسيحية في الشرق الأوسط تُحطم قطعة قطعة."

كما إننا ضد ما يقال بأن هذا الشر من قبل المتعصبين الدينيين هو انعكاس لتصرف غالبية المسلمين. الحقيقة إن المسلمين هم الضحية الأكبر لهؤلاء المتطرفين.

وبالرغم من أن المسيحية تواجه تهديدا للانقراض في عدة مناطق من العراق وسوريا، وأنها تواجه تهديدا متزايدا في دول مثل نيجيريا، ولكننا نتضامن مع الكلمات التي ألقاها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في الخريف الماضي في الأمم المتحدة، حيث قال: "إن المسيحيين هم جزء لا يتجزأ من [الشرق الأوسط] في ماضيه وحاضره ومستقبله."

ولكن عندما يُكتب التاريخ عن هذه المرحلة، هل سنكون قادرين على القول إننا جربنا كل شيء في وسعنا لوقف هذه المحاولة للقضاء على 2000 عام من المسيحية من الشرق الأوسط، هل استنفذنا كل إمكانياتنا لوقف هذا التهديد قبل أن ينتشر إلى دول أخرى؟

المسيحيون في هذه الدول بحاجة ماسة إلى حبنا ودعمنا بشكل لم يسبق له مثيل، وهم بحاجة أيضا إلى الأمن والحماية من العالم بشكل اَني وسريع.

وبمناسبة عيد الفصح نستذكر كلمات مسيحي قطع رأسه بسبب إيمانه. وهذا الرجل اعتنق المسيحية على الطريق إلى دمشق، وغير اسمه من شاول إلى بولس. ففي رسالة إلي مسيحيين يضطهدون في مكان اخر وفي وقت اخر كتب: "صلوا لكي نسلم من الشر والاشرار."

في عيد الفصح، دعونا نصلي بحرارة لإنقاذ كل المضطهدين.

رابط المقال

http://www.cnn.com/2015/04/03/living/last-easter-iraq/index.html

  كتب بتأريخ :  الأحد 05-04-2015     عدد القراء :  2886       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced