الجذور الفطرية للإنسان
بقلم : عصام الطائي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

معنى الفطرة

1ـ الفطرة تعني البداهة وهي تساوي المعقولية فالأمر البديهي هو الأمر المعقول وخلافه الأمر غير المعقول وهنا نقول ان البداهة أمر معقول .

2ـ الفطرة بمعنى كون الإيمان بالله عن علم حضوري أو يعبر عنه بأنها إحساس باطني رغم انه قد يغيب عن الذهن والمقصود من الفطرة هو المعنى الثاني .

وقد يرى البعض ان مفهوم التأليه غير فطري وانما هو نتيجة جهود طويلة من المشخص إلى المقدس إي من الحس إلى المجرد لذلك يحاول بعض علماء الاجتماع ادعاءا بان مفهوم التأليه غير فطري حيث يقولوا ان المجتمعات البدائية لم تكن قادرة على استيعاب هذا المفهوم لأنه مفهوم يحتاج إلى ذهنية قادرة على التجريد ومقصودهم هو ان مفهوم التأليه غير فطري ولكن من المعلوم وفق التصور الإسلامي ان معرفة الله أمر فطري ويرى البعض ان دعوة الأنبياء إلى التوحيد هو نوع من العلم المركب لا العلم البسيط لان العلم البسيط متحقق لكل إنسان من خلال الفطرة وهم ليسوا بحاجة إلى تحصيله وهذا يعني ان ما تدعو الأديان إليه هو العلم المركب الذي يحتاج إلى نظر وتفكر لهذا السبب اختلف العلماء في مدلول الفطرة فمنهم من فسرها بفطرة التوحيد ومنهم من فسرها بفطرة المعرفة ومنهم من فسرها بالإسلام وقد حصل الاختلاف قديما وحديثا ومن القدماء الشيخ الصدوق حيث اعتبر ان الله قد جعل الفطرة نقية تتقبل التوحيد اذا ما تجردت من الذنوب اما الشيخ المفيد فيقول ان الله جعل لها الاستعداد للاعتقاد .

ومن المعلوم ان لمعرفة الله جانبين:

1 ـ العلم بوجوده فوجوده معلوما مسلما بلا حاجة إلى برهان.

2 ـ العلم بصفاته وهذا مشتمل على النفي والإثبات ومن هنا قالوا ان معرفة الله تحتاج إلى نظر وتفكر.

تعريف الفطرة

الفطرة تعني الهيئة التي خلق الله سبحانه بها الإنسان .

خصائص الأمور الفطرية

أولا : ان الأمور الفطرية لا تحتاج إلى تعليم بل تحتاج إلى تنمية وزيادة فعالية وذلك يحصل من خلال الإيمان بالعقيدة الصحيحة .

ثانيا : ان الفطرة أمر باطني في داخل الإنسان .

ثالثا : الفطرة أمر ذاتي ولكنها تتأثر بالظروف البيئية والفكرية والأخلاقية على نحو السلب والإيجاب .

رابعا : لا يمكن استئصال الجانب الفطري للإنسان ولكن من الممكن إضعاف فاعليته وذلك من خلال ارتكاب الذنوب والآثام والتي تقل من فاعلية الفطرة وتجعلها تتأخر وتتخلف عن الحق .

ويتم إحياء الجوانب الفطرية عن طريق:

أولا : احياء الجوانب النظرية المتعلقة بالمعرفة وأساسها التوحيد.

ثانيا : احياء الجوانب الفطرية الموجودة في أعماق الإنسان .

ان الجوانب الفطرية في أعماق النفس ومن ضمنها الاستعداد والنزوع إلى الحق والصدق والعدالة وتظهر كلمة الحنفاء في اللغة وهي تعبر عن الشيء المائل إلى الحق والخير والعدالة وبعكس ذلك الجنف وهو الشيء المائل إلى الباطل وتطلق كلمة الملة والدين إلى الحنفية قال تعالى { فأقم وجهك للدين حنيفا } ومن المعلوم ان الفطرة شيء أصيل في الإنسان وليس مكتسب فالفطرة تحتاج إلى نفس غير ملوثة كي تقبل الحق لذلك احتاج الناس إلى الأنبياء والمصلحين حتى يتمموا دور الفطرة ويحيوا الجوانب الفطرية .

ان الأحاديث تؤكد إلى فطرية الاعتقاد بالله والفطرة تشير إلى الله ولكن الفطرة غير كافية لذلك احتاجت إلى دور العقل من خلال الاستدلال والبرهان وبهذا يثبت وجود الله والمسألة التي اختلف عليها الشيخ المفيد والشيخ الصدوق هو ان الفطرة تشير إلى وجود الله بدون توسط شيء بخلاف العقل الذي يستدل إلى وجود الله مع الواسطة وهو البرهان والاستدلال اما الدين فهو الذي يوسع معرفة الله بشكل تفصيلي بحيث لا يستطيع العقل بمفردة ان يتعرف على تفاصيل العقيدة من حيث صفات الله وتفاصيل عالم الغيب.

الفرق بين إدراك الفطرة وإدراك العقل :

ان المعرفة الفطرية لا بد ان تكون سليمة لا يشوبها شيء من الشك والتردد والظن وهناك المعرفة العقلية المبنية على الاستدلال والبرهان العقلي والفلسفي والمنطقي فيمنع العقل من الشك والتردد والظن لذلك كان اليقين الذي يتمتع به صاحب الاستدلال اقوى من الاعتقاد عن طريق الفطرة وتظهر أهمية الفطرة من خلال الشعور الفطري الذي هو أوضح درجات العلم وهو علم حضوري أشبه بشعور الإنسان بنفسه حيث تكون النفس حاضرة للإنسان ولولا الشعور الفطري لما كان هناك فرق بين الإنسان والجماد .

ومن المعلوم ان الشعور الفطري لا يكفي وحده في ان ينهض بالإنسان لذلك اقتضت الحكمة الإلهية ان يبعث الله سبحانه الأنبياء ليوقظوا الجانب الفطري فكانت فكرة الميثاق والميثاق هو عهد بين الله والإنسان يعترف العبد بالعبودية لله تعالى والميثاق من الوثاقة والشدة والربط كأن هذا الميثاق يشد الإنسان ويربطه بالطاعة الاحكام الإلهية وعلى أساس هذا الميثاق يتم الاعتراف بالعلاقة التكوينية والعلاقة التشريعية بين الله والإنسان على صعيد التكوين باعتبار الله تعالى خالقا وباعتبار العلاقة التشريعية هو الاعتراف بالحاكمية لله تعالى وهذا الميثاق هو أساس دعوة الأنبياء حيث ذكروا الناس بهذا الميثاق والميثاق هو الأمانة الإلهية التي حملها الإنسان .

القيمة الاجتماعية للميثاق

فالعهود والمواثيق هي التي تحفظ التوازن الاجتماعي في علاقات الناس بعضهم بعض سواء أكانت هذه العلاقات شخصيه كالعلاقات الزوجية أو كالمعاملات العقدية بين الناس او علاقات الحرب والسلم أو العلاقات بين الدول ويتمخض عنها الوفاء وهذه الالتزامات تارة تكون بالعهود وأخرى بالميثاق او المعاهدة وان الامتناع عن الوفاء يعني ان العلاقات تنقطع وان الفردية تحكم المجتمع وان نقض الالتزامات يعني انهيار المجتمع لذلك تظهر قيمة ارتباط الإنسان بالميثاق مع الله تبارك وتعالى من خلال مبدأ العبودية والتي تجعل الإنسان يحافظ على كل الالتزامات والمواثيق ومن يجحد بالله فسوف يسهل عليه ان يفك كل عهد او معاهدة وبهذا تظهر القيمة الإنسانية للعهود والمواثيق والأعراف والعقلاء من الناس تقر بضرورة الالتزام بالعهود والمواثيق ولكن الإسلام يزيد من فعالية هذه العهود من خلال الضوابط الاخلاقية والشرعية.

  كتب بتأريخ :  السبت 25-04-2015     عدد القراء :  1845       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced