الخطابات العراقية المتضاربة والإدارة الأمريكية
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

بعد اربعة اسابيع لا اكثر، يكون قد مر سنة كاملة على الغزوة الداعشية التي اخترقت العراق . ولا زالت هذه القوى المعتدية الغاشمة ، تمسك الأرض وتشكل خطورة على مناطق اخرى من العراق . ورغم  دحرها هنا وهناك في معارك عدة ، بيد أنها تجيد المناورة واتباع خطط الكر والفر ، كما نشاهده اليوم في محافظة صلاح الدين  ، حيث لا زالت القوات العراقية  التي حررت مدينة تكريت ، تواجه قوة داعش في المنطقة . ونجد بأن القتال في مدينة بيجي لا زال قائماً . وتفيد الأنباء بأن 80% من مصفى النفط هناك لازال تحت سيطرة داعش .

وأما في محافظة الأنبار ، فالوضع اكثر رداءة . وأن تقييم الوضع العسكري هناك لا زال ضعيفاً . وداعش يشكل تهديداً على المنطقة برمتها ، حتى علت اصوات الإستنجاد بالحشد الشعبي وبالتسليح الأمريكي .

كما أن في محافظة ديالي التي اعلن عن تحريريها ، لم تزل فيها صور اخرى مروعة يمثلها الداعشيون في حملة من قتل الأبرياء والتفجيرات اليومية ، في اماكن عديدة لزعزعة الوضع الأمني هناك .

كل الدلائل تشير الى أن القوات العراقية  ، غير قادرة على حسم الأمر مع الغزاة وازاحتهم من مواقهم بشكل حاسم وطردهم ، طالما كان البلد رهينة التباعد بين القوى السياسية الفاعلة في المواقع الرسمية بالإضافة الى الحساسية المستشرية في اوصال المجتمع المبتلى بحمة الطائفية اللعينة التي تشكل عاملاً قوياً في تمزيق وحدة العراقيين . نقول في هذا الصدد ، بأن الخلافات السياسية ، اسقطت في يد العراقيين واضعفت من عزمهم في دحر العدو وتحرير ارضهم .

وامامنا اليوم مشاهد التخبط لدى المسئولين العراقيين في مطالبة العون من امريكا لإستدراك الوضع الصعب في مقاتلة داعش . وحتى في هذه الأيام الحرجة ، يعبرون عن خلافاتهم التي تقف وراء محنة العراقيين اصلاً ، حيث تتوالى وفودهم لمواجهة الرئيس الأمريكي اوباما ، وكل وفــد  ينفرد بما له . وكأن ما ذهب من اجله ، ليس الاّ مسألة خصوصية .  الوفد السني يطالب بتسليح ابناء السنة مباشرة ، شريطة الاّ يكون عن طريق الحكومة العراقية ، كما ورد هذا كذلك في طلب الأكراد من خلال وفدهم . والسيد حيدر العبادي كان قد رفض هذا الإجراء في لقاء له للرئيس الأمريكي بوش ، واعتبر مثل هذا الطلب غير قانوني على اقل تقدير إن لم يكن التفافاً على حرص وحدة العراق .

ونفهم من هذه المطالب ، بأن كل وفد يمثل انتماءه الكتلي او التنوعي بدلاً من تمثيل بلاده . هذا هو الواقع الذي يتصدى به العراقيون للعدو الذي لا زال يديم المواجهة مع كل القوى العسكرية المعبأة لمحاربته . ويتمركز في مدينة الموصل التي جعل منها عاصمة لدولته ، ولا نسمع ممن يكابرون فــي قــرب  تحـريريها ، سوى التطيّــر  وسط تصاريح وتقديرات قادة عسكريين حول عملية تطهير هذه المدينة الكبيرة  بأنها تتطلب وجود جيش في غاية التسليح ، ثم يمتلك قدرات ميدانية من كل النواحي ، من حيث التدريب والتسليح ومختلف الإستعدادات المطلوبة ، لخوض حرب المدن مع عدو شرس مدرب ، ويجيد المناورة ويتحلى بروح قتالية عالية ، تؤهله التشبث بهذه المدينة الكبيرة التي دانت له ليوطؤها بمنتهى السهولة .

فكيف يمكن تصور موقف امريكا من قضية شعب ، تحمل مطاليبه كتل من ابنائه وهي في حالة من التنافر عن بعضها ، وتتسابق في نيل العون ، كل منها على حِدا . وكأن لكل منها قضية منفردة ..!!

هذه هي الشعرة التي قصمت ظهر البعير . وسوف يكون لهذا التصرف انعكاسه السلبي على وحدة الصف في مقارعة العدو ، وعلى ادامة مقاومته بجبهة قتالية موحدة وحسم المعركة معه . وبالتالي سينجم عن ذلك خسارة تاريخية للعراق وشعبه.

واما الإدارة الأمريكية التي تُحمَلُ اليها مثل هذه الطروحات او ( الشكاوى ) ما المطلوب منها عمله وكيف  يتنسى لها النظر في مثل هذه المطالب دون المساس بمصلحة اي وفد لصالح الآخر. ؟ وهل من حقها فرض على دولة العراق  ، تصرفٍ ينذر بإشاعة نهج تعدد الإرادات والتمسك بالأقلمة في تحديد مصير شعب موحد ..؟ الهم الاّ  إذا اخذت بعين الإعتبار التصعيد  الذي تدعمه  ايران في اليمن والذي يدخل في حسابات امريكا وحلفائها  ( السعودية ودول الخليج ) كجزء من مساعي ايران ونواياها  التوسعية في  المنطقة .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 11-05-2015     عدد القراء :  1812       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced