في طريقي الى الجنة...
بقلم : نوفل كريم جهاد
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

حدث لي بعد موتي أن ألتقت روحي الهائمة في الملكوت الأعلى والسابحة في طريقها صعودا الى السماء بأنتظار يوم الحساب بأرواح أخر هائمة هي أيضا في الملكوت الأعلى وسابحة في السماء صعودا للقاء رب العالمين ..

و أستبشرت خيرا و أنا على الصراط في طريقي الى جنة رب العالمين..! وساعدني الحظ أن أكلم روحا هائمة سابحة مثلي في عليين... وهنا نص ما جرى من حديث بين الروحين ...

حيث ألتقيت روحا شابا جاوز بقليل العشرين .. سألته بفضول : يبدو أنك رحلت مبكرا عن الدنيا أيها شاب المسكين..! وتركت أهلك وأمك في مشهد حزين ..!

لكن لا عليك تلك مشيئة الله تعالى ولا راد لأمر الله خير الحاكمين..

أجابني مبتسما : لا لا لم تكن فقط مشيئة السماء ولا مشيئة خير الحاكمين .. بل هو موتي الجميل الذي أخترته أنا قبل حين .. فكانت لي أيذانا لخلاصي من الدنيا الفانية والحمدلله أني مت من المسلمين ..!!

أستغربت وقلت: كيف أخترت أنت ميتتك يا فتى .. هل أنتحرت ..أو بالماء قفزت ..أم ضربت نفسك بالسكين ..؟

أجابني مبتسما أيضا : لا لم أقتل نفسي عبثا لا بأنتحار ولا بماء أو طعنا بالسكين .. بل قتلتها في سبيل الله رب العالمين.!

قلت له متعجبا : في سبيل الله..! كيف تقتل نفسك في سبيل الله و الله هو أرحم الراحمين؟!

وهل الله يحتاج دمائك ودماء الأخرين .. أم هو اله وثني تقدم له القرابين ..!!

فأنا لم أجد ذلك لا في الدين ولا في سيرة محمد سيد المرسلين..!!

أجابني : هو الجهاد .. كما قال أميرنا المجاهد سيد العارفين ..!

قلت : أي جهاد تقول أنت وقد أنقضى قتال المشركين .. وأنتهت كل معارك المرتدين .. و ولى زمن حروب الصليبيين !!

فماذا تريدون الأن يا مسلمين ..؟ ولماذا أنتم للدماء مهرقين ..!!

أجابني الشاب : نعم أنه الجهاد .. ولكن الجهاد الذي أحدثك عنه ليس جهاد غابر الأيام والسنين.. بل أنه جهاد القرن الحادي والعشرين !

جهاد قتل كل الكفره من المسلمين .. فلا شأن لنا مع الاخرين ؟ وأستطرد قائلا :

فأنا والحمدلله فجرت نفسي في السوق في عملية أستشهادية مباركة حيث كان الناس مجتمعين !!

فجرت نفسي وهتفت ..الله أكبر الله أكبر ، بأعلى صوتي ونطقت الشهادتين !!

وقتلت فيهم الكثير الكثير من الباعة والناس المتجولين !!.

هذا ما أمرنا به الأمير شيخ المجاهدين !!

بأندهاش قلت له : وهل الجهاد الأن هو القتل بين المسلمين ..!!

وهل تفجير الناس الأبرياء والمستطرقين هو من أفعال الأبطال الميامين..!!

عجيب أمركم والله يا خير أمة أخرجت للعالمين !

ألتزمت الصمت لبعض الحين .. وأنتابني شعور بالرعب والغثيان وأنا أتطلع لروح هذا الشاب في العشرين .. و أتسأل هل هو أم ضحاياه هم المساكين..!؟

حيث أراه مبتسما واثقا من أنه سيحشر بكل فخر مع الأنبياء والصديقين...!

قلت له : أراك مبتسما , ترى بماذا تفكر يا فتى العشرين.. وهل تعلم ماذا ينتظرك عند الله رب العالمين ..؟!

بكل ثقه أجابني : الوعد الحق بالطبع ينتظرني حيث جنة رب العالمين .. تلك التي تسر الناظرين..!!

جنة تجري من تحتها الأنهار وأخوتي في الجهاد هناك على الأرائك متقابلين !!

أجبته : لكني أعرف أن الجنة مسكنآ أزليآ للصالحين.. ولكل من زرع المحبة بين الناس عبر حياته لسنين ...

الجنة يا فتى هي مثوى لكل الناس الطيبين . ولكل من عمل الخير للأخرين ..

قاطعني قائلا : الجنة هي لنا فقط نحن المسلمين .. ولأننا نحن الفرقة الناجية في هذا الدين .. نعم نحن الفرقة الوحيدة الناجية في هذا الدين !

هكذا سمعنا من الأمير شيخ المجاهدين ..؟! وقال لنا أنتم الأستشهاديين..أبشروا حيث تنتظركم في الجنة حور العين ..!

لكل واحد منكم في الجنة هناك من الجواري سبعين .. نعم سبعين !!

بأشمئزاز قلت له : وهل هذا سبب كاف يدعوك لقتل الأخرين .. وجعل الأطفال يتامى أو معاقين؟

هل فكرة أشباع رجولتكم جعلتكم لهذا الحد مهووسين ..؟!

كيف لكم قتل الطفل والعجوز والناس تمشي في الأزقة أمنين..

فقط لمجرد رغبتكم بكأس خمر السماء يطوف بها ولدان مخلدين !!

أجابني بغضب : أسكت ولا تقل كما قال من قبل الكافرين .. والا... فجرت نفسي ثانية فيك وقتلتك أنت و كل من حولي من الأرواح هنا في الملكوت الاعلى هائمين !! وجعلتكم أشلاء متناثرة و أرواحا متمزقين..!!!

وفي الحقيقة التي لا أخفيها عليكم أيها القراء الطيبين هي أنني هنا تملكني الخوف حقا..

وتوجست أن أكمل حديثي هذا مع أحد هؤلاء المعتوهين ..

وسكتّ وفوضت أمري لله لرب العالمين!!

وألتفت ذات الشمال وذات اليمين .. ورأيت مجموعة من الملائكة يتوشحهم البياض مع أشعة الشمس قادمين .. أستوقفتهم وناديت : أهذا هو طريق الجنة ..؟

وهل نحن حقا على الصراط سائرين ...؟! أم هي كذبة ونحن واهمين ..؟!

سألتهم قائلا : كيف لي بحق الله خير الحاكمين أن التقي وأنا بطريقي للجنة مثل هؤلاء المجرمين.. الذين هم عن الدين و الأنسانية خارجين ..؟!

أذا كان طريق الجنة هذا مليء بمثل هؤلاء فأرجوكم دعوني أسلك طريق جهنم و أكون من الهالكين..!

أجابني كبير الملائكة بصوت حنين...أطمئن ، أطمئن أيها الأنسان وكن من الصابرين ..

هناك ينتظركم بالتأكيد يوم الدين.. حيث هو حساب الحق .. حساب رب العالمين.!

وقال لي ملاك أخر قول رسول الرحمة محمد الأمين :

" من ظلم قيد شبر من الأرض خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين ".. !!

حينها هدءت من روعي وأطمئنت روحي.. وتيقنت فعلا أني في طريقي الى جنة رب العالمين..

وتمتمت قوله عز وجل : {*أن المتقين في مقام أمين* }

..وقلت في نفسي فعلا الجنة هي للمتقين ذاك المقام الأمين ...

عندها وبصوت جهوري واحد هتف كل الملائكة مجتمعين ..

قوله تعالى في القرأن الكريم : {*وما أرسلناك الا رحمة للعالمين*}..

والرحمة الرحمة في خلق الله يا مسلمين...!!

هذا ما حدث لي و أنا في طريقي الى الجنة .. ! جنة رب العالمين ..!!

والحمدلله رب العالمين ...........!!!!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 13-05-2015     عدد القراء :  1725       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced