كريم شارزا ...بدأ شاعراً ثورياًواصبح باحثاً وموسوعياً حافظاً لتاريخ كرد وكردستان
بقلم : شه مال عادل سليم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

من علمني حرفأ صرت له عونأ :

الغائب الحاضر كريم شارزا ( 4 اذار 1928 ـ 23 ايار 2015 ) :

فجعت في الأيام الماضية بوفاة الكاتب والشاعر والباحث والمؤرخ الكردي المعروف (كريم مصطفى حمد اغا الحويزي) المعروف بـ( كريم شارزا ) مواليد مدينة الشعراء والثقافة والنضال ( كويسنجاق ), وهو شقيق الشاعر الوطني الكبير( احمد دلزار) والشاعرة والمناضلة ( خديجة مصطفى اغا الحويزي ) المعروفة بـ (خوشكة فريشتة )...

لقد آلمني هذا المصاب الجلل، و أفجعني هذا الخبر، كيف لا ؟ والفقيد كان منارة علم، استضاء بها الادباء والكتاب والشعاراء والمثقفين ، ممن تتلمذ على يديه، وأخذ العلم عنه .

كان الراحل بحقٍ معلمأ وقدوة للجميع، مؤثراً في شخصية من تتلمذ على يديه، فلقد كان متميزاً في تدريسه، راقياً في تعامله، متواضعاً مع طلابه، أحبهم فأحبوه، تواضع لهم فأجلّوه .....

لقد تلمذتُ على يديه وكنت من احد الطلاب الذين درّسهم المؤرخ والباحث الراحل مادة ( اللغة الكردية والنشيد ) في مدرسة (هلكورد )الابتدائية في أربيل ، كان الفقيد متواضعأ ومخلصأ لعمله ووطنه وشعبه ، وهو اول من علمني الاناشيد والأغاني الوطنية منها ( اي رقيب , خواية وه ته ن ئاوا كه ى , ئەی کوردینە ـ ئه ى مه ردينه , و واناشيد وطنية كثيرة اخرى ) ....

بدا الراحل (كريم شارزا )حياته الادبية والثقافية منذ الصغر, فكان يحضر اللقاءات الشعرية التي كان يعقدها الشعراء الكرد الكبار ,و كان شقيقه الشاعر الكبير (احمد دلزار) احد الشعراء المشهورين وقتئذ بمعنى انه تربى في بيئة فنية وثقافية وادبية خصبة ...

كان الراحل تربوياً مُقدِساً لمهنتة مراعياً ومحترماً للنظام والتنظيم , رجل بسيط لكنه كبير في أعيننا بحُسن خُلقة وتواضعه واخلاصه لمهنته وقلمه الحر والشجاع والصادق, كان يحمل في قلبه الكبير هموم وطنه وشعبه وطلابه وتعامل مع الجميع كأخوة ، كان حقأ انسان بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني الأنسانية الممزوجة بالرعاية والحنان الأبوي ......

كريم شارزا مدرسة ستظل ابوابها مفتوحة الى الابد :

حظي المؤرخ (كريم شارزا )وهو احد مؤسسي اتحاد الكتاب الكرد ـ فرع اربيل , حظي بأهتمام العديد من الكتاب والباحثين والشعراء ، الذين أشادوا بدوره الكبير في أستجلاء تأريخ الكرد وكردستان وفي شتى ميادين العلم والأدب والتأريخ والثقافة ، وقيموا عاليا بحوثه ومؤلفاته الريادية ، التي فتحت أبوابا واسعة أمام المؤرخين الآخرين من جيله و الجيل اللاحق ويمكن القول أن معظم من كتب عن التأريخ الكردي القديم والثورات الكردية والمعاهدات الدولية المتعلقة بالقضية الكردية وعن الشعراء والسياسيين عموما وتأريخ مدينته كويسنجاق خصوصا في العقود الأربعة الماضية قد نهل من مؤلفات وابحاث مؤرخنا الشيء الكثير.........

لقد الفت (كريم شارزا ) عشرات الكتب واتسم اسلوبه بالموضوعية والرصانة العلمية والمصداقية ، وعليه تميزت كتب المؤرخ ( شارزا ) بالاعتماد على الوثائق التاريخية والآثار والشواهد المادية ....

للراحل بصمة واثر كبير على العلوم التاريخية والتراثية لكرد وكردستان ,حيث كان له قلم لم يتوقف عن الكتابة عن كل ما يخطر له من حدث او اثر, نعم كان ( شارزا )بمثابة موسوعة معارف ثقافية , سياسية , تاريخية , اثرية , حيث كرس حياته من أجل تدوين تأريخ أمته ووطنه على أسس علمية دقيقة وعليه ذاعت شهرته واصبح مرجعاً للكثير من طلبة الدراسات العليا والباحثين في مجالات التأريخ الكردي، ويشهد الجميع على وقفة الراحل بكل صلابة امام الاعداد الذين حاولوا تشوية التاريخ و وقلب الحقائق ....

اقول وبكل صراحة : ايها المعلم الشامخ , ان طلابك تعلموا منك الكثير الكثير ، وخاصة كاتب هذا المقال،

نعم ....لقد تعلمنا منك الصدق والاخلاص والقيم والاخلاق الحميدة و روح الامل الطموح وحب والوطن والولاء والانتماء لهذه الارض الطيبة ، واكتسبنا من خبرتك الطرح العلمي والمعرفي .....,و غرست فينا حب الوطن والتضحية في سبيله منذ الصغر حين كنا تلاميذ في المراحل الدراسية الابتدائية ....

بهذه المناسبة الحزينة اقول : برحيل الباحث والكاتب الكبير ( كريم شارزا ) فقد الجميع رمزا نضاليأ وثقافيأ وإنسانيأ واجتماعيأ كبيرأ , كما يشكل رحيله خسارة وطنية كبيرة .... , نعم خسارة فادحة للمشهد الثقافي و الابداعي في اقليم كردستان لما مثله الراحل من حضور نضالي طوال عقود ,و كان صوتا مدويا في سبيل النضال و تحقيق الاهداف الوطنية الحقة ....

سنظل ندين لك بالفضل والوفاء .....وستظل القلوب تحمل ذكراك الخالدة ايها المربي الفاضل ....

وستبقى عطاءاتك الخيرة شمسا ساطعة يستدل بها القاصي والداني على عظمة شخصك وحنان قلبك واخلاصك وتضحيتك .... وقوة إيمانك من اجل انتصار قضية شعبك العادلة .....

فوداعأ ... ايها المعلم والمربي والمؤرخ والباحث الكبير ...,ستبقى نصائحك الثمينة وارشاداتك القيمة وارائك السديدة و سيرتك وتاريخك الوطني المشرف نبراسا يضيء لنا دياجير الظلام ......

ايها المعلم الشامخ .... اسمح لي ان اقول لك : ان هذة الكلمات ماهي غير نقطة في بحر عطائك الذي لا ينفذ ابدأ .... ومهما تحدثنا وكتبنا من الصعب ان نوفيك حقك ....

ورغم فراقك الابدي ...سنظل نتذكر دروسك ونصائحك ومفاتيح المستقبل المشرق ....,و الكثير الكثير من الدروس والعبر..,وسنظل ندين لك بالفضل والوفاء الى الابد , وستبقى مرشدنا ومعلمنا ومثلنا الأعلى الذي نحتذي به .....

لم يبقى لي الا ان اقول : برحيل المعلم( شارزا )فقدت كردستان علماً من أعلامها و قامة سامقة من قامات الإبداع والفكر ..

اتمنى على الجهات المعنية تكريم الباحث الكبير (كريم شارزا )من خلال طبع نتاجاته ومؤلفاته القيمة ،نشرها،ودراستها،و إقامة مركز ثقافي يحمل اسمه ويحتفظ بمؤلفاته ودراساته الابداعي .

ستظل انجازاتك تجدد خلودك،وتمنح الكثيرمن الاجيال القادمة حق الاستمتاع والتعلم ،و النهل من تجربتك الغنية ،والاستفادة من نتاج عبقريتك الفذ ....

سيبقى ( كريم شارزا ) حاضرا في إنتاجه الادبي والثقافي ولن تنساه الذاكرة عبر الاجيال القادمة كلها .

عزاؤنا لجميع أبنائه وطلابه واصدقائه واحبائه ...

عزاؤنا لعائلته الكريمة.....

لك المجد ايها المربي الفاضل , وسوف نتذكرك بكل كلمة وجملةٍ حَفرت في ذاكرتنا علماً ومعلومة أستفدنا, وستظلّ ذكراك نبراساً وعلماً يفوح منها الطيب .....

وداعا ايها المربي الفاضل وعهدا بالوفاء ......!!

  كتب بتأريخ :  الخميس 28-05-2015     عدد القراء :  1584       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced