هناك مثل قديم يقول --- (( خذوا العبرة من رؤوس الثيران واستلهموا الحكمة من شيوخ الديوان )) ومثل اخر يقول --- خذ الشورمن رأس الثور . ...وهو يقصد به خذ العبرة من رأس الثور وما جرى له حين علق في الجرار.... واصل القصة هي ......
كان (( ثور )) يتجول في احدى القرى الريفية فوجد خلال تجواله في القرية جرار مليء بالماء يستقي منه اهالي القرية ليشربوا منه ويقضون حاجاتهم فيه فليس لهم مورد غير هذا الجرار.... فحاول الثور أن يدخل راسه لكي يشرب الماء ويطفيء ضمأه ... فوجد فوهته ضيقة تعذر عليه ادخال راسه فيه بسهولة ولشدة عطشه حشر رأسه فيه حشرا و بقوة حتى استطاع أن يدخله في الجرار فشرب الماء حتى ارتوى وارتاح.. فلما اراد ان يخرج رأسه منه تعذر عليه ذلك رغم كل محاولاته البائسة (( فدخول الحمام ليس كالخروج منه )) فعندما حشر رأسه كان حر طليق وبكامل قوته أما الان فهو مسلوب الارادة لاحول له ولا قوة فهو (( حبيس ضعيف )) فاخذ يصرخ ويخور حتى جاءه اهالي القرية والتفوا حول الجرار لاخراج راس الثور وإنقاذه من محنته التي تورط فيها... غير ان جهود أهل القرية جميعها باءت بالفشل الذريع... فتداولوا في الامر فيما بينهم فقرروا الذهاب الى حكيم القرية وشيخها الجليل يستشيروه بما يجب ان يفعلوه لاخراج رأس الثور واستعادة جرارهم كي يشربوا منه الماء.... فحضرالشيخ الجليل والفيلسوف الحكيم ودرس الموقف بامعان... فاعلن عن رايه السديد وفكره الثاقب النير العتيد... وقال للحشد الغفير.... ليس هناك مفر لتخليص الثور من محنته سوى فصل راسه عن جسده فأتوني بفارس مغوار وبيده سيف بتار.. فجاوا له بما اراد فأمره بقطع راس الثور فاجتزه على الفور .. فنظرالى ما فعل فراى ان راس الثور لا زال محشورا في الجرار والثور قد ذبح ومات ولا زالت المشكلة قائمة بلا حل ... فقال لهم ليس لكم سوى كسر الجرار لاخراج رأس الثور منه فكسروا الجرار فإندلق منه الماء ومعه رأس الثور الذبيح (( فلا حضت -------------- ))...والسلام...!!!