هكذا التقيت الخلفاءالراشدين..!
بقلم : نوفل كريم جهاد
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

حدث لي أمس وانا أتجول في أزقة التأريخ عبر الزمن أن أوصلتني قدماي لمسجد الرسول في المدينة .. وهناك شاهدت بالصدفة بعض رجالات المسلمين .. رأيت بأم عيني

أبا بكر وعمر وعثمان وعلي ، رضوان الله عليهم أجمعين.. بهدوء وتواضع على الأرض معا جالسين .. متقابلين من بعضهم البعض وبكل محبه مبتسمين .. يتبادلون الحديث ويتداولون أمور المسلمين .. عندها و بكل وجل توقف الزمن عندي وصرت أشعر بشديد الخجل..

سألوني : من انت وما تفعل هنا ؟

قلت : انا الانسان العربي في زمن غير ذاك الزمن.. وفي موعد بدون أمل..

سألوني : من أين اتيت أنت يا اخ العرب ؟

أجبت : من مدن جف فيها الحب وزاد فيها الكرب ! مدن ترفع الأذان قبل كل صلاة و خطبة وتقتل أبنائها بعد كل صلاة وخطبه !

أستغرب القوم من كلامي وقالوا من جديد : ويحك ..هل انت فعلا من ابناء عمومتنا العرب ؟!

أجبتهم : نعم نعم ، انا من أبناء أمة الأسلام و العرب .

قالوا : تفضل وأجلس يا اخ العرب . وما بال الحزن يبدو على محياك ؟ هل هو تعب الدرب..أم مشقة السفر..؟

قلت : لا والله ليس تعب الدرب أو مشقة السفر.. بل هو الذعر والضيق من حيث أتيت ولا أدري اين المفر..؟

فقد جئتكم هاربا من مدن الخوف والغدر و القهر.. جئتكم لاجئا أنشد المحبة والايمان في البشر !!

قالوا مستغربين : على رسلك .. ماذا تقول ؟ وهل أصاب الجنون أمة العرب ؟!

لم أجب ، سكت وطأطأت رأسي خاضعا ، وبكل صمت بكيت..!!

قالوا لي : رويدا رويدا اهدأ وخذ لك شربه من الماء او اللبن .

جلست صامتا ومن حولي الأربعة الراشدين .. نحدق في بعضنا البعض مستغربين !!

بادروني : من أي زمن قدمت أنت يا أخ العرب ؟

قلت : من زمن عربي حزين ..انا من أمة العرب و المسلمين ، أمة فقدت الكثير من الاخلاق و الدين .. امة تنازعت وتفرقت وتقاتلت في القرن الحادي والعشرين .. أمة ظنت واهمة أن الانسان يتربى فقط بالدين . ولكني أسأل بالله عليكم : انما جئت لأتمم مكارم الاخلاق.. أليست هي مقولة محمدٍ سيد المرسلين ..!! فأين هي تلك المقولة التي تختصر كل الدين ..!!

قلت لهم أعذروني فأنا هو ذاك الانسان العربي التَعِبُ من الأنين ..مثقل بالماضي وأذبح بالحلال يوميا على يد المسلمين .!

ولكن لي سؤال لكم يا قدوة المسلمين ؟

تفضل وقل ما عندك أيها الانسان العربي المسكين ..؟

قلت لهم : من منكم من الشيعة .. ومن منكم من السنة في هذا الدين ..؟ من منكم أيها الخلفاء الراشدين ، سَـــب وشَتم و قاتل الآخر ليتولى رقاب المؤمنين ..؟

عجيب كيف لي أن أراكم الان معا بصدق ومحبه متأنسين..!!

أستغرب الرجال وهم يتطلعون الي بين الشك واليقين ..؟

قلت لهم : نعم هكذا وصلنا الخبر عنكم عبر كل تلك السنين... بأنكم ، أنتم فيما بينكم متكارهين.. بأنكم انتم فيما بينكم متقاتلين .. بأنكم أنتم عن الحق مارقين .. وبأنكم أنتم أنتم من شق صف المسلمين ؟؟

هذا ما قرأنا في التأريخ والصحف ومرويات المحدثين ..!! بل وصلنا بأنكم لن تكونوا معا في الجنه مجتمعين .. ولن نراكم يوما على الأرائك متقابلين !

وما يؤرقني هو .. هل حقا أنكم متخاصمين ..؟

أجابني بدفء كبيرهم أبا بكر الصديق : ما تقول يا بني .. اي شيعة واي سنة في هذا الدين .. فنحن بأختصار لله مسلمين !!

أستغرب الفاروق عمر وبكل حزم قال : ويحك يا فتى .. اي شيعة وأي سنة في هذا الدين .. فنحن بأختصار لله مسلمين !!

عندها صرخت : أنا تائه فيكم .. تائه منكم .. تائه بسببكم.. ويُقتل أبناء جلدتي بأسمائكم وأسم الدين .. !!

عندها أبتسم عثمان ذو النورين وقال : نحن لانعرف هنا اي سنة واي شيعة تقول أنت في هذا الدين فنحن بأختصار لله مسلمين..!!

قلت : بلى والله و انتم لا تعلمون نحن من بعدكم صرنا شتات متفرقين .. صرنا سنة وشيعة متقاتلين.. يذبح بعضنا البعض في حرب لا يُعرف فيها المنتصر ولدمائنا مهرقين..!!

هنا ألتفت و أجابني بكل حكمة علي أمير المؤمنين : لا نعرف عن أي سنة او شيعة تتحدث انت في هذا الدين .. اننا هكذا نحن لله مسلمين .. أسمع يا أبن القرن الحادي والعشرين أرجع من حيث أتيت وبلغ عني وعن أصحابي كل الخير..و أقرأ سلامنا لكل المسلمين وأخبرهم أننا على عهد الرسول محمد لم نزل باقين ..لم نزل باقين ..

وأستطرد علي أمير المؤمنين بهذا القول الحكيم : اعلم انت وجميع المسلمين أن الناس كل الناس صنفان أما نظير لك في الخلق أو أخ لك في الدين ...!!!

عندها تملكتني السكينه وتعثرت كلماتي مني وأصبحت من الخاشعين ..

وهكذا أنتهى اللقاء وغادرت أنا التأريخ راجعا لزمني هذا الحزين ..

وتركت الصحابه في مشهد من المحبة و الود داخل المسجد جالسين .. وأبلغوني نقل الامانة هذه لكم حقنا لدماء المسلمين حيث هتف بصوت واحد كل الخلفاء الأربعه الراشدين .. أسمعوا و اعوا جيدا يا مسلمين : أننا نحن لم نكن يوما متخاصمين .. لم نكن متخاصمين ..!!

وهكذا التقيت أنا الأنسان العربي المسكين عبر الزمن الخلفاء الراشدين... صدقوني او لا تصدقوني.. فقد اكون أحد الحالمين.. ولكني بالتأكيد لست من المجانيين . .

وكان الله تعالى يحب المحسنين ..

  كتب بتأريخ :  الخميس 11-06-2015     عدد القراء :  1470       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced