أين اخلاقكم من اخلاق رئيس الوزراء الفنلندي ؟
بقلم : جمعه عبد الله
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

امام محنة تدفق اللاجئين باعداد كبيرة بالهرب بعدما ضاقت بهم السبل في بلدانهم , التي صار جحيم مدمر , واصبح المواطن عبارة عن حطب لادامة مشاعل النار والحرائق , ولكن هذه النجاة لها ثمن باهظ , حيث اصبحوا طعماً البحر للغرق والموت , لهذا صدم الضمير الانساني العالمي الحي , امام المأساة المروعة لطفل السوري ( ايلان ) . الذي قذفته امواج البحر جثة هامدة الى اليابسة , وقد روعت هذه المحنة وهزت الرأي العام العالمي بالتعاطف والتضامن , لمأساة اللاجئين الذين يبحثون عن قوارب النجاة لحياتهم ومصيرهم , فقد وقفت بحزن المستشارة الالمانية ( ميركل ) وهي تبكي امام اللاجئين , وطالبت المانيا وبلدان الاوربية , باحتضان اللاجئين وتقديم كل اشكال الدعم والمساعدة , وفتحت الحدود لاستقبال اللاجئين . وكذلك عبر عن الاحباط والصدمة العنيفة لهذه المأساة الانسانية رئيس الوزراء الفنلندي , وهو يعرض منزله الخاص لاستضافة طالبي اللجوء , ودعا الفنلندين الى تقديم كل اشكال التضامن والدعم والمساندة , والوقوف الى جانب محنة اللاجئين , وكما عبر الكثير من الزعماء الاوربيين , بالوقوف الى جانب محنة اللاجئين وفتح الحدود امامهم والقبول بهم , كذلك قرر هؤلاء الزعماء الاوربيين , عن استعدادهم لقبول من 150 الى 200 ألف لاجئ , هذا يعبر عن احساسهم الانساني وضميرهم الحي تجاه محنة الانسان المعذب , مهما كان دينه ومذهبه وشكله ولونه , رغم انهم لا يتدخلون بشؤون الدين والمذهب ولايتحدثون عن صفوة الاديان والمذاهب , ورغم انهم في وجهة نظر ادعياء الدين الاسلامي , بأنهم كفرة وملحدين . هذا يدفعنا الى السؤال , اذا كانوا زعماء اوربا كفرة وملحدين , ويقفون بكل عواطفهم الانسانية امام المآسي والمحن , ويقدمون كل اشكال الدعم والتضامن والمساندة , الى المحروم والمعذب والنازح والمشرد والمهجر والمضطهد , والذي يشكو ظلم الطغاة , ماذا يفعلوا اصحاب الدين ازاء محنة المواطن كما هو الحال في العراق ؟ واين مواقف اصحاب العمائم من محنة الانسان العراقي ؟ واين المواقف الاحزاب الاسلامية العراقية , بعد سيطرتها على السلطة والنفوذ والمال ؟ ماذا فعلوا وقدموا للشعب العراقي ؟ سوى انغمارهم بالجشع بالفرهدة والفرهود , وبنوا جنتهم العامرة من السحت الحرام , وانغمسوا في حالات البذخ والاسراف المجنون دون وجع قلب , وانغمروا في مسراتهم النعيمية على شقاء الشعب العراقي , وطرزوا حياتهم المخملية بالدونية , وانفصلوا كلياً عن الشعب والدين والمذهب , سوى المتاجرة به صباحاً ومساءاً لبناء صرح هيبتهم ومقامهم العالي , وهم لا يتصورون بأنهم وصلوا بنفاقهم الى اسفل درجات الحضيض , بترك الشعب يعاني من معاناة القاسية والمروعة والرهيبة , وهم ينظرون دون أبالية من ابراجهم العالية , نظرة استخفاف واحتقار واهانة , كأنهم اوصياء الله على الارض , او الصفوة المختارة , طالما انهم ابناء المرجعيات الدينية العليا , , وهم لايدركون بأنهم يمرغون سمعة ومكانة ابائهم في الوحل والعار , انهم لايعرفون بأنهم غارقين حتى قمة رأسهم في البرك الاسنة بجراثيمها القذرة , وانهم تحولوا الى ضفادع الى هذه البرك الاسنة بروائحها العفنة والكريهة , انهم يتصورون بقصورهم الملوكية , بأنهم اعلى شأناً ورفعة ومقاماً من الشعب , وهم يتوهمون حين هبت سواعدهم بنهب وسرقة مافي مغارة علي بابا , بأنهم كسبوا وربحوا الخلود والجنة الابدية , وان حماياتهم بجيوشها الجرارة كافية لصمام الامان لحياتهم , وهم يرتكبون جرماً شنيعاً بحجز هذه الافواج الضخمة من الحمايات حوالي 20 ألف عنصر حماية , حسب تقرير رئيس الوزراء السيد العبادي , في الوقت الذي يخوض العراق معركة طاحنة ضد تنظيم داعش المجرم , وهو ( اي العراق ) بامس الحاجة الى هذه القوة العسكرية المحجوزة , وهي تكلف خزينة الدولة اموال طائلة عبثاً , في الوقت الذي يعاني العراق من عجز مالي كبير , نتيجة الازمة المالية , وبهذا الفعل الشائن فقدوا اخر قطرة من الشرف والاخلاق والضمير , بنعيمهم وترفهم الباذخ , في حين العوائل الفقيرة يبحثون عن قوتهم اليومي في نفايات القمامة , ولا يرق لهم قلوبهم ولاعواطفهم الميتة , ان يخصصوا جزوء ضئيل من الاموال التي نهبوها من السحت الحرام , في اطعام الفقراء والمتشردين والمهجرين , حتى يزكوا مالهم الحرام , وهم يتحدثون عن الدين والمذهب والاخلاق الاسلامية , وهم باعوا شرفهم واخلاقهم ودينهم بسعر زهيد , بشكل بائس بمثابة وصمة عار في جبينهم , انهم لايدركون بأنهم اصبحوا جراثيم طفيلية بحاجة الى مبيدات الجراثيم , حتى يتخلص العراق من قاذوراتهم النتنة والعفنة , انهم اضحوكة الزمن الاغبر , ولكن الشعب يمهل ولا يهمل , وان مصيرهم لقريب بعون الله والشعب

  كتب بتأريخ :  الإثنين 07-09-2015     عدد القراء :  1704       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced