تداعيات مقالة“لماذا الاشتراكية ؟ “ لأينشتاين...
بقلم : د. عدنان عاكف
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

في آيار من عام 1949 صدر العدد الأول من المجلة الأمريكية الاشتراكية Monthly Review . وقد تضمن العدد مقالة لعالم الفيزياء الشهير ألبيرت آينشتاين بعنوان “لماذا الاشتراكية ؟ “ عبر فيها صراحة عن موقفه المؤيد للاشتراكية، ومعارضته الشديدة للنظام الرأسمالي، واعتبره المسؤول عن الشرور التي يعاني منها العالم.

علينا أن نتذكر بان المجلة صدرت في ظل الحرب الباردة ورافقت الحملة المكارثية سيئة الصيت ضد الشيوعيين واليساريين الامريكيين. في ذلك العام أصدر مكارثي قائمته السوداء التي ضمت أسماء 250 موظف من وزارة الخارجية لوحدها من المتهمين بعلاقتهم بالحزب الشيوعي أو "من عملاء الاتحاد السوفيتي".

وجرت العادة أن تعيد مجلة Monthly Review نشر مقالة انشتاين في عدد آيار من كل عام. وفي عام 2000، السنة التي استقبل فيها العالم القرن الجديد، نـُشرتْ المقالة مع تعليق لهيئة التحرير. وقد ارتأينا ترجمة النص القصير التالي، الذي قدمت به هيئة تحرير المجلة مقالة " لماذا الاشتراكية " ؟ مع المقالة، بالنظر لحيويته وحداثته، لكونه يدل على ان الحلم الطوباوي الذي كان يحلم به رجل اختارته مجلة " التايم " المعبرة الرسمية عن النظام الرأسمالي الليبرالي ليكون " شخصية القرن "، هذا الحلم الذي يسعى من أجل بلوغه مئات ملايين البشر في ارجاء المعمورة ما يزال حيا.

“المترجم”

مقدمة هيئة تحرير مجلة Monthly Review/ أيار 2000 :

نعيد في هذا العدد نشر مقالة ألبرت آينشتاين " لماذا الاشتراكية " التي نشرت في العدد الأول من المجلة ( أيار-1949 ). وقد جرت العادة منذ ذلك الحين أن تعيد المجلة نشر المقالة في عدد أيار من كل عام، بدون أي تعليق. لكننا وجدنا ان الضرورة تستدعي نشر التعليق التالي في هذا العام، وذلك لوجود مناسبتين : المناسبة الأولى- ان مجلة " التايم " قد تطرقت في عددها الصادر في 31/12/1999 إلى آراء آينشتاين السياسية في مقالتها " البيرت آينشتاين: شخصية القرن " . أما الثانية فهي ظهور ملف آينشتاين على الانترنيت على موقع مكتب التحقيقات الفدرالية،الذي أصبح في متناول الجمهور.كان على مجلة " التايم " بعد أن اختارت آينشتاين " شخصية القرن " أن تقول شيئا ما بشأن آرائه السياسية. وقد شكل ذلك إحراجا كبيرا لها، إذ اضطرت الى الاعتراف بأن مجلة " لايف – LIFE " ، التي تعتبر شقيقتها الإعلامية ، كانت قد نشرت آنذاك صورة آينشتاين، شبيهة بالبوسترات من سلسلة “مطلوب" و أدرجته ضمن قائمة ضمت خمسين شخصية اعتبرتهم من أشهر " المغفلين الشيوعيين في البلاد ".مثل هذا الهجوم الخبيث على رجل اختارته التايم " شخصية القرن " ومن قبل مجلة تنتمي الى نفس العائلة المشتركة، يمكن أن يشكل احراجا للتايم. لذلك استبدلته بعبارة ان آينشتاين كان " حسن النية، لكنه كان ساذجا ". وهي طريقة أكثر كياسة من الإشارة اليه بكونه كان " مغفلا ". ……..

……..

ان " التايم " غضت نظرها كليا عن ذلك الشيء " الإنساني والديمقراطي " الذي كان يكمن في قلب آينشتاين. ونعتقد ان هذا الشيء هو بالذات دفاعه عن الاشتراكية. وان موقفه المعارض للمكارثية هو الذي دفع بمجلة " لايف " الى نعته بالشيوعي " المغفل ". بالفعل! لقد تجنبت " التايم " بحيرة وإحراج شديدين ان تخبر قرائها ان " شخصية القرن " كان هدفا لملاحقات مكارثي، و منذ عام 1949 كان يخضع للمراقبة المشددة من قبل مكتب التحقيقات تحت الإشراف المباشر لرئيسه يدغار هوفر، وكان لديه عندها ملف من 1800صفحة . وقد شكل نشر مقالة " لماذا الاشتراكية" " أمرا في غاية الأهمية لمكتب التحقيقات الفدرالية.

…….

……..

عند تقييمها لشخصية القرن لم تتطرق مجلة " التايم " لا للموضوع المتعلق بدفاع آينشتاين عن الاشتراكية، ولا لموضوع تشديد الرقابة عليه من قبل مكتب التحقيقات الفدرالية في المرحلة المكارثية. ونحن واثقون بأن مثل هذا الصمت والتشويه الذي تقوم به المؤسسة الإعلامية ما كان ليدهش آينشتاين. فقد كتب في " لماذا الاشتراكية ": "يضاف الى كل هذا، في ظل الظروف القائمة، وتحكم الرأسماليين المباشر وغير المباشر بأهم وسائل المعلومات ( الصحافة، الراديو والتعليم ) يصبح من الصعب جدا ( وفي واقع الأمر من المستحيل ) على المواطن ان يتوصل الى استنتاجات موضوعية، وان يتمكن من الاستخدام العقلاني لحرياته السياسية ".نحن فخورون بأن آينشتاين قد اختار الكلمات التالية ليختتم بها مقالته:" إن الوصول الى الوضوح حول أهداف الاشتراكية ومشاكلها يشكل أهمية كبرى لعصرنا، عصر التحولات. لذا فقد حان الوقت في الظروف الحالية للبدء بحوار مفتوح غير مقيد حول جميع القضايا. لذلك أعتقد بأنه سيكون لتأسيس هذه المجلة منافع جماهيرية مهمة ، في ظل " التابو " الجبار القائم حاليا..."

  كتب بتأريخ :  الأحد 29-11-2015     عدد القراء :  2349       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced