الصراع الايراني السعودي والرابح الاكبر الفتن الطائفية
بقلم : جمعه عبد الله
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

حادثة اعدام الشيخ النمر , تعني الكثير , من اوجه هذا الصراع من اجل الزعامة والنفوذ , والسيطرة على خناق بلدان المنطقة . فكل دولة سواء السعودية او ايران , كلاهما يحاول تصدير نفوذهما واخضاع دول المنطقة الى تبعيتهما وسياسه ونفوذهما , بتطويعها الى زعامتهما كالقطيع الخرفان , بالخضوع الكلي الى احدهما ضد الاخر , مما خلق هذا الوضع الشاذ حالة عدم الاستقرار والزعزعة في امن دول المنطقة . فكلاهما يتنافسان من اجل ربح الجولة بانتصار ان يصبح احدهما زعيم قائد وشرطي بالمطلق في شؤون بلدان المنطقة , فالقيادة السعودية تحاول ان تكون القوة الاولى في المنطقة والاخرين تابعين لسياستها ومصالحها الكلية , وايران تحاول بكل جهد انجاح مشروع ولاية الفقيه , ودول المنطقة تابعة لنفوذها السياسي , مما خلقوا حالة اللاستقرار او حالى تصدير الارهاب الدموي لدول المنطقة , مما ادى ان تعيش شعوب دول المنطقة في حالة تأهب واستنفار على كل الاحتمالات السيئة , ولكن هذه حالة لا يمكن ان تستمر بحالة لا غالب ولا مغلوب , لابد من اتباع نهج سياسة كسر العظم والحسم لنتيجة هذا الصراع , فكان من السعودية ان تكشر عن انيابها باستخدام القبضة الحديدية , واظهار قوتها المتنفذة , فكانت حالة اعدام رجل الدين السعودي الشيخ النمر . , مما خلقت حالة من الهياج في الشارع الايراني , فعجزت الحكومة الايرانية السيطرة عليه , فكان حادث حرق السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد , ووجدت القيادة السعودية فرصة مناسبة , لسحب البساط من اقدام الحكومة الايرانية , التي تحولت الى موقف الدفاع لحفظ ماء وجهها , مقابل التصعيد السعودي الدولي , واستثمار حالة حرق السفارة , بتأليب الرأي العام العالمي والدولي ضد الحكومة الايرانية , فكانت تتوالى الادانات والاستنكارات الدولية وبالوقوف الى جانب الحكومة السعودية , حتى حليف ايران الاستراتيجي روسيا , خذلت ايران في مجلس الامن , الذي اصدر القرار بالاجماع , بادانة واستنكار حرق السفارة السعودية والمطالبة ايران باحترام القانون والمعاهدات الدولية , رغم ان الحكومة الايرانية ادانت واستنكرت حادث الاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية , وتعهدت بتقديم الفاعلين الى المحاكم , لكنه جاء متأخراً , ازاء الدعم والاسناد العارم والمتسارع , الدولي والعربي الى جانب السعودية , فبدلاً من استثمار حالة الاعدام , بتعرية الحكومة السعودية في موقفها القمعي للاقلية الشيعية في السعودية , وتأليب الدول بالضغط على السعودية بالكف في استخدام القبضة البوليسية ضد الاقلية الشيعية , يحدث العكس وتنقلب الاية لصالح السعودية ضد ايران , حتى حالة الاعدام تراجعت الى الوراء كثيراً , وظهر للرأي العام العالمي والدولي , بأن السياسة الايرانية مصدر ازعاج وارهاب في الدول المنطقة . اما موقف العراق فأنه يحاول ان يمسك العصا من الوسط ليس لصالح احد الطرفين , بالموقف المحايد , بادانة الاعدام وحادثة حرق السفارة والقنصلية , هذا الموقف اغضب كثيراً الكتل السياسية التي تدور في فلك ولاية الفقية , وهاجت عواصفهم الهائجة بالسخط العارم , وبزوابع ورعود مزلزلة , بالضغط على العبادي واجباره بالوقوف الى جانب القيادة ايرانية . رغم ان ايران اسقطت اورقها السياسية بفشل مشروع ولاية الفقيه , الذي وجهت له لطمة صاعقة وقمصت ظهره امام دول العالم ودول العالم العربي ودول المنطقة , لذا تحاول هذه الكتل السياسية , وهم يرون حصنهم المنيع يتهاوى , امام الضغط السعودي بالانحياز لها من دول العالم والدول العربية , بحيث لم تجرأ اية دولة في العالم وفي الدول العربية ان تقف الى جانب ايران , ولكن هذه الكتل لا تعترف بالحقيقة والواقع , وتحاول ان تلعب على ورقة التأجيج الطائفي واثارة نار الفتن والنعرات الطائفية , كوسائل ضغط على العبادي في حرق اوراقه واتباع النفوذ الايراني , فقد هاجت حمية ورجولة هذه الكتل السياسية واهتزت شواربها بالزلزال المدمر , من اجل صيانة النفوذ الايراني ومحاولة انقاذ مشروع ولاية الفقيه من الفشل الذريع , بخلط الاوراق , وتاجيج الاحتقان والتخندق الطائفي , في الوقت الذي يمر به العراق من ظروف حرجة ومعقدة وخطيرة . والغريب في الامر , من هذه الكتل السياسية المتنفذة , لم تهتز شعرة واحدة من شواربهم من عمليات الاعدامات الجماعية والمجازر البشعة , التي طالت عشرات الالاف من الشباب الشيعي . لم تهتز شعرة واحدة من شواربهم من احتلال داعش لثلث الاراضي العراقية بما فيها سقوط الموصل من قبل جرذان داعش الوحوش . لم تهتز شعرة واحدة من شواربهم من القتل الجماعي والمجازر الجماعية والخطف والسبي , التي طالت عشرات الالاف من الاقليات الدينية العراقية , مثل المسيحيين والايزيديين وغيرهم من الاقليات الدينية , لم تهتز شعرة واحدة من الارهاب الدموي الذي يطال المناطق الشيعية يومياً . انه النفاق السياسي بالمزايدات السياسية الرخيصة , من اجل ان يظهروا بأنهم اوفياء الى حد الموت لولاية دولة الفقيه

  كتب بتأريخ :  الخميس 07-01-2016     عدد القراء :  2079       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced