اذا بحت اصواتكم بلا جدوى انزعوا الغطاء عنهم
بقلم : جمعه عبد الله
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

وجهت المرجعية الدينية , انتقاد حاد الى الطبقة السياسية المتهمة بخيانة المسؤولية , وبارتكاب جرائم الفساد المالي , بنهب البلاد والعباد . حتى افرغوا خزينة الدولة على حافة الافلاس الكامل , منذ ان تحكموا برقاب العراق والعراقيين بنظام المحاصصة الفرهودية , التي آلت الى الخراب والدمار والفقر والحرمان للعراق , بأنشغالهم بالغنيمة والفرهود وترك شؤون العراق والعراقيين , بذلك تحولت الدولة العراقية , الى دولة عصابات المافيا , تحكمها المليشيات الطائفية المسلحة , التي هي ذراع الحقيقي للطبقة السياسية الحاكمة , في تنفيذ مخططاتهم الانتقامية والابتزازية , واصبحت وظيفة هذه المليشيات الطائفية المسلحة , تحصي انفاس المواطنين برعب بالة الموت والقتل , وفي اثارة النعرات والفتن الطائفية , وتفجيرها بالعنف الطائفي بالاحتقان والتخندق , مما زادت حدة الازمات اكثر خطورة وتفاقماً نحو الاحتراب الطائفي المقيت . ان عجز الحكومة وشللها , سمح لهذه المليشيات المسلحة بالتطاول اكثراً عنفاً ورعباً , مما اصبح مصير العراق على كف عفريت . ولا يمكن وقف الارهاب والعنف الطائفي , إلا بتنفيذ الاصلاح ومحاربة الفساد والفاسدين , لان الفساد والارهاب , وجهان لعملة واحدة , وامام عجز الحكومة المشلولة والكسيحة بقيادة العبادي , بأنها ليس لها طاقة وامكانية في مواجهة ثعابين الفساد , الذين وجدوا في شخصية العبادي الضعيفة , ضالتهم المنشودة , في فتح شهيتهم الجائعة الى المناصب والنفوذ والى نهب وسرقة اموال الشعب , دون رقيب وحسيب , وقد خلى لهم الجو بحرية مطلقة ان يعبثوا بالعراق والعراقيين , ولا رادع يردعهم , لا دين ولا اخلاق ولا ضمير , وهم يستخفون ويستهزأون بصيحات المرجعية الدينية المتكررة المطالبة بالاصلاح . لانهم يدركون بأن المرجعية تكتفي بالمطالبة فقط , دون الحث على التفعيل والتنفيذ , او بالتصعيد في لهجة خطابها الاصلاحي , بالتحذير الفاسدين بكشف ملفات فسادهم بالاسماء والعناوين , او ان تهدد بنزع الحماية والوصاية والغطاء الديني والسياسي عنهم , وخاصة وانهم جاءوا الى الحكم والبرلمان , بمباركة المرجعية الدينية , لولا هذه المباركة , لما انتخبهم الشعب في البرلمان , وهذه المباركة بدلاً ان يصونها بالحفاظ على العهد والامانة , لكنهم حنثوا وخانوا هذه المباركة ومرغوها بالوحل العفن بالسرقة واللصوصية بالمال الحرام , وهذا يستوجب على المرجعية نزع هذه المباركة ورفع الغطاء عنهم , بهذا الشكل يكون الرادع الفعال لهم , هو الرادع الوحيد الذي ينجح في وقف انهيار العراق , وبهذا الشكل تفعل المرجعية دورها الحاسم في انقاذ العراق من الوقوع في الهاوية السحيقة المرتقبة . ان تطالب المرجعية بحل ونزع سلاح المليشيات الطائفية المسلحة , وحصر السلاح بيد الدولة فقط , ان تطالب الحكومة وتضغط عليها بكل الوسائل , باصدار قرار في ارجاع الاموال العراقية المسروقة وهي تعد بعشرات المليارات الدولارية , ومطالبة بتسليم الفاسدين الهاربين الى المحاكم العراقية . ان تدعم المتظاهرين المطالبين بتنفيذ وعود الاصلاح بشكل فعال وحيوي , هذه المطاليب كافية لعبور الى شاطئ السلامة , لان كل الكتل السياسية والبرلمانية , تبرز عضلات الابتزاز والتخريب والارهاب بوجه الحكومة الضعيفة , التي اصبحت بشخصية العبادي , لاتهش ولا تنش ولا تكش , ولا ترفع صوتها في مواجهة سرطان الفساد المالي والارهاب الدموي من كل الاطراف السياسية المتنفذة . ان المرجعية الدينية هي الامل الوحيد في انقاذ العراق , ان الاصلاحات لا يمكن ان ترى النور , بدون محاربة الفساد والفاسدين , ولا يمكن للتعايش الاهلي والسلمي ان يكون حقيقة على الواقع , إلا بنزع سلاح المليشيات المسلحة , وحصره بيد الدولة , وان العراق لا يمكن ان يخرج من الازمات السياسية والمالية والمعاشية , إلا بتوجيه رصاصة الرحمة على حكم المحاصصة الفرهودية . ان باستطاعة المرجعية الدينية ان تفعل الكثير لخير العراق وفي اصلاح الشأن السياسي , وتخيلص العراق من الجراثيم السرطانية التي احتلت العراق والعراقيين , ومن هذا المنطلق على المرجعية الدينية , ان تبحث عن وسائل اكثر فعالية في تحقيق اهدافها وتوجهاتها الاصلاحية , حتى لا يبح صوتها , يجب ان تصعد من اساليب في مواجهة مع الفاسدين بالاشكال الحاسمة والصارمة , كفى دغدغة الاذان , جاء يوم الفعل والعمل والحساب , حتى تؤدي رسالتها الدينية والسياسية والانسانية , لانها الامل الوحيد المتبقي في انقاذ العراق , عسى ان يتحقق ذلك , عسى ان لا تحبط الامال والطموحات في ابعاد العراق من السقوط

  كتب بتأريخ :  الأحد 24-01-2016     عدد القراء :  2067       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced