رسائل جاسم المطير(57 ) هدية إلى الرئيس حيدر العبادي في عيد الحب..
بقلم : جاسم المطير
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

يوم 13 فبراير 2016  اجتمع في مدينة ميونيخ الألمانية قادة دول العالم من براكَماتيين واسلاميين ، رأسماليين وعقائديين، مؤمنين بالله وغير مؤمنين، لكنهم جميعا من زعماء عقيدة واحدة هي حرية انتقال رأس المال من يد إلى يد ،بحرية وسعادة. جميعهم بحثوا كيفية القضاء على (داعش) لكنهم لم يبحثوا في (اصول داعش) ولا في مسببات وجودها وجرائمها في سوريا والعراق وسيناء ولبنان وليبيا وغيرها.

في المملكة العربية السعودية،   ينتشر الفكر الوهابي.. في جمهورية مصر العربية  ينتشر الفكر الإخواني.. في الجمهورية التركية  ينتشر الفكر العثماني.. في جمهورية ايران الاسلامية  ينتشر فكر ولاية الفقيه.. في كل هذه البلدان وغيرها تدور مناقشات حادة حول كيفية السيطرة على الرعية بالسيوف و المدافع للسيطرة على المال العام وعلى علاقة الحاكم بالمحكوم.

ثروة الدولة لمن..؟ هل هي مُلك

الخليفة أبو بكر البغدادي أم للمسلمين من اتباعه ..؟

هل هي عائدة لملك المملكة  السعودية  أم للمسلمين في نجد والحجاز..؟

هل هي مُلك الشعب الايراني أم لحكام ولاية الفقيه..؟

هل هي مُلك الحزب الاردوغاني أم مُلك الشعوب التركية المتوزعة بين الجبال والوديان ..؟

هل هي مُلك فقراء نهر النيل أم انها ملك الاخوان المسلمين..؟

منذ عهد الخلافة الاسلامية حتى اليوم  نجد  حكاماً تحت راية (الله اكبر) أو راية (لا الله الا الله)..  حكموا ويحكمون باسم الله للحصول على ثروات (الخمس والزكاة) باعتبار جبايتها وحيازتها من اولى قضايا الاسلام والمسلمين..!.

اقول  ما قاله  التاريخ الانساني كله أن 99 % من القادة الاسلاميين فاسدون في الارض، مالياً وادارياً واخلاقياً ،

فاسدون في زمان الظلام،

فاسدون في زمان الاضاءة بالزيت وفي زمان الإضاءة بالكهرباء،

فاسدون في زمان الاحتلال الاجنبي وفي زمان الاستقلال..

الحكام المسلمون من جماعة (الاسلام السياسي) يسلكون دروب النهب والسلب. تفكيرهم لا يهديهم لغير حوافز جمع المال الحرام .. حوافزهم لا ترشدهم لغير البحث عن سبل تعميق سيطرتهم على (الدولة) و (المجتمع) و(الناس) و (النسوان) بدرجة رئيسية..‍! لا شأن لهم غير البحث عن نصوص تفسير القران وعن نصوص دينية  منذ 1450 سنة  تحمل في حوارها ومضامينها صيغ تعبير الحكام  عن تمثيل الله وسيطرتهم على الامم والشعوب ..

جماعة الاسلام السياسي العراقي من القدماء والمحدثين، من السنة والشيعة ، يبحثون  قبل عام 2003 وما  بعده عن  (التمارين اليومية) لتحقيق تراكم في ثرواتهم المنهوبة أساساً من الفقراء.

عيون (الجماعة)  لا تنظر إلا إلى وراء لأن النظر إلى أمام كفر وإلحاد.  لكنهم حتى في نظرهم إلى وراء يغضون الطرف عن  مسلمٍ، عالمٍ، فاهمٍ، مخلصٍ اسمه ابن المقفع ( أبو محمد عبد الله بن المقفع  724 م – 759 م). اعتنق الاسلام وعاصر الخلافتين الاسلامية والعباسية . لم يكن اشتراكياً ولا شيوعياً ولا علمانياً ولا تكفيرياً ولا ديمقراطياً لكن اهم مؤلفاته تحدثت عن (علاقة) الراعي بالرعية  في كتابه عن (الأدب الصغير) بينما ألّف كتابه (الأدب الكبير) لتهذيب النفس الاسلامية وتعليمها كيف يقدّم السلطان الاسلامي  - خليفة أو ملك أو رئيس جمهورية أو رئيس حزب -  أعمالاً صالحة لوجه الله ..!

قادة الوهابيين التكفيرين  لم يقرؤوا الكتابين لأن أبن المقفع ليس حنبلياً..  لم يطّلع عليه قادة الاسلام السياسي الايراني لأن مؤلفه من اصول مجوسية.. لم يؤمن به الاخوان المسلمون لأن صاحبه ليس أزهرياً.. تجاهله الاسلام السياسي العراقي لأن كاتبه ليس حوزوياً .. ورفضه الاسلام التركي لأن مبدعه فارسي الاصول..!

ظل ابن المقفع صاحب مشروع يقترب ، كثيراً، من المفاهيم المعاصرة رغم أنه يحمل روح ذلك العصر ، لكن أصحاب الاسلام السياسي العراقي لم يستوعبوا تلك الروح عندما امسكوا بزمام السلطة في العراق عام 2003.. لم يستوعبوا حقيقة أن افكار هذا الرجل تحمل الروح الرأسمالية  السائدة الآن في العراق ،كله، كما يرغبون ويشاءون . كان أبن المقفع  يتكلم باسم الرأسماليين الاسلاميين داعيا الحكام - خلفاء أو ملوك أو رؤساء - إلى اقامة (دولة مدنية) وإلى اقامة المؤسسات المالية والقانونية والسياسية والعسكرية وتدعيمها  على أسس (العقلانية).

أذكّركم ،يا أيها السادة القادة، أن أبن المقفع أكّد على حقيقتين اساسيتين في تدبير امور الدولة:

الأولى: تسليم السلطة والحكم إلى (اهل المعرفة)،

الثانية: إن أحق الناس بتدبير الدولة هم (العلماء).

يا مستشار الرئيس حيدر العبادي قدّم لسيادته هديّة جديد النوع : كتاب (الادب الكبير) وكتاب (الادب الصغير) للمؤلف ابن المقفع  بمناسبة (عيد الحب) كي تضمن الوقوف على باب الجنة..!

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 17-02-2016     عدد القراء :  2769       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced