التاسع من نيسان... المنتظر!
بقلم : سامي سلطان
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

هل نحن على ابواب 9 نيسان آخر!!! ؟ في الوقت الذي تتواتر الأخبار فيه عن الحراك السياسي والشعبي الدائر في العراق ، حيث يخطو الجميع كما يبدو خطوته الاخيرة باتجاه تجسيد واقع جديد على الارض، إذ ان الازمة وصلت الى الحد الذي لا يمكن تلافي نتائجها المأساوية إلا بالتغيير فلا الحكومة قادرة على الحكم بوسائل حكمها البالية، ولا المؤسسات الدستورية السائدة قادرة على التعامل مع الواقع القائم بالعقل والمنطق، لأنها بنيت على اسس خاطئة منذ البداية، ولهذا لم تعد قادرة على التعامل مع الواقع السياسي والاجتماعي لأنها جزء اساسي من الازمة، ومن الناحية الثانية فان الشعب بكل مكوناته غير مستعد لأن يحكم بالوسائل التي تجاوزها الزمن، وعلى الرغم من التباين في وجهات النظر للسواد الاعظم من الناس ، وفي طليعتهم القوى المنتفضة إلا أن الهدف هو واحد وهو خلق واقع جديد.

لا احد يضمن كيف سيكون هذا الواقع اي الوليد الجديد فربما يكون مشوها.. او يموت اثناء الولادة، ام انهُ سيكون معافى وسليم العقل والبينية وهذا ما يتمناه كل المخلصين من ابناء الشعب الطامحين بالخلاص من كل اشكال القهر والظلم والتهميش، ومن اجل ان يعيش الشعب آمنا مستقرا ينعم بالسلام والعيش الرغيد.

في التاسع من نيسان احداث كثيرة ، ذكر منها في الموسوعة العالمية الحرة ، انه اليوم التاسع والتسعون من السنة، او اليوم المئة من السنوات الكبيسة، ووفقا للتقويم الميلادي يأتي بعده 266 يوما لانتهاء السنة، وهناك تسعة وعشرون حدثا عالميا مسجلا بهذا التاريخ ، ما يهمنا نحن العراقيون هو اقدام حكومة صدام حسين المجرمة على اعدام المفكر الاسلامي السيد محمد باقر الصدر وأخته امنه في التاسع من نيسان 1980 ، حيث شكل ذلك انعطافا حادا في توجهات سلطة البعث الموغلة بالجريمة، رافقتها تحولات خطيرة ومأساوية جلبت للعراق الخراب والدمار ابتداءاً بالهجمة البربرية التي شنها على القوى الوطنية والتقدمية وفي مقدمتها الشيوعيين العراقيين ، حيث اعدم العشرات منهم ، وغيب الباقي في السجون والمعتقلات ، ثم الحرب العراقية- الايرانية ومرورا بغزو الكويت الجارة، والحصار المدمر للشعب العراقي كل هذا ادى الى سقوط نظام حزب البعث الحاكم وكان ذلك في التاسع من نيسان 2003 ايضاً، حيث شنت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية الحرب على العراق انتهت باحتلالهِ هذه الحرب التي اجهزت على ما تبقى من البنية التحتية المدمرة اصلاً بفعل الحصار، كما انها اسست لنظام المحاصصة الطائفية البغيض، حيث قسم العراق الى طوائف متناحرة بعد ان كانت متآخية متحابة، وعمقت الهوة يينهما وغذت الفتنة الطائفية من اللحظات الاولى على يد الحاكم العسكري بريمر، الذي جاء بوجوه فاسدة اغلبها من وراء الحدود لتحكم العراق، هذه الوجوه التي شكلت لها كتل وأحزاب ومليشيات مدججة بالسلاح، وقد باشرت بنهب خيرات البلاد، وبسبب هؤلاء انحدر الوطن باتجاه الهاوية، حيث اُحتل ثلث العراق وسقطت مئات الضحايا نتجه الانفلات الأمني. وهكذا استمرت الطغمة الحاكمة الجديدة التي لا هم لهم سوى النهب والسلب باستخدام اقذر وأحط الاساليب وبوقاحة منقطعة النظير غير عابئين بمعانات الملايين من ابناء الشعب العراقي ، حيث الجوع والمرض وانعدام ابسط مقومات الحياة .

من هنا صار لزاما لا بل حتمياً، المباشرة الفورية بالتغيير والبدء أولا بالأسس والأساليب التي تمارس في الحكم، لان الشعب لم يعد قادرا على أن يحكم بالأساليب البالية التي عفى عليها الزمن ، إذ لا مجال للترقيع، كما ان السلطة الحاكمة بكل تفرعاتها الدستورية اصبحت عاجزة عن الاستمرار في الحكم بأساليبها البالية.

وهكذا نحن على ابواب 9 نيسان آخر، ولا نعلم ما سينجم عنه.. نأمل ان يكون خيراً، ولكن ؟؟؟؟! ربما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن حيث تغرق السفينة بمن فيها وهذا ما نخشاه ويغشاه ابناء شعبنا العراقي الذي ابتلى بطغمة حاكمة وطبقة سياسية لم تبلغ سن الرشد بعد، تصرفت بصبيانية تجاه مصالح الشعب الحيوية، واعتبرت العراق غنيمة فأوغلت في السلب والنهب، ومن المؤكد انها تتجه نحو الانهيار التام ، وسيلعنها التاريخ .

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 30-03-2016     عدد القراء :  1929       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced