كيف تبقى الأ كثريات ترى هذى المهازل!؟
بقلم : سامي سلطان
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

على مدى ثلاث عشرة سنة دخل العراق في محنة مركبة جزءٌ منها موروث من عهد الدكتاتورية ألمقبورة حيث انتقل من أزمة الى آخرى أشد وأعنف كانت ثمارها حصاد المزيد من الارواح البريئة التي ليس لها فيها لا ناقة ولا جمل، من ما يقوم به الفرقاء السياسيين المتصارعين على السلطة من الذين اعتبروا العراق كعكة على حد تعبيرهم بوقاحة، إذ كلًا منهم يريد جزءا منها أن لم نقل كُلها، وانسجاما مع أجندة هذا الطرف الإقليمي والدولي او ذاك الذي تنضوي تحت جناحيه .

طيلة هذه السنوات العجاف لم يرف للطبقة الحاكمة جفن إزاء ما يحصل في البلاد، لأن همهم الأكبر انحسر في بناء ترساناتهم المالية المدعومة بجيش من الميلشيات التي تندفع وهي مشحونة بالحس الطائفي، حيث تجري تغذيتهم بشكل منظم على أنها وحدها من تمتلك الحق لا الغير حتى وإن كان من نفس الطائفة، ما أدى إلى نشوب حروب دموية انتهت بسقوط ضحايا من جميع الاطراف وبُني هذا على أساس الولاء للقائد الفرد الذي يذكرنا بالقائد الضرورة !! وكأن هذا الكابوس يأبى أن يغادر المخيلة الجمعية للعراقيين، فحيث الفرد القائد يكون هناك حزب أو كتلة دون أي تدقيق عقلي بالأجندة التي تقف وراء هذا أو ذاك من رؤساء هذه الأحزاب والكتل، وللأسف الشديد لا تزال قواعد هذه الكتل سائرة خلفها حتى بعد أن طلعت ريحتهم! وكشفت كل أوراقهم وأصبح واضحاً للعيان من أنهم لا يفكرون إلا بأنفسهم حصيريا، وهمهم الأول والأخير هو الموقع الوظيفي في الدولة، وقد تجلى ذلك في الحكومات التي تعاقبت منذ عام 2003 وإلى الآن، حيث انتقلوا من موقع الى آخر بين معترض او موالي وحين حصولهم على الموقع الذي يؤمن له طموحاته الشخصية كنائب للرئيس أو لرئيس الوزراء أو غيره، يتنكر لطائفته التي صعد على أكتافها، وقد رأينا كيف تعرض بعض هؤلاء للطرد والإهانة والقذف (بالأحذية. . وغيرها ) عندما قاموا بزيارات للمناطق التي ادعوا أنها مناطق لنفوذهم!!! فأن دل ذاك على شئ فأنه دل على انهم غير مرحب بهم لأنهم فاشلون .

مع كل هذا نجد مع الاسف الشديد أن البعض لا زال يعتقد أن القابعين في المنطقة الخضراء رغم الكم الهائل من الفضائح وتصاعد روائح فسادهم لا زالوا يمثلونهم، في الوقت الذي كان من الواجب تحري حقيقة من ركب الموجة ومن تربع على تل السلطة الغارقة بالفساد حتى النخاع بعد سلسلة الفضائح والكذب الذي مارسوه ولازالوا منذ ثلاثة عشر سنة .

لقد أصبح جليا اليوم بعد تراكم وعي ابناء الشعب الذي تجسد بالتظاهرات التي عمت أرجاء العراق كله، أن الطبقة الحاكمة التي تفتقر للوعي بمصالح الناس، وجل همها مواقعها الوظيفية التي تؤمن مصالحها الضيقة الخاصة، وهم يحيطون انفسهم بأساطيل السيارات المصفحة المخصصة لحمايتهم والقصور الفاخرة التي يسكنوها، لا بل المدن المغلقة بسببهم إلى جانب الأرصدة المالية الخيالية لتي نهبوها من قوت الفقراء والمعدمين وحولوها بحساباتهم في بنوك العالم، هذا إلى جانب الامتيازات الاخرى التي لا يتسع مقال كهذا لها .

نعم لم يعد خافيا على أحد ان المتنفذين من السياسيين يفكرون بذواتهم فقط بدليل انهم اختلفوا طيلة ثلاث عشرة سنة حول تقاسم الغنيمة، في مجرى الصراع على السلطة حيث أريقت دماء بريئة كثيرة وتشرذم الوطن وحين شعروا أن الكعكة غير قابلة للتقسيم وأن بوادر الوعي الشعبي بدأت بالتجلي ورفعت الأصوات المطالبة بمحاسبة سُراق المال العام، ومعاقبة المفسدين وقد تمت الاشارة بالبنان لأسماء بعينها لا زالت تتمتع بامتيازاتها السلطوية بوقاحة ، وجدناهم يتفقون ويوحدون خطابهم ، وان اختلفت النبرات بين هذا الطرف او ذاك ، نعم يتمسكون إزاء قضية واحدة كانت هي السبب الأساسي في كل مصائب العراق إلا وهي الطائفية والمحاصصة البغيضة التي دق أساسها المحتل منذ أن دنست اقدامه القذرة أرض العراق الطاهرة، لقد حان الوقت الان لاتخاذ موقف وطني واضح من كل العناصر التي صعدت على الاكتاف وعبثت بخيرات الوطن وتسببت في كل هذا الدمار الذي تتعرض له البلاد .وكأني بقول الشاعر محمد صالح بحر العلوم يقول

كيف تبقى الأكثريات ترى هذى المهازل

يكدح الشعب بلا أجر لأفراد قلائل

وملايين الضحايا بين فلاح وعامل

لم يزل يصرعها الظلم ويدعوا أين حقي؟

دولة يؤجر فيها كل أ فاك عنيد

أجره لا عن جهود بل لتعطيل الجهود

لم يواجه نعمة الأمة إلا بالجحود!

واذا النعمة تغلى في حشاه : أين حقي؟

  كتب بتأريخ :  الإثنين 11-04-2016     عدد القراء :  2475       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced