اعتكاف مقتدى... حيرة اتباعه !
بقلم : احسان جواد كاظم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لايعلم احد سبب اعتكاف السيد مقتدى الصدر, في هذه اللحظة الحرجة التي تشهدها البلاد, بعد تصعيده وتياره لمستوى التوتر على الساحة السياسية العراقية, باقتحام اسوار المنطقة الخضراء والدخول الى قاعة جلسات مجلس النواب, هل هو بسبب اعتراضه على ممارسات اتباعه, كما حدث في مرات سابقة, او لحاجته للحظة رواق لفرد اوراقه ومراجعتها ام هو التردد في المضي في طريق التغيير؟ بينما مريدوه واتباعه, بالخصوص, يلفهم الاستغراب من هذا القرار المفاجيء لقائدهم, والذين كانوا ينتظرون اوامره على احر من الجمر, كما عوّدهم دائماً. في الوقت الذي يقبع هو في صومعته.

وفي ظل تسارع الاحداث وتوالي المواقف, فالوقت كالسيف ( واي سيف في وضعنا الحالي ) ان لم تقطعه قطعك, فهو يمضي لاينتظر احداً ولا يأبه لقدسية اي كان, والامور تحتاج الى الحسم .

يتبادل الكثير من المراقبين رأياً بأن اختيار توقيت الاعتكاف كان خاطئاً, لابل ان وراءه اسباب, لاتخفى على المواطن, مثل تدخل ايراني لأحتواء الاحتجاجات الشعبية ضد الفساد.

وقد شرع غرمائه المتحاصصين, مباشرة, بأستثمار الغاء الأعتصام في ساحة الاحتفالات داخل المنطقة الخضراء, سياسياً, بالحديث عن انتهاك لهيبة الدولة ولحرمة البرلمان, رغم ان رد الفعل الشعبي جاء بعد شهور من التظاهر والاعتصام السلمي وبعد تعنت الاحزاب المتنفذة في اجراء الاصلاحات والمماطلة في اقرار حتى ابسطها واستهتارها بالأرادة الشعبية بتأجيل جلسات مجلس النواب لما بعد عشرة ايام.

ممثلو الصدر يؤكدون بأن سبب اعتكافه هو اصرار شركاءه السياسيين على المحاصصة... وهل يظن يا ترى انهم سيأبهون لذلك؟ فأن ذلك لايشكل دافعاً لهم للاستجابة لزعله. فمصالحهم الفئوية الطائفية والعرقية اكبر من حرقة قلب ام شهيد او مرارة دمعة طفل يتيم.

كما انهم لا يقيمون وزناً لصلواته فهم ماضون فيما هم عازمون ولا تمنعهم صلاة او دعاء او توسل لرب الانام. وهذا نشهده من خلال التصريحات المتواصلة ضد الاقتحام وضرورة معاقبة التيار لابل طالب البعض بوقف مقتدى ذاته عند حده, ثم انتشار مجاميع مسلحة في مفارق مناطق بغداد المتعددة , مستخدمين نفس حجتة في انهاء الاعتصام والتي هي تأمين حماية لزوار الامام الكاظم, مع ان كل مواطن يعرف مراميها الحقيقية.

لقد اوقع مقتدى الصدر, بأعتكافه المفاجيء, اتباعه المتوفزين نحو تغيير واقعهم وواقع العراقيين المزري في حيرة من امرهم, فلا هم معتصمون ولا هم متظاهرون وستثبط هممهم وربما سينفرط بعدها جمعهم تدريجياً. ومشاعر الاحباط هذه انسحبت على قطاع واسع من المواطنين, وجعل عملية الاصلاح تراوح مكانها ان لم تتراجع.

ممارسة السياسة تتطلب فصل السياسي عن الديني في نشاط الاشخاص المتنفذين في الاحزاب والتيارات المتصدية للشأن العام, ثم الخروج من شرنقة القائد الاوحد, والاعتصام بالموقف الجمعي التشاوري الديمقراطي لأنه الاكثر حكمة.

المسؤولية التاريخية تجاه مصير شعب, حمل ثقيل, من لايتحمله عليه الانزواء والانسحاب ويجنب ابناء شعبه مآسي قرارات غير محسوبة النتائج.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 04-05-2016     عدد القراء :  2826       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced