سردشت عثمان ... رمز القلم الحر والكلمة الصادقة
بقلم : شه مال عادل سليم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

قبل أن يغتالوه، كان الصحفي والطالب الجامعي( سردشت عثمان ) على علم بالمصير الذي ينتظره , ( الموت او الموت) .

(سردشت عثمان) ، وهو طالب كلية اللغة الانكليزية في المرحلة الرابعة في جامعة صلاح الدين في محافظة أربيل ، اختطف من قبل مجموعة مسلحة في وضوح النها ر ، يوم الرابع من ايار (مايو) 2010، من امام كليته في قلب مدينة اربيل، وبعد يومين فقط، عثر على جثته مقتولا في احدى طرقات مدينة الموصل , وعليها اثار ضرب المبرح وهي مصابة بأطلاقات نارية في منطقة الرأس .

روى عدد من شهود العيان، تفاصيل حادث الاختطاف وقالوا : قام اربعة أشخاص مسلحين ومعهم سيارة (مضللة نوافذه بالكامل) باختطاف ( سردشت عثمان ) امام اعيننا وامام انظار العديد من الحراس المتواجدين امام الكلية , دون أن ينجده أحد ؟!

قالوا لـ(سردشت) في مكالمة هاتفية ( مجهولة المصدر ) قبل اغتياله بايام ,( لم يبق لك في الحياة الا القليل) ..!! ولكن( سردشت ) لم يبالي بما قالوا له . وانتظر يوم حتفه بكل صبر وهدوء , وطلب من (جلاديه) ان يمنحونه موتا تراجيديا يليق بحياته التراجيدية, لانه كان يعلم ان موته اسهل من حياته المثقل بالالام والماساة والمتاعب .

ان هم وقلق (سردشت )كان من اجل مستقبل الشباب الكردي في اقليم كردستان , وان غضبه كان من اجل عدم مبالاة واهتمام السلطة بمستقبل الشباب , كشريحة مهمة وقادرة ومؤثرة في المجتمع .....

كان (سردشت) يتنظر موته على يد عصابات الاختطاف والقتل المجاني , وعليه كتب وصيته الاخيرة وقال :

( فمنذ الآن فصاعداً افكر ان الكلمات التي اكتبها هي آخر كلمات حياتي , لهذا ساحاول ان اكون صادقا في اقوالي بقدر صدق سيدنا( المسيح ), وانا سعيد ان لدي دائما ما اقوله وهناك دوما اناس لا يسمعون. ولكننا كلما تهامسنا بدء القلق يساورهم.

الى ان نبقى احياء علينا ان نقول الحق. واينما انتهت حياتي فليضع اصدقائي نقطة السطر، وليبدءوا هم بسطر جديد ) .

(سردشت) ايها القديس الصادق ـ لقد اخطاءوا قتلتك حينما ظنوا بانهم , حينما اغتالوك قد قضوا عليك جسدا وفكرا.....!!

نعم ....لقد قضوا عليك جسدا ..., ولكنهم لن يستطيعوا القضاء على افكارك واحلامك واهدافك ....

.لقدكنت يـا (سردشت) رمزا للقلم الحر والفكر النير , وزرعت نبتة الحرية المثمرة في ارض كوردستان الطيبة , والتي لابد ان تنموا وتتكاثر وياكلون من ثمارهـا الكثيرون من ابناء وبنات كوردستان .

نعم , ايها القديس ....لقد اخطاءوا عندما قالوا إنك ميت..... !!

لا ...لا يا (سردشت ) ...انت الحي وهم الميتون .... !!

  كتب بتأريخ :  السبت 07-05-2016     عدد القراء :  2808       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced