مقدمات لنهوضِ عارم!
بقلم : سامي سلطان
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

مرت البشرية عبر تاريخها الطويل بهزات عنيفة غيرت الكثير من المسارات، حيث انتقلت المجتمعات من حال إلى حال آخر وفقا لمتطلبات التطور الاجتماعي وحاجات الناس أنفسهم، وفي هذا السياق تطورت الأمم وتفاخر بعضها بمنجزاتهِ الفكرية، على صعيد الفلسفة والعلوم الطبيعية المختلفة التي صارت قاعدة للتطورالاجتماعي والاقتصادي وبمضي الوقت تراكمت الخبرات وواصلت الأجيال استكمال مسيرة التطور إلا أن هذا لم يكن بدون ثمن، ففي كل انتقاله من العهد القديم إلى الأجد منه ينشب صراع دامي مرير بسبب تشبث القديم وتعنته وعناده الصلف، لأنه لا يعترف بالجديد ويعتبره متمرداً ويصفه بأقبح الأوصاف مثل الخائن، الخارج عن القانون، أو المنفلت!!، وهذا السلوك مورس في كل بقاع الأرض وفي كل العصور الغابرة والعصر الحديث، وتوارثته الطبقات الحاكمة، حتى أنها صارت تتكلم بلغة واحدة رغم تعدد جنسياتها، لهذا لا نستغرب من تصرفات الطبقة الحاكمة في العراق ولا حتى من تعابيرها المتشنجة فهي كغيرها من الطغم الحاكمة لا تعترف بأخطائها وخطاياها بحق السواد الأعظم من الناس الفقراء الذين ما انفكوا عن المطالبة بحقوقهم المشروعة بتأمين حياة حرة كريمة تكفل لهم الأمن والاستقرار، وتخلصهم من القلق الدائم والخوف من المجهول.

ان الاعداد المتزايدة من الناس الطامحة بما هو أفضل، تلقي بثقلها كله وهي ماضية الى الغد المشرق الذي يحمل في طياته أفق لمستقبل واعد يحمل كل ما هو جديد، هذا الوليد الجديد المنتظر يتكالب عليه كل حراس النظام القديم البالي، ولا أبالغ اذا قلت ذلك، ان منْ يقف في الصف الأول على رأس السلطة بالعراق هم ممثلين حقيقين لاسلافهم من القرون الوسطى وان تمنطقوا بلغة العصر، واستخدموا آخر صيحات التكنلوجيا، وسخروا أبواقهم الاعلامية لغرض الترويج لمفاهيمهم التي تعمل على تكليس الأدمغة، وهم بهذا يؤكدون ما ذهبنا إليه بخصوص كونهم حثالة النظام القديم، فرغم انهم يسبون الدكتاتورية المقبورة صباحاً ومساءاً إلا أنهم، يتمثلونها في كل شئ حتى في سحنتاهم وطريقة حياتهم لا بل انهم تفوقوا عليها في احتقارهم للشعب وتعاملهم معه على أنه قطيع من الرعاع المنفلت، في وقت أن هذا الشعب هو مصدر السلطات، وهو صاحب الكلمة الأخيرة ولو كره الكارهون، إذ لابد للحق من جولة مهما طال الزمن.

ان الحقيقة الراسخة تؤكد أن البقاء للاصلح، فكم من المتغطرسين ذهبوا إلى مزبلة التاريخ، ولم تنقذهم كل الوسائل التي يمتلكوها، من مال وسلاح ، صحيح قد يفتكون بمعارضيهم، لكن ذلك لن ولم يثني عزيمة الشعب ولا يلوي ذراع طلائعه الواعية من القوى الصاعدة، بل إنها تزيدهم اصرارا على الوصول للهدف المنشود في تحقيق العدالة وتأمين الأمن والاستقرار والسيادة الوطنية الحقة.

أن ما يجري في بلادنا اليوم هي مقدمات لنهوض عارم يكنس كل القذارات، ليعيد للوطن القهِ وازدهاره، وفي هذا السياق يجري صناعة وصقل قادة لامعين جدد من الشباب الواعد الذي يتقد حماساً وهو يتقدم الصفوف الأولى في هذه المسيرة المشرفة، التي تعُد مفخرة ستتغنى بها الأجيال القادمة وتخط اسمائهم بأحرف من نور، كما حصل لمن تقدم الصفوف من الشهداء الاماجد، الذين قارعوا الظلم والاستغلال والفساد وكل القوى الطامعة بخيرات الوطن، وها هي معركة الجمعة في العشرين من ايار، إذ جد الجد، وهذا ما كنا نتوقعهُ، حيث وصل الصراع الى مستوى ارقى، وحصل الاصطدام بين الجماهير المسالمة مع القوات الامنية التي افرطت في استخدام القوة من خلال استخدامها للأسلحة النارية والغازات السامة وخراطيم المياه الحارة التي اوقعت العديد من الشهداء والجرحى في صفوف المتظاهرين العُزل.

ان التمارين التمهيديه التي انطلقت قبل عدة سنوات بلغت ذروتها في 31/7 من السنة الماضية 2015، وهنا يمكننا القول ان الصراع اصبح اكثر وضوحاً بين الشعب الكادح بكل قواه، والحكومة الهاربة الى الامام بطبقتها السياسية المتحاصصة، التي جلبت الخراب والدمار وهي ماضية بصلف وبنهجها دون إستحياء، وسنرى الى أين ستتجه الأمور، هل تعترف الطبقة السياسية بأنها فاشلة وتتنحى عن الحكم وهذا مستبعد! ام ان الصراع يأخذ مداه الى الحد الذي يدعوا الى ان يبادر من بيده مقاليد الأمور الى اخذ زمام المبادرة فيقلب الطاولة على الجميع ويفرض ارادته بالمطاق بمعني احتلال جديد ، لاسامح الله وهذا لا يرضاه شعبنا العراقي ابدأ، اما وان شعبنا يواصل كفاحهِ وفي خظم هذا الكفاح يقدم قادتهِ ، وبيدهم راية التغيير والإصلاح الحقيقي، من اجل بناء دولة مدنية عابرة للمحاصصة، دولة تتسع لجميع ابناء الشعب في بلد كامل السيادة على ثرواته ومقدراته ، وهذا هو المطلوب، من اجل ان ينعم الوطن بالأمن والاستقرار.

  كتب بتأريخ :  الأحد 22-05-2016     عدد القراء :  3084       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced