لا يغرَّنكــم النصر العسكري على داعش وانتم غافلون عن اوكارهم وحواضنهم
بقلم : فاضل پـولا
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

لا مراء في أن الحكومة العراقية بذلت ولا زالت ، كل ما في وسعها وسخرت كل طاقاتها  لإلحاق الهزيمة الميدانية بالدواعش ، ودفعهم خارج الوطن مدحورين . في ذلك هدف نبيل وحلم يراود كل عراقي مخلص لوطنه . إن الإنتصارات الكبيرة التي تحققت على يد القوات العسكرية العراقية والقوة المجفلة معها من الفدائيين والمتطوعيين ، كبلت الأعداء من وحوش الدواعش والمنضوين معهم خسائراً كبيرة . وكانت النتائج هو تحقيق نصر مؤزر على هذه القــوى الغاشمة ، بعــد الهزائــم المنكــرة التي اُلحقت بهــا فــي محافظـة الأنبــار ( رمادي وفلوجة ) وما يحيطهما من النواحي والدساكر .وبجانب ذلك ، الإنتصارات التي تحققت في سامراء وبيجي وتكريت ، جراء اندفاع القوات العراقية في ملاحقة العدو ومطاردته الى مشارف القيارة التي لا تبعد عن الموصل اكثر من 60 كيلومتر . وتوحي هذه النتائج بوجود زخم متواصل لتطويق منطقة نينوى والإستعداد لحسم المعركة مع الغزاة في آخر معقل لهم في العراق.

كل ما ذهبنا اليه في اعلاه كان من واجب الحكومة العراقية وهمتها وشعورها بالمسؤولية في انقاذ الوطن من براثن المحتلين الوحوش . وما تم تحقيقة كان من جهد جهيد ما فيه كلل ولا ملل عند جميع الذين نزلوا في ميدان القتال من رئيس الوزراء والرتب العسكرية المتقدمة ودونها نزولاً الى الجندي والمقاتلين الفدائيين من ابناء الشعب سواء كانوا من الحشد او من ابناء العشائر .

ولكن لا يخفى بأن قوة داعش ، ليست محصورة في قدراتها العسكرية فحسب ، لأنها عبارة عن منظومة لامناطقية فقط بل دولية ، تتواصل في نشاطاتها السياسية والتجارية والعسكرية مع دول ومؤسسات ، منها معروفة ومنها مستورة .

أما وجودها في العراق وسوريا ، له دعائم من سكان نفس القطرين . من مؤازرين  ومنضوين وحواضن . ولا شك بأن  لداعش حصة كبيرة من الإسناد اللوجستي المتواصل من دول الجوار، منذ يوم تكوينها  .

إن المهم مما نريد الإشارة اليه ، هو . كان المفروض بالحكومة العراقية التي صرفت جل  وقتها في متابعة ميدان المعارك وخاصة في (  تحرير محافظة الأنبار  ) خاصرة بغداد  ، الا يكون محاربة داعش في ميدان القتال فقط ، وإنما كان يجب محاربة خلفياته ليس في الميدان ، وانما في المدن وخاصة بغداد التي دأب الدواعش يصولون عليها في محاولات كثيرة والى الأيام القريبة . اجل كان المفروض مراقبة نشاطهم في قلب العاصمة بغداد واطرافها ، من منطلق واضح بأن لداعش خلايا خفية ونشطة ، ولها من الحواضن ليس من السهولة كشفها الا بالتوجه المركـَّـز من قبل اجهزة الدولة في البحث والكشف والمراقبة ، لقطع الطريق امام اللابدين منهم في اماكن ليست مكشوفة والمكلفين بضرب خلفية الجيش العراقي في عمليات استهداف العاصمة بغداد .

المطلوب من الدولة ، العمل السريع بتطعيم العمل المخابراتي في بغداد وتوسيعه ، ورفع من قدراته بالأفراد والمعدات من الأجهزة الأكثر تطوراً في الكشف والتنصت والمراقبة للمحلات والأسواق المكتظة بالناس وأن تتوزع المسؤولية على فرق تغطي كل المناطق المهمة في بغداد .

واخيراً الضرب بيد من حديد على كل الذين حكموا بتهمة قتل الأبراياء ، وكذاك الإسراع بمحاكمة منفذي الجرائم في قتل الإبرياء بدم بارد وانزال بهم العقوبة فوراً وبعيداً عن اية مساومة في هذا الشأن.            

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 05-07-2016     عدد القراء :  3342       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced