العراق _ في مفترق الطرق..!؟
بقلم : باقر الفضلي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

الجريمة النكراء التي أحاقت بمواطني الكرادة في جنوب بغداد، والتي راح ضحيتها المئات من المواطنين العراقيين من الأبرياء، لا تشكل في كل ما تعنيه مجرد حادث تفجيري وحسب، بقدر ما تعنيه من رسم لوحة تراجيدية محزنة لما آلت اليه الحسابات المصلحية الضيقة لذوي المصالح الدولية، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ناصرها من الدول الغربية مثل بريطانيا، التي سمحت لنفسها أن تجتاح العراق البلاد ذات السيادة الوطنية والعضو في الأمم المتحدة، والذي يتمتع بالإستقلال الوطني والسيادة في ربوع الوطن المعترف بها دولياً، في عام 2003 ، تحت ذرائع ومسوغات كشف الواقع بطلانها؛ فبقدر ما تحاول أمثال تلك الدول من الحفاظ على مصالحها في البلد المحتل، وتثبيت وجودها في المنطقة، بنفس الذرائع التي إستخدمتها في إستعبادها للقارة الأفريقية، قبل قرنين من الزمان..!؟

وليس من باب الزهو، أن تفخر تلك القوى العراقية، التي وجدت بأن مصالحها هي الأخرى، لا تخرج في مسارها عن مسار مصالح الدول الكبرى التي إجتاحت العراق يومذاك، ووجدت في إقتسامها حكم البلاد، ورغم كل ما ينتج عنه، من تمزيق للنسيج الوطني، ومن إنتهاك للسيادة الوطنية، مجرد الثمن الذي يمكن أن تقدمه لتلك القوى الدولية، لقاء إستلامها زمام الأمور، والتسيد في العراق، بإعتبارها البديل المناسب لحكم الفرد، لتصبح فيما بعد وكأنها الوريث الشرعي لذلك الحكم، وإحد الوسائل المساهمة في إستبداله..!؟

إن الجريمة النكراء التي هزت بغداد، ليست هي الأولى، ولا الأخيرة في مسلسل التكتيك الإجرامي الإرهابي بحق العراق وشعوب المنطقة، وفي جميع الأحوال فإن للجريمة المذكورة ومثيلاتها، أبعادها الثلاث، التي تترابط في علاقاتها التي لا يمكن التفريق بين مكوناتها بأي حال من الأحوال..!؟

_ البعد الإنساني؛ وهو يرتبط في جميع الأحوال؛ بالضحايا الذين سقطوا جراء التفجير، وما تركه ذلك من تداعيات على صعيد عوائلهم والمجتمع بشكل عام، وكل ما يتعلق بالأمور المرتبطة بحقوقهم، وإلتزامات الدولة والمجتمع أمامهم ..!؟

_ البعد الحكومي؛ وهو يرتبط في جميع الأحوال بمسؤولية الدولة الإخلاقية والدستورية، في حماية المواطنين، وتأمين الأمن، وسلامة المواطنين، وكشف أدوات الجريمة والمخططين لها ومنفذيها وكل من يقف ورائها..!؟

_ البعد الجنائي؛ وهو كل ما يتعلق بمسؤولية الجناة ومرتكبي الفعل الجرمي الذي لحق بالضحايا، وتداعياته الأجرامية، ومسؤولية المقصرين من رجال الأمن أو غيرهم من المتعاونين أو المشاركين، والداعمين للفعل الإجرامي بأي حال من الأحوال..!؟

وفي جميع تلك الأبعاد، وفي ظل ما يتعرض له العراق والمنطقة، يظل الجانب السياسي في مقدمة الأسباب والعوامل التي يجب إيلائها الأهمية القصوى في التحري عن الدوافع والأسباب التي تقف وراء الفعل الإجرامي، الذي دفع بالجناة الى إرتكاب فعلهم المدان والمستهجن من قبل الجميع..!!؟؟

إن منطقة الشرق الأوسط ومنذ خمسة سنوات تتعرض الى مخطط إجرامي يهدف في المحصلة؛ الى إعادة إستعباد بلدان المنطقة من خلال تقسيمها، وإخضاعها للهيمنة؛ وما سلاح الإرهاب إلا الوسيلة الأكثر فعالية للوصول الى الهدف المذكور، ناهيك عن وضع المنطقة في حالة من التجزأة الإفتراضية، بين بلدانها بما يحقق الأستراتيجية المرسومة، في إشغال البلدان الرئيسة في المنطقة، في نزاعات إقليمية لا أول لها ولا آخر، كما هو في حالة النزاع السعودي _الخليجي _ الإيراني، المتمثل بالحرب المدمرة في اليمن..!؟

ليس أمام المرء في واقع ما يتعرض له العراق من إستهداف مقصود في وجوده ووحدته، وتمزيق مكوناته الإجتماعية وزرع بذور الخوف والترهيب في نفوس مواطنيه، وشل قدرات مكوناته السياسية والإجتماعية، في مواجهة الإرهاب والتقسيم، ودرء الفتنة الطائفية بجميع أشكالها، غير إستنكار الجريمة النكراء في الكرادة وإدانتها، ودعوة الأمم المتحدة والشرعية الدولية بجميع مكوناتها، الى دعم الشعب العراقي، ومساندته في حفظ سيادته، ووحدته الوطنية، ودعوة فصائله الوطنية الى التلاحم وشد أزر بعضها البعض، في الوقوف أمام الإرهاب الغاشم، وتحقيق المصالحة الوطنية، بعيداً عن التمسك بالمصالح الذاتية أو الحزبية الضيقة، وتلبية مطالب الجماهير المشروعة في ظل ما يحقق الدولة المدنية  الديمقراطية..! فقد أدان الحزب الشيوعي العراقي ، التفجيرات الإرهابية التي ضربت ثلاث مناطق في بغداد، وراح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى، معتبراً ما حصل إنذاراً آخر للمتنفذين، عسى أن يدركوا خطورة الأوضاع. وشهدت بغداد بعد منتصف الليل ثلاث تفجيرات إرهابية في مناطق الكرادة وحي الشعب والمشتل، حيث كان تفجير الكرادة هو الأكبر حيث راح ضحيته أكثر من 300 شخص بين شهيد وجريح .(1)

باقر الفضلي/8/7/2016

_____________________________________________________________________________

(1)  http://www.iraqicp.com/index.php/party/from-p/45010-2016-07-03-21-02-55

  كتب بتأريخ :  السبت 09-07-2016     عدد القراء :  2562       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced